تفاءل المواطنون خيرٱ بالنظام البديل عقب دخول القوات المحتلة إلى البلاد  وإزاحة النظام الجاثم على رقابهم طوال تلك العقود المريرة التي كانت حبلى بالحروب والحصار والتقشف .. وأن الحياة سوف تكون أفضل ، والمستوى المعاشي سيتحسن ، والعراق متألقٱ وجديدٱ في كل شيء ، وستعود الكفاءات العلمية المهجرة إلى أعشاشها لتسهم في تطوير الخدمات الصحية والعلاجية بعد خوائها ، وتزويدها بأحدث الأجهزة والمستلزمات التقنية المتطورة ، وتعود الحياة إلى المنشٱت الصناعية والإنتاجية بعد أن تحولت إلى ركام .. سيما وإن موارد البلاد وخيراتها أضحت بأيدي العراقيين أنفسهم .. ولكن الرياح بدأت تسير بالاتجاه المعاكس ، وتعرضت الكوادر العلمية والطبية والفنية المتواجدة إاى التهديد والملاحقة والخطف والتهجير القسري من جديد ..

واستشرت ظاهرة الفساد الإداري والمالي ، واستنزفت الموارد والموازنات السنوية السخية ، وامتصتها أفواه المستثمرين والفاسدين والشركات الفضائية والوهمية .. وتدفقت عبر المنافذ الحدودية المشرعة كل ما هو مغشوش وردئ .. وها هي مؤسساتنا الصحية والإنتاجية - برغم الجهود المبذولة من الحكومة مؤخرٱ - خاوية ومستباحة ، في وقت تصاعدت فيه نسبة الفقر وأعداد العاطلين والمصابين بالأمراض المزمنة والمستعصية والسرطان .. وهكذا هو الحال في معظم المؤسسات التعليمية والصناعية والزراعية ، ولحين تشكيل الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني ، الذي تضمن منهاجه الوزاري إعادة إعمار البلاد وتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية ومعالجة السلبيات التي أدت إلى توقفها واستنزاف تخصيصاتها .. والبدء  بإنجاز مشاريع فك الاختناقات المرورية وبناء المدارس والمدن السكنية الجديدة ومتابعة أداء جميع المؤسسات في الدولة ميدانيٱ وأحياء المشاريع المتلكئة ومعالجة العقبات التي تقف حائلٱ دون إكمالها .. وعسى أن يواصل مسيرته عقب تشكيل الحكومة الجديدة القادمة وينجز ما تبقى من منهاجه الحالي بالتعاون مع المخلصين والنزيهين من أقرانه  .. وهذا ما ننتظره بعون الله ..