الإثنين 2025/6/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نيوز بار
((المحسوس والملموس في لوحة الوداع الاخير)) للفنان د. صفاء السعدون
((المحسوس والملموس في لوحة الوداع الاخير)) للفنان د. صفاء السعدون
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

سعد المعموري الموسوي

 

من ابجديات تحليل النصوص البصرية معرفة السياق الاجتماعي والثقافي للعمل الفني، وكذلك لو تيسرت ببلوغرافيا العمل كالمعلومات المصاحبة،وظروف الانشاء يكون هذا أقرب للقراءة الرصينة.

 الواقعية التعبيرية أسلوب تعبيري أكثر منه نقلي وصفي، أتبعت في المذاهب الفنية المختلفة  لنقد الواقع ومحاولة تغيره ،ان التجديد وسيرورة الحداثة ، ضرورة حياتية ملحة ، لإن رغبة الإنسان بالتحديث وابتكار أنماط جديدة لا تتوقف عند حد، لهذا نجد إن الفكر الإنساني تكاملي متواتر  في الفن والفلسفة والآداب. ولا أحدا يستطيع حكر المعرفة لجانب دون الاخرين ، ان  المذاهب الفنية وتيارات الفكر  دائما متغيرة ،أو  لها مايتممها أو يعارضها  وينقضها.

 رغم إن التعبيرية موغلة بالقدم  ، منذ  رسومات كهوف العصر الحجري فهي موجودة، لغاية مرحلة  التجريد في مطلع خمسينيات القرن المنصرم، وعند ذلك  اصبحت التعبيرية موقفا متشدد ضد واقعا مراد تغيره، فهي موجودة باعمال الفنانين الوحشية والمستقبلية الايطالية والتكعيبية، ان اتجاه التعبيرية، إنساني، أجتماعي، خالص، تهدف  لمعالجة قضايا أخلاقية،دينية ، جنسية ، مع العودة للحدس، والخيال وهي تلتقي مع الكثير من المذاهب والمدارس الفنية، ومنها

 الرغبة بالعودة الى القيم البدائية ولجوئها الى تشويه الاشكال كوسيلة للتعبير،لذلك نشاهد ان حركة الفرشاة وضرباتها اللونية انفعالية معبرة عن حالة الفنان النفسية، وهذا ما نجده باعمال فنانين عالمين كبار ،فهي تعمد على إزاحة أي مفهوم وصفي للاشكال المرئية، الفنانون عارفون بقيمة الرمز وسلطة اللون وتأثيره علي أحساس المتلقي، إن هذه المعطيات تم تكيفها باتجاه رفضي ،معارض القصد منه الوقوف بوجه الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي، التي غلبت عليه الأمراض والحروب  ، بل باتت وسيلة  مهمة للتغيير وحازت على التمدد عالميا لتغير هذا الواقع .

 اليوم نقف عند لوحة للفنان الدكتور صفاء السعدون ( الوداع الاخير)  الذي تركح نحو المفاهيم آنفة الذكر، وهي عبارة عن نص صوري وزع فيها الفنان اشاراته وشفراته الكاشفة والتي هي  ليست  غامضة ،ممكن الجميع ملاحظتها   وقراءتها وقد وزع اشاراته ،خاصة اشارات وحركات الجسد على الشخوص بمعرفة الأكاديمي العارف بخلجات وهواجس الإنسان النفسية والشعورية،  ولو تيسر لنا معرفة وقت إنتاج اللوحة لأنفتحنا على اكثر من تفسير وتاويل للعمل، من ذلك ، ممكن ان تكون اللوحة رسالة رفض لواقع الحروب العبثيةالتي كان وقودها الفقراء من ابناء،الشعب، وكذلك ممكن ان تكون رسالة تثوير وإلهاب المشاعر لتعضيد ومساندة المقاتلين للثبات بالدفاع عن الأرض و العرض والشرف وهذا الجانب الأرجح لها، ان الفنان استطاع تجسيد الجانب السايكولوجي لشخوصه بدقة مستغله حركات الجسد التي تكشف عن الهوية الشخصية  للشخوص ايضا،

الوداع الاخير عمل فني فكري، عنوان فيه استباق  امرا بعالم  الغيبات المحفورة بفكر الفنان ماينبء عنه إلا حالة الوجوم والقهر الظاهر على وجوه شخوصه ، المقاتل وهو يتوجه لتادية الواجب المقدس واجب الدفاع عن الوطن والمقدسات،كما قلنا ان اللوحة واضحة لكنها تحمل اشارات ورموز ليس من الصعب  تفكيك النص البصري ،المقاتل من اهل الجنوب وهذا واضح انتماءه من خلال الإعلان الواضح للعقيدة والدين ، وفيه انثيالات انثروبولوجيه، حيث تحمل الطفلة اناء ماء البركة ترميه الام بعد المغادرة، وعليه  يكون قصدية  اصطفاف الام والأخت والزوجة والأطفال ليقول  لنا الباث ان النص رغم انثيالاته الاجتماعية فهو اشارة وترميز مباشر إلى كونهم هم العرض والشرف انهم الوطن الذي يدافع عنه المقاتل    وعليه كانت آخر لحظة له حسب ما ينبئ عنه عنوان اللوحة، وهو يقبل يد والدته طالبا  منها الدعاء له بالنصر والعودة سالما ومن خلال حركة يد الأم  نجد الام واضعة يدها فوق راس ابنها للتعبير عن الحب والخوف عليه والدعاء له بالسلامة او ربما حركة لاشعورية تود بقاءه لأطول مدة وهذا شعور كل الأمهات ، حالة الأخت وأبنائها ايضا تعبر عن حالة الانكسار بفقدها أب أولادها بميلان الراس للجانب تعبيرا عن حالة الحزن والانكسار النفسي،  اما الزوجة فقد وضعت يدها على قلبها خوفا من المصير المنتظر من الغياب ،وطفلتة حاملة لاناء فيه ماء ترشه خلفه للبركة وتحقيق الاماني بالعودة سالما، فاي نكران ذات واي تضحيات قدمها ابناء الوطن من الفلاحين والفقراء  للوطن ،وهذا واضح من هيئتهم والبيت الذي يسكنون  لدرجة عدم انتعالهم أحذية خارج البيت، وهذا ماعكسه الفنان دكتور صفاء، السعدون. بعمله هذا،.

المشـاهدات 246   تاريخ الإضافـة 18/05/2025   رقم المحتوى 63029
أضف تقييـم