كان الشعب العراقي يترقب بفارغ الصبر ساعة التغيير نحو الأفضل ، ويغادر سنوات الحرمان والجفاف ، ويبدأ حياة ملؤها الطمانينة والرفاهية والأمان ، كما تعيش معظم شعوب العالم، حتى في البلدان التي تفتقر الى مورد طبيعي .. ولكن .. أصبح الفقر والحرمان السمة البارزة لشعب صبر كل تلك الأعوام العسيرة .. فأين هذا التغيير الذي كان يترقبه وما زالت هناك الالاف من العوائل التي تعيش على بقايا الطعام الملقى قمامة المتخمين ، وهناك من ينام ليله بلا طعام .. فقد استشرف الفاسدون خيرات البلاد .. فكم من جائع يدعو عليكم أيها الفاسدين ؟! وكم من طفل مشرد أو يتيم بلا رعاية وهم يجوبون في الشوارع والأسواق بحثاً عن توفير اللقمة لأفراد عوائلهم وكم من خريج يحمل شهادته بانتظار الفرج ؟! وكم واحد منهم راح يجوب بعربته الخشبية لتحمل بها بضاعة المترفين أو يقبع خلف (بسطية) متواضعة ليبيع السكائر وقناني المياه، أو بيع (الخضار واللبلبي) ولا يدري كيف تتسرب خيرات البلاد ومواردها الكبيرة الى (خزائن اللصوص والفاسدين) الذين لا يحملون سوى شهادات مغشوشة ولا يمتلكون اية خبرة ادارية أو فنية ؟ لقد أصبح مصيرنا نحن الفقراء من أنباء الشعب بأيديكم .. ولو تركتم له من كل برميل نفط مباع أو مهرب (نصف دولار) فقط ، لأسعدتموه بعد أن ذاق الأمرين .. وما زال ينتظر الفرج فهل من مجيب ؟ ..لقد طفح الكيل ، وللصبر حدود.

كريم نجم الكرعاوي