الإثنين 2025/6/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 41.95 مئويـة
نيوز بار
الصحافة بلا شرف مهنة لا تستحق الاحترام
الصحافة بلا شرف مهنة لا تستحق الاحترام
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

 

 

أكثر ما نشكو منه في مهنتنا الصحفية هو هذا الغزو البربري على وجودها وتأريخها وتقاليدها ومعاييرها وأصولها وعلومها وفنونها وأخلاقياتها من قبل هذا الكم الكبير من الطارئين وأنصاف الصحفيين والوصوليين والانتهازيين والمرتزقة بكل مسمياتهم وأصنافهم وأصولهم وفروعهم والذين تسببوا لنا بهذا الكم من الخراب حتى غدت الصحافة مطية سهلة يركبها من يريد تحقيق غاياته وطموحاته المشبوهة بالجاه والسلطة.

قد يبدو ظاهرياً أن لدينا صحافة تتمثل بمطبوعات ورقية تسمى مجازاً بالصحف ومجموعة دكاكين سياسية يدعوها أصحابها بالفضائيات ومئات المواقع الإلكترونية البسيطة وصفحات الفيسبوك التي يطلق عليها وكالات أنباء ، تدار أغلبها من أشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصحافة الحقيقية أو من قبل جهلة واميين ليس لهم القدرة على التمييز بين  الخبر والتقرير ومقال الرأي بل ولا يقدر بعضهم حتى على كتابة جملة عربية صحيحة ، لينتج لنا ذلك جسداً صحفياً مشوهاً تمكن منه المرتزقة والمبتزون والجهلة والمنتفعون ، فكسبنا الصحافة لكننا خسرنا المهنية.

نمتلك الآن عشرات المطبوعات التي تسمى صحفاً لكنها في الحقيقة مطبوعات لا ترقى للنشرات الدورية أو المطبوعات الإعلانية التي يطبعها أصحابها للتكسب من الإعلان ، وهي أبعد ما تكون عن مسمى الصحيفة لأنها بلا تقاليد عمل مهنية وغالباً ما يكون محتواها بائساً وفقيراً صحفياً لأنه مقتبس ومأخوذ من الإنترنت ، وهي بدون مقالات رأي أو تقارير أو تحقيقات خاصة لم يجتهد فيها محرروها لإظهار تميّزهم ، بل الاسوأ من ذلك أن هذه التي تسمى صحفاً بلا رأي ولا موقف ولا طعم ولا رائحة ، وأغلب القائمين عليها جبناء مداهنون ومزيفون وكاذبون ومنافقون أقصى طموحاتهم هي كيف يحصلون على الفتات من موائد الفاسدين والسرّاق.

تعلمنا من مسيرتنا في هذه المهنة التي تمتد لأربعين سنة مضت أن الصحافة رسالة والكلمة شرف الصحفي ، وأن هذه المهنة التي ابتلينا بها بدون المهنية تغدو ارضاً بوراً وجدباً لا ينبت بها ما تستظل به الأوطان ، وأن هذه المهنة التي لم تعد تنتج افذاذاً مثل فيصل حسون وعزيز السيد جاسم وعبد العزيز بركات وضرغام هاشم وسواهم إنما هي مهنة بائسة لا تستحق الاحترام.

باسم الشيخ

المشـاهدات 29   تاريخ الإضافـة 16/06/2025   رقم المحتوى 63906
أضف تقييـم