الثلاثاء 2025/6/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
نيوز بار
ثقافات تتعانق تحت شمس المتوسط… في النسخة الثانية لمهرجان نور تونس
ثقافات تتعانق تحت شمس المتوسط… في النسخة الثانية لمهرجان نور تونس
الأخيرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

 

 

 

خاص ـ د. حسين الانصاري

في حضرة النور تروى الحكايات بلغة الشعر وتبنى الدلالات بوهج المسرح وتصاغ المضامين بإيقاع الموسيقى ويزهو الجمال  بتعدد اطياف اللون وظلال البهجة للشعر نكهةٌ أزلية تسكن الروح التي أدمنته، وللموسيقى إيقاعٌ لا يغادرني، يسري في وقتي، يتقاسمه  المسرح والنقد والكتابة كما يتقاسم العشاق لحظات الحنين.وسحر اللون، وهمس البحر، ودفء الشمس، وتونس… هذا الوطن الجميل الذي يجمعنا نحن القادمين من جهات الأرض، المتناثرين في الجغرافيا المتقاربين في المشاعر، في البوح، في الكلمة التي لا تعرف حدودًا. كنت أعلم أن الوقت لن يُنصف حنيني لتونس ذاك البلد الذي يغفو على ضفاف الابيض المتوسط والمحبة وينهض على إيقاع الثقافة والمهرجانات التي عرفتها عن كثب من خلال مشاركاتي في “أيام قرطاج” المسرحية والسينمائية، وأحيانًا في لجان التحكيم أو في حوارات النقد العميق، عبر جامعة نوادي السينما. او مهرجان ثقافية اخرى ،سبق لي إن زرت تونس ونابل، وبنزرت، وعين دراهم، وصفاقس والمحرس، وجزيرة قرقنة والقيروان،  وجربة والقصرين… واحتفلنا بالإبداع في سوسة، حيث بحيرة القنطاوي تحتضن الجمال، وتزهر الليالي بالفن، والتشكيل، والموسيقى، والمسرح. هكذا هي تونس… تحيا على إيقاع الفرح والدهشة، مدينةً مدينة، ومهرجانًا مهرجان. وها هي الحمامات، تلك اللؤلؤة المتوسطية، تفتح ذراعيها للدورة الثانية من مهرجان نور تونس الثقافي، بمبادرةٍ من مؤسسة النور الثقافية في مالمو – السويد، وبالتعاون مع جمعية منارة الابداع التونسية حيث تضىء الأماكن بالشعر الفن والمعرفة امتدت فعاليات المهرجان من 25 ماي ولغاية 21/5/2025 حيث تضمن البرنامج قراءات شعرية لعدد من أبرز الشعراء، جسدوا فيها اروع صور الجمال والحكمة والبيان وندوات فكرية ونقدية، فضلاً عن عروض تشكيلية وأزياء فولكلورية  وامسيات موسيقية وغنائية أحياها فنانون من بلدان عربية عديدة فكان للغناء العراقي حضورا طاغيا وكذلك من فلسطين والسعودية وتونس  ،  فقد كانت انامل الفنان د. ناصر هاشم حاضرة  تنبض بالتنويع لكل ما يشنف الأسماع من روائع الألحان  بمرافقة الصديق المبدع ستار الساعدي بجمال  إيقاعاته  التي يتخللها عزفه الجميل على آلة الناي  وسط تفاعل كبير من الحضور  انها لحظات استعادة لتلك الأنغام  التي خلدت في الوجدان واعادت الذكريات وحركت المشاعر  وأحييت في النفوس تلك البهجة الرائعة تميّز المهرجان بتكريم نخبة من المبدعين والمثقفين الذين أثروا الساحة الثقافية بإنتاجاتهم، في خطوة تجسّد الاعتراف بالعطاء الثقافي وتعزز من أواصر المحبة والتبادل الفكري بين الشعبين العراقي والتونسي إضافة إلى مشاركة عربية من أقطار شتى . ولم تخلُ أيام المهرجان من الجانب السياحي، إذ نظّم القائمون على المهرجان رحلات استكشافية للضيوف شملت جولة بحرية على سفينة القراصنة، وزيارة عدد من المعالم التاريخية والثقافية في العاصمة التونسية، من بينها السوق العتيق وجامع الزيتونة، إلى جانب جولات في مناطق قرطاج وحلق الوادي وسيدي بوسعيد. واختتم الوفد العراقي زيارته بإحياء سهرة فنية متميزة في مقهى سيدي شعبان بسيدي بوسعيد، حيث صدحت الأنغام العراقية الأصيلة في أجواء احتفالية، جمعت بين سحر المكان ودفء اللقاء الثقافي، في ختام يليق بروح المهرجان. يُذكر أن مهرجان “نور تونس” يسعى إلى أن يكون منصة دائمة للتلاقي الثقافي العربي، وتعزيز جسور التواصل بين المبدعين سواء المقيمين منهم في اوربا  او في البلدان العربية .

المشـاهدات 288   تاريخ الإضافـة 31/05/2025   رقم المحتوى 63493
أضف تقييـم