الأحد 2025/6/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
نيوز بار
في الهواء الطلق (1 ـ 4) الاتعاظ من التاريخ والتجارب الفاشلة
في الهواء الطلق (1 ـ 4) الاتعاظ من التاريخ والتجارب الفاشلة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

 

 

تعد الكتابات البارزة والهامة التي تتناول تاريخ وشخصيات العراق الحديث على لسان و باقلام معاصريها عن مختلف المراحل من الكتابات التي تستوقف اصحاب الذهن المتقد والمتفحص الباحث عن الحقيقة ، الحقيقة الناصعة حينما يسجلها كتاب مبرزون على الساحة الفكرية والمعرفية ، وهم يدونون الحوادث التي عايشوها بشخوصها وبشهودها وشواهدها ليقدموا لنا شجرة مثمرة نقتطف منها ما يغني التجارب المعاصرة ويقومها وينبه من مخاطرها ومنزلقاتها ، وكي لا يتحقق قول ماركس (ان التاريخ يعيد نفسه فى المرة الأولى كمأساة ، وفى المرة الثانية كمهزلة) او على الاقل تجنب ما يمكن تجنبه ينبغي التوقف ملياً عند تلك الكتابات واشاعتها للمتلقي بكل الطرق والسبل المتاحة والمتعارف عليها في زماننا هذا ، فاذا كانت الكتابة في الصحف والمواقع الالكترونية ومؤلفات الكتب قد لا تجد نفعها بدرجة او باخرى فلزاماً على المؤسسات المعنية ان تعيد نشر الافكار الواردة في تلك الكتابات ومقتطفات ونبذ عنها في مواقع التواصل الاجتماعي ان لم نقل تأسيس مواقع اجتماعية خاصة بالعراق ومجتمعه وما يتسم به من تقاليد واعراف ترتقي على الافكار والسلوكيات الرجعية والمتخلفة.

ومن تلك الكتابات التي اشرت لها كتابات المفكر والحقوقي المعروف الدكتور عبد الحسين شعبان ، الذي يجد القارئ في كتاباته ما يعطي التحليل الواقعي والمسنود ، وبسلاسة فكرية خالية من الانحياز ، وبعقلية متفتحة مواكبة للتطورات والتحولات الفكرية والسياسية التي طغت على المشهد الدولي ، وبطريقة نقدية محببة ومراجعة للذات وللتاريخ والافادة من كل ما يصب في صالح الخير للعراق وشعبه ، بصرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف في الوجهات الفكرية او السياسية او طبيعة النظام الحاكم.

وتأتي سلسلة مقالات الدكتور شعبان الموسومة (صلاح عمر العلي تراويح المراجعة وامتحانات اليقين) * من بين العشرات من كتاباته لتسليط الضوء على نقاط في غاية الاهمية تشرح الحوادث التي سبقت سقوط نظام صدام ، وتثبت بعض القضايا التي يستوجب الوقوف عندها للاتعاظ منها ، وهو ـ اي الدكتور شعبان ـ يدون في هذه المقالات التي نشرت في حلقات بجريدة (الزمان) طبعة العراق في 5 تشرين الثاني 2023 وما بعدها جوانب من علاقته مع القيادي البعثي السابق (وابرز المعارضن لاحقاً) الراحل صلاح عمر العلي ودوره في المعارضة ابان تسعينات القرن العشرين ويوثق علاقة صداقته معه ودورهما في المعارضة وما كانا يشتغلان عليه في المحافل العربية والدولية لرفع الحصار عن الشعب العراقي (رغم معارضتهما للنظام الحاكم في التسعينات) ورفضهما القاطع لفكرة تغيير النظام من الخارج ومغبة وعواقب تدخل الخارج بصرف النظر عن الدولة المتدخلة كون ذلك سيحول العراق الى منطقة صراع وتقاوي نفوذ على حساب البلد وشعبه.

يقول الدكتور شعبان عن علاقته بالعلي : على الرغم من اختلاف منطلقاتنا الفكرية، وظروف الصراعات اللّاعقلانية التي شهدها العراق، ولاسيّما بين البعثيين والشيوعيين، لم أجد ما أختلفُ عليه مع صلاح عمر العلي في العقود الثلاثة ونيّف المنصرمة و العلي هو من الجيل الثاني للبعثيين العراقيين، وقد برز اسمه بعد انقلاب 17 تموز / يوليو 1968، الذي أعاد حزب البعث إلى السلطة بعد التجربة الدموية التي شهدها العراق، عقب انقلاب 8 شباط / فبراير 1963.

 

المشـاهدات 218   تاريخ الإضافـة 26/05/2025   رقم المحتوى 63371
أضف تقييـم