النـص :
سَمِعتُ وأنا طِفلٌ من شَخص مُسن يُحدثُ بَعض أترابه، بأنه في بِداية القرن الماضي حين أدخل الأنكليز الدراجة الهوائية وحالما رآها بَعض البَدو وهي تَسير بِراكبها، رَفَعوا إحداها على رؤسِهم وبدؤا يَهزجون(يُهَوسون) "متعَجب خالقله بعيره ،، متعَجب خالقله بعيره...." أي أنهم يُخاطبون الخالق عَزَ وَجَل بهذه الكلمات بِأنَ الإنسان قد صَنع شيء أهم من البَعير!، وهكذا كانت هذه التَقنية البَسيط سَبباً بِضعف ايمان شَريحة من المُجتَمَع فَكَيفَ الآن؟ .الآن ونحنُ بِزَمَن الذكاء الإصطناعي والروبوتات وإدارة المكائن الميكانيكية بِبَرامج الكومبيوتَر, وأجهزت الإتصالات المُتَطَورة لا شَك بأنَ الغالبية مُنبَهِر بهذهِ الإنجازات الضَخمة وقد لا يَعرف الكثيرون مُنهم بِأَن كُلَ أُسسِ هذه العلوم هيَ موضوعة مِن قِبَل الخالق العظيم (الله) وأرشد مَن إختارَهُم مِن بنو البشَر وَعَلَمَهُم إكتشافها وكيّفَ إستخدامها! فالكَهرباء سيدت العلوم لا زالت نَظرية لَم تُحَقَق!.تَعتَمد أُسس عمل الكهرباء على نظرية الذرة(Atomic theory ) التي لا تَزال غير مُحَقَقة! رَغم كُل هذه التطورات الواسعة والدقيقة ووجود أجهزة مُتَمَكنة ذات إمكانيات عَظيمة!.جاء في عنوان هذه الأسطر المُواضعة "أُسس العُلوم" ولم أُحدد عِلم مُعَيَّن!، ذلك لكون أن كُل عُلوم المواد تَخضع لنظَرية واحدة، نَظرية الذرة(Atomic theory ) أي أن كُل المواد المَعروفة لدى الإنسان في الكَون تَتَكون من ذَرات تتَرابط فيما بينها بِأَواصر كَهرومُغناطيسية، على أُسس نَظرية الذرة، أي أن الذرة تَتكون من نواة تَحوي على بروتونات موجَبة الشُحنة و نيترونات مُتَعادلة الشُحنة تُحيط هذه النواة إلكترونات سالبة الشُحنة تَدور في مَدارات حَول النواة ولِكُل مَدار عدد مُعين من الإلكترونات حَسَب تَدَرجه، والمواقع العلمية على النت تَحوى تَفاصيل أكثردِقة وأوسَع في المَعلومات.ولَدت نَظَرية الذَرة مِئات التطبيقات المُعَقدمة مَدعومة بِنظريات أُخرى ساعَدت في إختراع وبِناء تَقنيات وآليات اُخرى، مثل نظرية الدومين للمُغناطيسية، وقد سعى الإنسان وأكتَشفة المئات مِن الوسائل الموجودة في الطبيعة مِثل البلورات الخاصة التي تَدخل في أجهزة السيطرة عن بُعد والسليكون وأساسه الرمل، الذي يَدخل في أغلب تَطبيقات أشباه الموصلات وألواح الطاقة الشمسية، والمواقع العلمية على النت، تَحوي الآلاف من التقارير المكتوبة والمصورة عن هذه المواضيع وكُلها تَدور وتَعتَمد حول وعلى نظرية الذرة!.هذا وأكثرمِن بَعض ما أكتَشَفَهُ الإنسان وَ أَنجَزَه، فما هيَ الإعجازات الربانية؟ .اليوم وفي عَصرِنا هذا لو تَصَفحنا النت، لوجدنا ربما مئات اللآلاف من التقارير المكتوبة والمُصورة تتكلم بِإسهاب حول تَفاصيل ودَقائق أُسُس العُلوم المَوصوفة أعلاه، الكل يَتَحدثون ويشرحون حول هذه العناصر وكَأنها مِن المُسَلَمات المُتَيَقَن بها!، لكن الحقيقة كل أُسس هذه الإنجازات العلمية لم يَتُم التيقُن مِنها ولَم يَسَلم بها رَغمَ أنها مُطَبقة وبِأَدَق التفاصيل، وهناك عناصر غريبة تَدخل في بناء أُسس هذه العلوم وهيَ الثوابت الرقمية أي أن هناك أرقام كبيرة أو صغيرة جداً تَدخل ضمن المُعادلات الحسابية للمواد تُسمى في الغالب بِأسماء مُكتَشفيها،ولو تَمَ إهمالها لَإنهارت كُل حسابات التَصاميم النظَرية والعَمَلية . مثل : ثابت بلانك: 1.05 *10^-34 أي رقم له 34 صفراً بالسالب . ثابت افوكادرو: 6.02*10^23 أي رَقم له 23 صفراً ثابت بولتزمان: 1.38*10^-23 أي رقم له 23 صفراً بالسالب . أضف لها شحنة ووزن الإلكترون والبروتون...الخ كلها لم يَتَمَكن العلم لِحَد الآن مِن مَعرفة أساسها وكيف تمكن عَلماء القرن الماضي وقبله أن يَكتَشفوها ويُدخِلوها ضِمن مُعادلات حساب التطبيقات والتصاميم!؟ إن لَم تَكن إرادت الله القدير "عَلَمَ الإنسانَ ما لَم يَعلَم" (ص) . نَعَم هذه بَعضً مِن إعجازات الله القدير وهَبها وَ عَلمَها للبَشَر، لِيَتَمَكنوا مِن بناء حَضارة وَ مَدَنية سَهلَت لَهُم وَ سُتَسَهِل أكثر كل مُفردات الحياة على هذه البسيطة، على شَرط أن لا يَنتاب أبناء البشر الغرور ويَكفرون.
|