النـص :
هل يدرك العرب إلى أين سائرون ؟ إلى اين وصلت مراكبهم بعد مائة عام من الغزو الأوربي الغربي لبلدانهم
هل هم يدركون ؟ هل وصلت سفينة نوح الشرق أوسطية إلى آخر المطاف ؟ ليترجل كصناع الشرق الأوسط الجديد ليستسلموا راية جديدة ويزيلوا أثار اتفاقية ( سايكس بيكو ) التي أبرمت بين دول الاستعمار وقتها فرنسا وبريطانيا وكشفها البلاشفة الروس بعد ثورة اكتوبر ١٩١٧ وغاب عنها العرب ' ولم يشركوا بصياغتها ، وكانوا المبتهجين حينها بانهيار الرجل العثماني المريض ، الذي يودع ستمائة وست وعشرين سنة من حكم الشرق الأوسط ، ليسّلموا راية الحكم مجبرين إلى الاوربين الذين تدفقوا في ممالكهم وأسقطوا آخر قلاع الاستانة ، ويقسموا المشرق بخرائطهم التي زرعت ألغاماً لا تنتهي ،،هاهي تتفجر في عصرنا هذا المأزوم، وكنا كعراقيين اكبر الخاسرين فيها ، ونحن تعيش اليوم على تخوم تآمرات جديدة وفرض خرائط إمبريالية جديدة ، تسقط خلالها عروش ومسميات وامم ظنت انها في مناي عن الصراع الذي اسقط مركز الشرق المتمثل بالعراق واحتلاله وإخراجه من دائرة القرار جراء عبط و عنجهية واستهتار زعامته السابقة ، التي بلغت الطعم بعد الاخر وفوتت الفرصة لدولة عراقية تكون وتد وخيمة وقوة ومنعة لجيرانها السبع، وتكون عامل القوة والمنعة وتحولت إلى مدب للطعن و التنكيل بأهم الأوطان وأكثرها مطالبة ان تكون الدولة التي تقوي ّ الضعيف وتردع المعتدي وتفاوض العالم كونها المؤهلة والرائدة في تاسيس الامم المتحدة ،حيث تمدها سبع حضارات بزخم القوة والاعتداد وقبل ذلك الخبرة الحضارية ،،كلها فرض فيها نظام فردي شمولي ظل يطلق النيران على جيرانه وأبناءه عشوائيا ، و من اختلف معه ظانا ً ان يمر كل ذلك دون عقاب ودون ردود افعال دولية ، وتحولت الدول المحيطة بنا من مساندة إلى معادية وتعمل جديا ً مع الشيطان داخليا وخارجيا ً لإسقاطه ، حتى كسرت البوابة الشرقية للعالم القديم ، نفذ كل الغزاة العتاة ليمثلوا وينتقموا ، و لينتقلوا إلى فرض مشروع الشرق الأوسط الجديد عليه ، بعد ان بلع العراقيون الطعم قبل غيرهم كي يسيروا ( كومبارس ) في مشهد ينفذ في المشرق ، و حتى لو انتفع ساسة العهد الجديد الذي ظنوا انهم انتصروا على الشعب وفرضوا منطق المحاصصة واللبننة على مجتمع مفجوع ب ( التحرير ) روجوا له وذهبوا اليه ومن ثم توزيع اسبلاب الحرب وسقوط البلد وتقسم وعيه وشرذمة قدراته وتفتيت مدركاته ، ظنوا ان يكتفي الاخر بمرحلة انتقالية وصدموا بخضوعهم للاحتلال ! ومنطق آخر وترويض وعيهم وتبديد امالهم بدولة ديمقراطية تعددية فيدرالية وبدستور يكون منعه لهم ، لكنهم ادركوا بعد حين ، ان عجلة التغير لاتقف عند تخومهم بل تتعدى دولتهم وتتخطى وعيهم وتسحق امالهم ، لانهم اخطأوا مرة اخرى كما اخطا النظام السابق بعدم معرفة و ادراك قدرة المتغير الدولي على ان يحتويهم ويتهددهم وما هم إلا ( برغي ) في ماكنة دولية تريدهم ان يؤدوا دوراً محددا وان ما يجنيه الساسة والمشاركين بنهب البلاد ماهو إلا طعم و مخطط له ومدروس وقعوا في الفخ ، شاؤا ام آبو ،،فعجلة التغير في الشرق الأوسط الجديد ستسحق امالهم بالبقاء ، او فرض أيديولوجيتهم التي ظنوا انها السائدة ، و قد يدركون بعد فوات. الاوان انهم يودون دور مفروض يتناقض مع طبيعة تصوراتهم وحدود الامال والتصديق بحكم يسهمون في بناء تجربة خاصة وهم جزء من ماكنة تفاوض دولي لتوظيفهم في عالم اوسع دائرته الشرق الاوسط الجديد، الذي لا مناص من إخضاعهم لمنطقة وتحدياته تنتزع خلاله امال الاستقلال والحرية والحكم الذي ظنوا انه يمثلهم جراء تفوق الخصم والعدو الذي يتعامل معهم كنتاج محصلات اسقاطه للنظام الديكتاتوري السابق، الذي اخطا كثيرا ً كما انهم يكررون خطأه بعدم ادراك طبيعة التحالفات الدولية ، التي تجري من حولهم دون معرفة او ادراك او استراتيجيات او مستشارين أكفاء يدلوهم كيف الخلاص ..
|