شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعا ملحوظا في اسعارها مع اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي على ايران

وزاد سعر خام غرب تكساس الوسيط في يوم الجمعة الماضي وللوهلة الاولى لبدء الضربات الاسرائيلية على ايران  بنسبة 6.2 % في البداية، ثم ارتفع بنحو 11 %، أي ما يعادل 7.60 دولارًا أمريكيًا، ليصل إلى 76.52 دولارا أمريكيا للبرميل الواحد ، ٤أما أسعار خام برنت فقد سجلت ارتفاعًا بنحو 11 % لتصل إلى 77.98 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها في أسابيع، قبل أن توسع مكاسبها بأكثر من 6 %.

ومن الطبيعي ان تشهد أسعار النفوط العالمية هذا الارتفاع عند التغيرات الجيوسياسية والقرارات والحروب التي تحدث في العالم ، ذلك ان النفط سلعة سياسية اقتصادية ولها تأثيراتها في سير الحروب وفي الوقت نفسه تكون للصراعات والحروب تأثيراتها المباشرة على مديات الاستهلاك والتصدير والاسعار .

وتوقع خبراء نفطيون تضاعف أسعار النفط نتيجة هذا الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وذكرت تقارير نشرتها منظمات ومراكز أبحاث عالمية متخصصة أن الهجوم على إيران قد يرفع أسعار النفط إلى 120 دولارًا، والذي يترتب عليه ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في أمريكا إلى 5%.

ولفتت هذه التقارير إلى أن هذا الهجوم يشير إلى اختلال محتمل في أسواق النفط، في ظل تصاعد واضح لمخاطر اندلاع صراع واسع النطاق.

وتوقعت ارتفاع مخاطر النفط إلى ذروة المتوسط عند 22.5 دولاراً للبرميل، ليصل سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 90 دولاراً في المدى القريب.

لكن هذه التقارير عادت للتأكيد انه على المدى البعيد، فقد يؤدي رفع "أوبك+" الإنتاج وتباطؤ الطلب العالمي إلى انخفاض سعر خام غرب تكساس إلى 40 دولاراً.

وازاء هذه التوقعات لابد للعراق ان يستثمر هذا الارتفاع على المدى القريب ويحسب في الوقت ذاته حساباته الدقيقة عند انخفاض الاسعار في المدى البعيد ذلك ان العراق يعتمد مانسبته أكثر من 90 % على العائدات النفطية كمصدر دخل لاقتصاده في ظل هذه التوترات التي تشهدها المنطقة وكون العراق في موقع جغرافي وسيط بين الطرفين ومالهذا الموقع من تداعيات سياسية وأمنية وبالتالي اقتصادية فلابد للعراق أن يحسب مستقبل النفط واسعاره خلال المدى القريب والبعيد على حد سواء ، والتعامل بجدية مع التوقعات التي ذكرتها التقارير الصادرة من مراكز ومنظمات رصينة في العالم وبحث هذا الأمر على مستوى مجلس الوزراء واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الانخفاص المتوقع في أسعار النفط خلال المدى البعيد مع استثمار الارتفاع الحالي في الأسعار .