النـص :
بغداد ـ الدستور

يقام حاليا " في "رام غاليري" بالعاصمة النرويجية أوسلو، معرض للفنان العراقي المغترب وسام الحداد ،يجسد فيه الحرف العربي ككائن حيّ، والشعر كصوت داخلي، والرموز التراثية حيث يتعامل مع هذه العناصر بوصفها موروثات يعيد قولبتها بلغة معاصرة.يقدّم الحداد في معرضه 10 أعمال خزفية تنتمي إلى عالم تعبيري واحد يدور حول موضوع الحب بمعانيه المتعددة: من الحب الروحي، إلى العاطفي، إلى التأمل الداخلي، وهي تتنوعّ في أحجامها وأشكالها، وكل عمل منها يمثّل تجربة مستقلة من حيث الفكرة والتكوين. وجميع الأعمال مصنوعة من طين الخزف الحجري عالي الحرق، بدرجة حرارة 1220 مئوية، وهي مُعالَجة بطبقات من التزجيج، وبعضها مزوّد بلمسات من اللمعان المعدني الذهبي أو الفضي.في قلب أعماله الخزفية، يتجسّد التفاعل العميق بين العراق والنرويج، لا كزخرفة ثقافية، بل كحوار داخلي مستمر. يقول الفنان: "إن هذا المزج بين الثقافتين، نشأ من الرغبة في أن أكون صادقاً مع نفسي، وأن أسمح لهويتي المتعددة أن تظهر كما هي من دون رقابة".و يحمّل الحداد نفسه مسؤولية تتجاوز حدود العمل الفني الفردي، ساعياً إلى استعادة المكانة الحقيقية لهذا الفن من خلال ربطه بأسئلة معاصرة كالحب، والهوية، والهجرة.يركز المعرض على مرادفات كلمة "حب"، التي أوردها الأندلسي، مثل "الهوى"، "الوجد"، "الصبابة"، كانت ذات حمولات لغوية ودلالية كبيرة، وتنوّعها ومعالجتها للحالات العاطفية، هو دافع لأن تجعل من الفنان في حالة توظيف لها. أنه يترجم هذه المصطلحات، وهذه الطبقات من العاطفة، إلى أعمال خزفية، كل واحدة تحمل في بنيتها وملمسها ولونها صدىً لتلك الكلمة، هو بالتالي محاولة لتجسيد اللامرئي".
|