
![]() |
احمد الصافي النجفي يعاودك للدار ماقساها اسمع ببغداد ولااراها ..!!! |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
في يوم 27 حزيران من عام 1977توفي الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي في بغداد بعد غربة دامت 44 سنة متنقلأ بين سورية ولبنان ، وعاد إلى بغداد إبان الحرب الأهلية في لبنان اثر اصابته بشظية أفقدته بصره، وأذكر لما نزل أرض المطار في بغداد قال:
يا عودةً للدارِ ما أقساها * أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ
فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ
قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في ال "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام زرته في بيت أبن أخيه الدكتور علي الصافي في حي المنصور ببغداد مرتين وكانت الزيارة الثانية بدعوة كريمة من الدكتور علي بحضور الشاعر مصطفى جمال الدين وعلي الخاقاني رحمهم الله، أقام اتحاد الأدباء العراقيين مجلس الفاتحة بعد انتهاء مجلس العزاء الذي أقامته العائلة الكريمة ،وأشرف عليه الشاعر كامل الشرقي ، و عندما أَوْلَمَت لإطعام قرّاء القرٱن الكريم في مجلس العزاء مبادرة مني ، تقديراً لروح الفقيد ولٱل الصافي الكرام جاء صديقي الشاعر كامل الشرقي وقال لي : الاتحاد متكفل بكل شيء و دفع ثمن الوليمة . لروحه الرحمة والسلام " ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم ( ع) تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظَ بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.- من أهم دواوينه ديوان هواجس قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك "و هو القائل:
"عمري إلى السبعين يركض مسرعا
والروح ثابتة على العشرين."
وسعدت كثيرا بمبادرة الشاعر محمد مظلوم الذي قام بدراسة شعر الصافي النجفي، وكتب عنه كتابًا بعنوان "الغربة الكبرى لمسافر بلا جهة"، حيث تناول تجربته الشعرية وسيرته الذاتية.
عبد المنعم حمندي
|
المشـاهدات 36 تاريخ الإضافـة 29/06/2025 رقم المحتوى 64351 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |