الخميس 2025/6/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
نيوز بار
ايها الرجل رسالتي لك.. دور الرجل الشرقي في العادات والتقاليد: القيادة والمسؤولية والتماسك الأسري
ايها الرجل رسالتي لك.. دور الرجل الشرقي في العادات والتقاليد: القيادة والمسؤولية والتماسك الأسري
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ابراهيم فاضل حميد غزال
النـص :

 

 

الرجل الشرقي هو عماد الأسرة والمجتمع في تراثنا العريق . لطالما ارتبطت صورته بالقيادة الحكيمة وتحمل المسؤولية الجسيمة تجاه أهله ومجتمعه. وقد نشأ عبر الأجيال حاميًا لقيمنا وتقاليدنا، وحارسًا للُّحمة الأسرية التي تشكّل أساس استقرار المجتمع بأسره. في هذا المقال المباشر والحاد، ندافع بحزم عن الدور التقليدي للرجل الشرقي في ظل عاداته وتقاليده الراسخة، مبرزين أهمية مفاهيم القيادة والمسؤولية والحفاظ على التماسك الأسري من منظور تراثي. كما نناقش كيف تعزّز هذه القيم الاستقرار الأسري والاجتماعي، ونتطرق إلى التحديات المعاصرة والضغوط التي تسعى لتغيير هذه الأدوار، مستخدمين لغة قوية وحاسمة تدافع عن هذه الأفكار دون مواربة.

 

القيادة والمسؤولية: عماد دور الرجل الشرقي

 

منذ القدم، تبوّأ الرجل الشرقي موقع القائد في أسرته ومجتمعه. فهو الذي يتقدم الصفوف لاتخاذ القرار وحماية أفراد عائلته وضمان رفاههم. يُعتبر الرجل الشرقي نفسه راعي الأسرة ويتحمّل مسؤولية توفير احتياجاتها المادية والمعنوية، مع الحرص على التماسك الأسري وصون التقاليد . ومن هذا المنطلق ترسّخت صورته كالسند المتين والساعي بلا كلل لتأمين حياة كريمة ومستقرة لأهله.ومن أبرز واجبات ودور الرجل الشرقي التقليدي في الأسرة والمجتمع:* القيادة واتخاذ القرار بحكمة وعدل: يتحمّل مسؤولية توجيه أفراد أسرته ووضع مصلحتهم أولًا عند اتخاذ القرارات المصيرية، فيكون قدوةً في التصرف الرشيد.* الحماية والدفاع عن الأسرة: يبذل كل ما في وسعه لحماية أسرته من الأخطار المادية والمعنوية، ويذود عن شرفها وكرامتها دون تردد.* الإعالة وتوفير الاحتياجات: يلتزم بتأمين المقوّمات المادية لحياة أسرته، ويبذل جهده لتلبية متطلباتهم الضرورية والرفاهية على حدٍ سواء.* غرس القيم والتقاليد: يحرص على نقل الموروث الثقافي والقيمي إلى أبنائه، فينشئهم على احترام تقاليد المجتمع والعائلة والالتزام بها قولًا وفعلًا.* المشاركة الاجتماعية وتحمل المسؤولية المجتمعية: يمثل أسرته خير تمثيل في المجتمع، ويشارك في المناسبات الاجتماعية والدينية دعماً للروابط الاجتماعية. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن 90% من الرجال الشرقيين يحرصون على المشاركة الفاعلة في المناسبات الاجتماعية والدينية، و80% يهتمون بالضيافة ورعاية الضيف، تأكيدًا لحس المسؤولية الاجتماعية لديهم.هذه الأدوار القيادية والمسؤوليات السامية ليست فرضًا عليه فحسب، بل هي نابعة من إيمان عميق بدوره كرجل شرقي تربّى على أن الرجولة عطاءٌ وتضحية. ولذا نجده يتحمّل المشاق بصدر رحب، معتبرًا أن قيامه بهذه الواجبات مصدر فخر واحترام له ولعائلته في آنٍ معًا.

