
![]() |
وصية شاعر: سعد المعموري الموسوي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
كل ما أرجوه من السادة المشيعين السائرين بي إلى مقبرة السلام، قرب قبر أبي
إن يرسموا في شاهدتي
نايا يصدح
وقنية خمر تضئ لي الطريق...........
انها وصية لكنها تتجلى عن رسالة رفض لما هو مقولب ومؤطر بالقهر والارغام كما يفهمه الراحل والوصية هي كسرللمألوف المتعارف عليه، انه الخروج لعالم ارحب فيه تجليات صوفية لانه يشعر ان الذي يقاسى عذاب الدنيا فهذا العذاب ، تطهير دنيوي لروحه وجسده ، هكذا يفهم الصوفيون العذاب انه الخلاص بمفومه الاوسع ، الراحل قاسى العذاب، منها ضنك العيش وفقدانه لنجله في المقابر الجماعية،
ميّت أنه
ولا خط يجي عن موتك
سوده وحشتك يَولِدي حرموك من تابوتك
مشجوله ذمته المرمرك
لا تبري ذمته مروتك
ما ناح طير على الشجر
إلّا اعله نغمة صوتك .
لهذا يشعر الراحل انه قد إخذ حصته من القهر والعذاب وهذا كله هو تطهير للروح والجسد والبراءة من الذنوب ،الم يقال ان المؤمن مبتلى، من هذا الفهم وغيره اصبحت لديه القوة ان يصرح بما هو غير مالوف نجده يختار الناي صادحا، لأنه يدرك انه لاقيمة له بدون العزف فيه، و هذا مرده للتجربة الصوفية ، فهو وسيلة للتجلى وتعبير عن حب الذات الآلهية، الشاعر يدرك الوظيفة الدلالية والجمالية للناي الصادح وخاصة هذا التجلي الروحي والوجودي، لهذا اختاره علامة لشاهدة القبر تعبيرا لمقاومتة الوحدة ، وفيه ايضا تجليات روحية، ومن ثم اختار قنينة خمر باعتبارها إضاءة للمخيل وفيها رمزية الخلود ،بهذا الانكسار المغاير حقق موفق تجليا و عمقا صوفيا . الصوفي يجلد ذاته بالعذاب والاكتفاء باليسير للعيش فقط ويتجاوز لكل شهوات الجسد من هذا نجد في ثقافات متعددة ممارسات جلد الذات وتعذيبها للخلاص من الذنوب والارتحال للعالم الاخر طاهر مطهر كما يراه الصوفي.
يعلمنا موفق بوداعه ان الشعر بوح روحي و موقف، لا للتكسب والتعالي على الآخرين، فلأدب رسالة وهي التي تبقى ، وهو الذي امتهن الوجع مهنته التي احبها و ضريبته التي سددها من دمه ، ضريبة الأدب الملتزم المعارض الذي يخاطب الجمهور لا النخبة موفق الآلم كان موفقا بالتعبير عن وجع الآخرين لهذا استطاع ان يكون بالمشهد الشعري خطابا شعريا سلسلا وسهلا يفهمه عامة الناس من البسطاء والفقراء وحتى تصل رسالته بيسر راح يمزج بين الفصحى والشعبي لا لشيء،إلا لايمانه انها أبلغ وأسرع بالوصول،وهذا متأتي ومتحقق للقصيدة الحديثة لحيازتها على التقنيات الحديثة والعتبات النصية المتعددة، ومنها التحلية بواسطة اللهجة الشعبية، كل هذه العتبات وسائل بيد الشاعر الذي يرى أن اللغة تكون احيانا عاجزة عن التعبير لإيصال مايريده ، فيلجاء لهذه التقنيات ومنها اللهجة العامية، نعم رحل من عالمنا جسدا لكنه باقي موقف لايتكرر بسهولة انه باقي بضمير الفقراء والمساكين، والادباء،الملتزمين اصحاب الرسالة . الانسانية،
|
المشـاهدات 205 تاريخ الإضافـة 20/05/2025 رقم المحتوى 63089 |