
![]() |
العراق والمغرب… من فتور العلاقة إلى دفء الانتماء العربي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
ما زلت أتذكر كلمات الشاعر العربي فخري البارودي في قصيدته الخالدة بلاد العرب أوطاني، التي أصبحت نشيدًا للوحدة والانتماء، حيث قال: بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّامِ لبغدان ومن نجدٍ إلى يَمَنٍ إلى مِصرَ فتطوانِ هذه الأبيات تجسد روح الانتماء العربي المشترك، وتعبر عن حلم الأجيال بوحدة لا تحدها الحدود الجغرافية، ولا تفرقها المذاهب أو الأديان، بل تجمعها اللغة والتاريخ والمصير الواحد. إلا أن الرياح التي عصفت بالمنطقة خلال السنوات الماضية، قد أثّرت على متانة هذه العرى، فابتعدت الرباط عن بغداد، وتراجع الحضور الدبلوماسي، وتوقفت الزيارات الرسمية، وقلّ التواصل في ميادين التجارة والسياحة والثقافة، رغم وجود الكثير الذي يربط بين الرباط وبغداد فبين المدينتين توأمة تعود إلى اتفاقية عام 1989 وتجمع بينهما عضويات مشتركة في منظمات عالمية وعربية والاهم من ذلك هو استمرار العلاقات الاجتماعية العميقة بين الشعبين العريقين. إنني أجد في كل لقاء مع الأشقاء المغاربة، سواء في المؤتمرات أو الفعاليات، مشاعر الأخوّة الصادقة، واللغة الواحدة، والرؤية المشتركة، وكأن المسافات لم تكن يومًا فاصلاً بيننا. وهذا يؤكد أن الشعوب أقرب إلى بعضها من أي خلاف سياسي عابر. واليوم، وفي ظل عالم تزداد فيه فرص التواصل والتقارب الحضاري، من المؤسف أن تبقى العلاقات الرسمية بين بلدين عربيين شقيقين كالعراق والمغرب جامدة بعد انقطاع دام 18 عاما. ألا يجدر بوزارتي الخارجية في كلا البلدين وبعد ان طويت الصفحة السابقة وتم افتتاح السفارة المغربية ببغداد عام 2023 ان تتصاعد وتيرة التعامل الدبلوماسي على نحو اكبر لتعويض ما مر من جمود وان يحرص الطرفان على بناء علاقات متينة على أسس الاحترام والثقة والمصالح المتبادلة؟ إننا كمواطنين عرب، نرى أن استمرار هذا الجمود يعد إخفاقًا في أداء الدور الدبلوماسي المطلوب، ونأمل من المسؤولين في البلدين اتخاذ خطوات عاجلة وتسهيل منح التأشيرات وفتح الآفاق والزيارات وعقد الاتفاقيات في شتى المجالات، بما يخدم تطلعات شعبيهما، ويعزز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات. فلنكسر هذا الجمود الذي مازال، ولنُفعّل قنوات الحوار والنشاط والعمل والمشاريع المشتركة فالعراق والمغرب بلدان لهما تاريخ وحضارة ومكانة، املين ان نسمع قريبا عن خطوات دبلوماسية وتجارية وسياحية وثقافية تضيف إلى علاقات البلدين عمقا استراتيجيا يليق بمكانتهما وبمستوى الوعي الذي وصل آليه الشعبين الشقيقين. |
المشـاهدات 199 تاريخ الإضافـة 24/05/2025 رقم المحتوى 63222 |