النـص :
السياسي.. يقف ليصفق له الجمهور .. ويبرع في تبديل الأقنعة كما يبدل الولاءات قبل كل انتخابات .. ويجيد هندسة الوعود والتبريرات ... ويتقن المساومة حتى على القيم ! - أما (رجل الدولة ) فلا يحتاج الى تعريف مسهب .. إنه ببساطة لا يقايض على الثوابت .. ولا يفاوض على فكرة الدولة ذاتها ... ولا يتسلل إلى السلطة .. ولكنه يتقدم نحوها حين تصبح مسؤولية ثقيلة ، لا مغنماً شخصياً ... (السياسي) حين حصول الأزمة ، يرى فيها فرصته الذهبية فيعلو صوته اكثر ، ويحشر خصومه في الزاوية ، ويخرج هو بمكسب تفاوضي جديد .. في حين ان (رجل الدولة) عند حصول الأزمة ، يفتش في جذورها .. ويبحث عن الخلل العميق الذي ساهم فيه الصمت المتعمد ، والفساد، والمحاباة ، والانتهازية ... ثم يقدم على المكاشفة بعيداً عن المناورات الفارغة .. ولا يتراجع حين تتطلب الجرأة ... ولا يلون موقفه بالدجل حين يعجز عن اتخاذ قرار ! (السياسي) كما هو معلوم ، يعيش على استطلاعات الاراء ويسرف بالوعود الزائفة .. ويتودد الى من يصفق له .. أما (رجل الدولة) فهو لا يحتاج سوى مساحة لينجز فيها ما بذمته، حتى وان قوبل بالصمت والجحود ...فيا أولياء الأمور المزيفين .. كفاكم أقصاء وتهميشاً لرجال الدولة .. فأنها (جريمة حضارية) تمتد الى كل العصور اللاحقة!
منقول
|