الأربعاء 2025/7/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 40.95 مئويـة
نيوز بار
نافذة من المهجر انتخابات الأدباء... ليكن عنوانها المحبة
نافذة من المهجر انتخابات الأدباء... ليكن عنوانها المحبة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

 

 

على الرغم من أنني أعيش في عالم المهجر  بعيدة عن الوطن ، إلا أنني أتابع بحرص ودقة كل ما يحدث فيه ، وخصوصاً في الميدان الذي يمثل انتمائي وهويتي الحقيقية وهو ميدان الادب والثقافة ، وتراني أعيش أجواء النشاطات المتواصلة المتميّزة التي يقيمها الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق والتي تبث مباشرة من قاعة الجواهري ، والتي أتفاعل معها وفي أكثر الأحيان أبدي راياً أو تعليقا معيناً...

وللأمانة التاريخية أقول أن جميع المعنيين والمتابعين من المخلصين والمنصفين يتفقون معي على أن الدورة الحالية التي تنتهي أعمالها مع انعقاد المؤتمر العام ، الذي سيقام صباح يوم الجمعة الموافق 30 أيار , هي أنجح وأقدر الدورات في تأريخ الاتحاد منذ تأسيسه يوم ٧ أيار ١٩٥٩ إلى الآن ، وهذا النجاح لم يكن ليتحقق لو لا العمل الجاد المخلص والجهود المبذولة  والحرص والتفاني والجديّة وحتى التضحية بأمور عديدة  من أجل تحقيق الأفضل في العمل على أصعدة النشاط الثقافي والمهني والإنساني وهذه المجالات  شهدت ازدهاراً وتواصلا يومياً ، لذلك أنا وباسم جميع الخيّرين أحيي كل العاملين في هذه الدورة المتميزة التي ستظل منجزاتها شاخصة واضحة المعالم ، مؤثرة في المشهد الثقافي ولو عددناها الآن فإننا لن نكتفي بصفحات عديدة يطول الحديث فيها...

إن هذا النجاح لا يعني التوقف أو الاكتفاء ، بل يدفع إلى مزيد من الابتكار الذي يتطلع إليه كل أديب يسعى لاختيار القيادة الجديدة للمرحلة المقبلة  ....

والتنافس الشريف في الانتخابات  هو الذي نتمناه في هذه التظاهرة الديمقراطية الرائعة  ، لا صراع التسقيط والابتعاد عن الطرح الموضوعي أو المبالغ في انفعاله وحدّته وكما لاحظت في بعض المنشورات التي  وصلت حدّ الشتيمة والسباب والنيل من الآخرين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم تفانوا في عملهم ونجحوا نجاحاً لافتاً ، وهذه الحملات لا أستطيع إلا  أن أقول وللأسف أنها انطلقت من نفوس مريضة ، همّها الإساءة وبثّ الكراهية التي لا نتمناها أن تدخل في وسط يتعامل مع رهافة الكلمة وصدق التعبير بأبهى تجلياته وقيمه النبيلة ....

والذي أثار انتباهي أيضاً أن هناك من وضع برنامجاً انتخابيا ! وكأنه سيعمل منفصلاً أو يجيء بمنهج جديد ، وفي ثنايا هذا البرنامج المزعوم إساءة مبطّنة لقيادة الاتحاد في دورته التي اتفق الجميع على نجاحها الكبير ، وأصحاب البرامج يتعاملون بهذا الأسلوب و كأنّ الذي قدمته الدورة السابقة لم يكن ضمن التصوّر المدروس والخطط الدقيقة في تنفيذ ما حققته من منجزات  ,وبصراحة أقول أن  ما أفضت به هذه البرامج التي نقلت منسوخة هي من أجل خداع البعض ممن يصدق هذا المنحى في التنافس الانتخابي؟!

وبما أنني لست طرفا، ولا أستطيع التصويت أو المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية الرائعة كوني خارج الوطن ، إلا أنني وبحياد تام وبصدق أقول ، لو استطعت التصويت لأعطيت صوتي بدون تردد للقيادة الحالية ولمن عمل معها ، ممن واصلوا الليل بالنهار ، وضحوا بأوقاتهم وجهودهم وحتى صحتهم من أجل أن يقدموا الأفضل للأدباء الذين شعروا حقا بأن هناك مؤسسة ترعاهم بروح المحبة والتفاني والتواضع. وهذا الأمر ليس مجاملة أو مبالغة أو تزلفا فأنا بعيدة والحمد لله ، لكنني أتابع وأراقب وأرى ما يحدث ، وأتمنى أن تدوم هذه الهمّة في العطاء...

أما المعترضون ، وهذا حقّهم الطبيعي ، فأرى أن يتعاملوا بمحبة وفروسية وأن ينافسوا بمهنية وشرف كي يحصلوا على ثقة الناخبين ويعززوا النسيج الطيب في عمل الاتحاد بأصوات ودماء جديدة ،لا أن يذهبوا بعيداً في محاولة الإساءة أو التسقيط ، وأنا أدرك تماماً أن مثل هذه الأفعال مهما بلغت لا تقلل من شأن من اقتنع به الأدباء ووثقوا به ..

فلتكن المحبة عنوان تنافسنا ، فهي الفضاء الأرحب الذي يحلق فيه المبدع بعيداً عن الضغينة والكراهية  والإساءة والأساليب غير المقبولة...

أتمنّى  من القلب النجاح والتوفيق لكل الجهود الخيّرة وكل الذين يحصلون على ثقة الأدباء من أجل مواصلة مسيرة الجمال والبناء والابتكار التي لمسنا عمقها وشاهدنا ملامحها وعشنا معها أوقاتاً خالدة .

والله المعين والموفق للجميع

المشـاهدات 278   تاريخ الإضافـة 24/05/2025   رقم المحتوى 63223
أضف تقييـم