 

الحفاظ على التماسك الأسري والتراث

 

في المجتمعات الشرقية التقليدية، تُعتبر الأسرة وحدةً مقدسةً متماسكة، والرجل الشرقي هو الضامن لاستمرار هذا التماسك عبر الزمن. فهو يحافظ على لُحمة الأسرة الممتدة، ويرعى الروابط الوثيقة بين أفرادها القريبين والبعيدين. يتسم الرجل الشرقي بغيرةٍ عميقة على شرف عائلته وعِرضها، مما يعكس قيمًا ثقافية أصيلة ؛ فلا يسمح بانتهاك حرمة بيته أو المساس بسمعة أهله، مدفوعًا بحس الشرف والكرامة المتجذر في نفسه. بهذا الدور الحاسم، يصبح الرجل صمام أمان يحول دون تفكك الأسرة أو تصدعها عند المحن.كما يحرص الرجل الشرقي على نقل التراث الثقافي والقيم المتوارثة إلى أبنائه، ليشبّوا على احترام العادات والتقاليد التي تربطه بماضيه العريق. فهو حلقة وصل بين الأجيال، يحمل أمانة ما ورثه من أسلافه ليورثه لأبنائه. وليس أدلّ على ذلك من أن 60% من الرجال الشرقيين يعتبرون الحفاظ على التراث الثقافي أولويةً ضمن أدوارهم الأسرية. كذلك يُعلّم أبنائه وبناته أهمية صلة الرحم واحترام كبار السن، إذ يرى في برِّ الوالدين وصون علاقة القرابة أسمى معاني الوفاء لجذوره التراثية. هذه الممارسات تعزّز التماسك الأسري؛ فعندما يكبر الأبناء على قيم الوفاء والولاء للأسرة، تستمر لحمة العائلة قويةً ومتينة جيلاً بعد جيل.

 

تعزيز الاستقرار الأسري والاجتماعي

 

إن ثمار قيام الرجل الشرقي بدوره التقليدي لا تنحصر ضمن نطاق أسرته الصغير، بل تمتد لتشمل المجتمع بأسره. فالأسرة التي تنعم بقيادة رشيدة وأبٍ مسؤول ومُضحٍّ هي أسرة أكثر استقرارًا، وأقدر على تنشئة أبناء صالحين وواثقين في أنفسهم. ولا شكّ أن الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات، باعتبارها البيئة الأولى التي تغرس القيم في الأفراد، فتماسكها ينعكس مباشرةً على تماسك المجتمع . من هنا، فإن حفاظ الرجل الشرقي على دوره القيادي ومسؤوليته الأسرية يساهم في تعزيز الأمن الاجتماعي ويحول دون تفكك النسيج المجتمعي. فحين يقوم كل رجل بدوره التقليدي في أسرته على أتم وجه، تتكاتف اللبنات الاجتماعية وتقوى الروابط بين أفراد المجتمع ككل. لقد أثبتت التجارب أن المجتمعات التي تحترم هذه الأدوار الأسرية وتصونها تكون أكثر ترابطًا واستقرارًا، حيث ينهل الجيل الجديد من قوة الترابط العائلي وقيم الاحترام والتكافل التي نشأ عليها.

 

تحديات العصر الحديث وضغوط التغيير

 

