الأحد 2025/6/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 46.95 مئويـة
نيوز بار
ضرورة حماية الأطفال من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي
ضرورة حماية الأطفال من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م.د. صدام العبيدي
النـص :

 

 

على الرغم من الايجابيات الكثيرة للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي  على اختلاف أنواعها والتي ساهمت في نقل المعلومات والأفكار والآراء وتبادلها مع الآخرين، فحققت التواصل مع العالم الخارجي، وقربت المسافات فجعلت العالم قرية صغيرة فما يحدث في أقصى الغرب يصل خلال وقت قصير إلى علم من يعيش أقصى الشرق، كما ساعدت على معرفة ثقافات المجتمعات والشعوب والدول إلى غير ذلك من الفوائد والإيجابيات لهذه الوسائل، إلا أنه ينبثق عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مشكلة خطيرة تتمثل باستخدام الأطفال هذه الوسائل والوصول إلى مواقعها خصوصاً مع ضعف التشريعات والقوانين التي تنظم استخدام الأجهزة الالكترونية من هواتف محمولة وأجهزة لوحية فضلاً عن استخدام الإنترنت والوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال. فالعديد من الدراسات الحديثة بيَّنت خطورة هذه المواقع على الأطفال فهم في مرحلة النمو ويتأثرون بكل ما يرونه وما يسمعونه عند استخدام هذه الوسائل الحافلة بكل جيد وقبيح، كما يسبب استخدام هذه المواقع خصوصاً إذا كان بشكل كبير ومستمر انطوائية وعزلة لدى الأطفال عن المجتمعات التي يعيشون فيها نتيجة اتصالهم بأشخاص افتراضيين. وقد بيَّنت دراسة بريطانية أجريت حديثاً من قبل الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يتعرضون إلى المضايقات ويتلقون صوراً غير مرغوب فيها، الأمر الذي يتسبب بحدوث مشكلات نفسية بالغة الأثر، ناهيك عن الأضرار الصحية التي تسببها الاشعاعات المنبعثة من الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة على العين، وأوجاع الرأس، وآلام الرقبة والمفاصل نتيجة الجلوس أمام هذه الأجهزة لساعات طويلة، فضلاً عما يسببه استخدام هذه الأجهزة من قبل الأطفال من تأثير على مستواهم الدراسي نتيجة ضعف تركيزهم وانخفاض مستوى تحصيلهم. وعلى الرغم من هذه المخاطر والأضرار الكبيرة على الأطفال تواجه الكثير من الأسر والعوائل مشكلة كبيرة تتمثل في عدم قدرتهم على منع أطفال وهم في عمر مبكر جداً من استخدام الاجهزة الالكترونية والوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، أو في تقييد استخدامهم لهذه الأجهزة، لكل هذا نجد أن أولياء الأمور عليهم مسؤولية كبيرة من خلال أخذ الترتيبات والاحتياطات من خلال استخدام برامج التكنلوجيا الحديثة التي تسمح بالاستخدام السليم للأنترنت لحماية أطفالهم من أخطاره، كما يقع على أولياء الأمور واجب المتابعة والتوجيه والإرشاد المستمر لأطفالهم للوصول إلى الاستخدام الأمن لمواقع التواصل الاجتماعي. كما يجب على الدول أن تعمل على سن التشريعات التي تحد من وصول الأطفال القاصرين إلى وسائل التواصل الاجتماعي وهذا ما تسعى إليه دول أوربية عدة، فبحسب وكالة الأنباء الفرنسية يمتلك الاتحاد الأوربي بالفعل تشريعات تعد من بين الأشد في العالم فيما يتعلق بتنظيم الشركات الرقمية الكبرى غير أن المطالب بتشديد هذه القوانين آخذه في التزايد في ظل تقارير تظهر تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، وفي هذا الإطار طرحت اليونان بدعم من فرنسا وإسبانيا اقتراحاً لتنظيم استخدام الأطفال للمنصات الإلكترونية يتضمن تحديد سن رشد رقمي موحد على مستوى الاتحاد الأوربي بحيث لا يمكن لمن هم دون هذا السن استخدام مواقع التواصل من دون موافقة الوالدين. وقدمت هذه الدول أفكارها خلال اجتماع وزاري عقد يوم الجمعة الماضي الموافق 6/ 6/ 2025  في لوكسمبرغ حيث أكدت وزيرة الشؤون الرقمية الفرنسية كلارا شاباز أن الاتحاد الأوربي أمام فرصة لا يمكن تفويتها، بينما دعا الوزير اليوناني ديميتريس باباستيريو إلى تحرك أوربي سريع. ومن الجدير بالذكر أن فرنسا كانت من أوائل الدول التي شرعت في هذا الاتجاه حيث أقرت في عام 2023 قانوناً يلزم المنصات بالحصول على موافقة الوالدين إذا كان المستخدم دون سن الخامسة عشرة، وألزمت هذا العام المواقع الإباحية بالتحقق من أعمار المستخدمين مما دفع بعض المواقع إلى حجب محتواها داخل فرنسا. كما ضغطت باريس على تيك توك لحظر وسم سكيني توك الذي يروج للنحافة المفرطة، لذا فإن حماية الأطفال من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب تظافر الجهود على مختلف الأصعدة، فالأسر وأولياء الأمور يقع عليهم الدور الأكبر في استخدام مختلف الوسائل التي تحمي أطفالهم من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما مع ضعف وقله التشريعات والقوانين المنظمة لاستخدام الأطفال لهذه المنصات، كما يجب على المدارس أن تقوم بدورها هي الأخرى من خلال توجيه الطلبة إلى الابتعاد عن الإنترنت أو التقليل من استخدامه  ولا يتم ذلك إلا من خلال توفير بدائل صحية وممتعة كتشجيع الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وتوفير فرص للتعلم الابداعي كتشجيع الطلبة على ممارسة الهوايات الابداعية كالرسم أو الكتابة وما إلى ذلك، كما يجب أن تتظافر الجهود الدولية لسن التشريعات والقوانين للمحافظة على الأطفال من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي أو تفعيل الموجود منها، وبهذا يمكن حماية الأطفال من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي أو على الأقل جعلهم يستخدمونها بشكل آمن وسليم.  

 

المشـاهدات 115   تاريخ الإضافـة 14/06/2025   رقم المحتوى 63895
أضف تقييـم