لا يخفى أن العصر الحديث حمل معه رياح تغيير عاتية أثرت على كل جوانب الحياة، ومنها النظرة إلى دور الرجل الشرقي التقليدي. تحت ضغط العولمة والانتشار السريع لأفكار جديدة، باتت صورة الرجل الشرقي تُنتقد في بعض الأوساط بدعوى أنها قديمة أو غير منفتحة. بل وانتشرت في الآونة الأخيرة عبارات مثل “لا تكن رجلًا شرقيًا!” تحمل دلالات سلبية تجاه هذا الدور ، حيث يُصوَّر الرجل الشرقي زورًا على أنه متسلّط يقمع المرأة ويمنعها حقوقها، مقابل تمجيد صورة الرجل الغربي المنفتح. ومما لا شك فيه أن الترويج لهذه الصورة المشوّهة جاء ضمن موجة الفكر النسوي المتطرّف والسعي إلى تفكيك روابط الأسرة المسلمة ، عبر وصم الرجولة الشرقية بالعيوب لإضعاف ثقة المجتمع بقيمه الأصيلة.إضافةً إلى ذلك، تواجه قيم القيادة والمسؤولية الأسرية لدى الرجل الشرقي تحديات داخلية نابعة من التغيّرات الاجتماعية والاقتصادية. فخروج المرأة للعمل وتعاظم دورها المجتمعي، وارتفاع تكاليف المعيشة، وانتقال الكثير من الأسر إلى نمط الحياة المدنية الحديثة، كلها أمور فرضت واقعًا جديدًا يتطلب التكيّف. ليس مستغربًا أن يشعر 65% من الرجال الشرقيين بصعوبة في الموازنة بين التقاليد ومتطلبات الحياة الحديثة . هذا الجيل الواقع بين إرث الماضي وضغوط الحاضر قد يصاب بالحيرة: كيف يحافظ على دوره التقليدي وفي نفس الوقت يلبّي متطلبات العصر؟ إنها معضلة يواجهها العديد من الرجال الشرقيين اليوم، ولكن رغم ذلك يظل الأغلب منهم متمسكًا بقيم العلاقات الأسرية والمسؤوليات الاجتماعية الراسخة التي تربى عليها.إن المحافظة على الدور التراثي للرجل الشرقي لا تعني أبدًا الجمود أو الانغلاق أمام التطور. على العكس من ذلك، فالرجل الشرقي الفطن هو من يسعى للتوفيق بين الحفاظ على جوهر هويته الثقافية والانفتاح الواعي على معطيات العصر الحديث . التطور والمعرفة المستمرة يشكّلان مفتاح البقاء للرجل الشرقي في مواجهة التحديات المعاصرة ؛ إذ عليه أن يتبنّى التعليم المستمر والانفتاح الفكري مع التمسك بأصالته وقيمه الجوهرية. بهذا النهج المتوازن، يستطيع الرجل الشرقي أن يُثبت أن القيم التقليدية التي يحملها ليست عقبة أمام التقدم، بل هي البوصلة التي ترشده ليواكب العصر من دون أن يفقد نفسه. فالمطلوب هو المرونة في الأسلوب مع الثبات في الجوهر: أن يتطور الرجل الشرقي في الوسائل، دون أن يتخلى عن الغايات النبيلة لدوره التاريخي.

 

الخاتمة: الدفاع عن الدور التراثي للرجل الشرقي

 

في المحصّلة، ليس الدور التقليدي للرجل الشرقي مجرد قالب اجتماعي عابر من ماضٍ ولّى، بل هو ركيزة أساسية لبناء أسرة متماسكة ومجتمع مستقر. إن القيادة والمسؤولية والتضحية التي يجسدها هذا الدور هي قيم نبيلة أثبتت جدواها عبر القرون في حفظ كيان الأسرة وترابط المجتمع. ومع تغير الزمن، يبقى الرجل الشرقي الأصيل قائدًا في بيته ومجتمعه، يحمل أمانة الحفاظ على التقاليد والقيم الأصيلة بكل فخر وإخلاص. ومن واجبنا أن نفخر بهذه الصورة التراثية وأن ندافع عنها بقوة، فهي جزء لا يتجزأ من هويتنا الثقافية ومن منظومة استقرارنا الاجتماعي. لن نسمح للضغوط العارضة أن تقتلع جذورنا الراسخة؛ فالرجل الشرقي سيظل المثال الحيّ للقيادة الحكيمة والمسؤولية السامية التي تضمن التماسك الأسري والاستقرار الاجتماعي جيلاً بعد جيل.

المشـاهدات 37   تاريخ الإضافـة 25/06/2025   رقم المحتوى 64264
أضف تقييـم