الإثنين 2025/7/7 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
نيوز بار
تقاسيم على الهامش
تقاسيم على الهامش
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبد السادة البصري
النـص :

 

 

 

 

(( متى نستلهم الدرس الحقيقي لثورة الحسين ( ع )..؟! ))

 

كم هي عظيمة وكبيرة لحظة الوقوف على المبادئ والقيم ؟!

وكم هي جليلة ومقدّسة الكلمة ؟!

في كل لحظة من لحظات يوم عاشوراء من عام 61 هجرية نجد جبلاً شامخاً من الإباء والصمود والبسالة والوفاء بالعهد والالتزام بالكلمة !!

وحين نجلس الآن ونقارن ما بين مَنْ يُطلق الكلمات والوعود جزافاً وكذباً وزيفاً وخداعاً ابتغاء مصلحة شخصية أو حزبية أو فئوية أو دعاية انتخابية نجد الفرق شاسعاً، بل لا مجالٌ للمقارنة هنا أبدا !!

أين الثرى من الثريّا ؟!

فحين وقف الحسين (ع) وقفته الخالدة قائلاً :ــ والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقرُّ لكم إقرار العبيد !! سجّل دروساً خالدة للبشرية عسى أن تستفيد منها، وعندما قال :ــ خير الأصحاب أصحابي، كان يعني أن الالتزام الحقيقي بالمبدأ والقضية والثبات عليهما خير عمل يقوم به الإنسان في حياته !!

هذه الملحمة الخالدة أعطت للبشرية دروساً عميقةً في الإباء، والعفّة، والنبل، والشهامة والكرم، والحميّة، والغيرة، وكل ما يمت للأخلاق النبيلة بصلة، أرادها الحسين أن تكون مثالاً يُحتذى به في كل زمان ومكان !!

أخذ منها الثوّار الحقيقيون الذين وقفوا على المبادئ عِبَراً ودروساً ساروا على نهجها، فقدّموا ما قدّموه من تضحيات ومواقف نبيلة يذكرها التاريخ وتفتخر بها الشعوب والأمم !!

فكل لحظة من يوم عاشوراء عام 61 هجرية في كربلاء كانت درساً بليغاً في القِيَم الإنسانية، على العالم أن يعيه حقاً !!

ولكن ،، هل استلهمنا هذا الدرس بشكل حقيقي ؟! سؤال لابد أن يطرق أذهاننا جميعاً، ونقف عنده متأملين ما نقوم به وما نفعله في حياتنا، لنقارن هذا بذاك، بعدها نعرف الصواب من استلهامنا للدرس، أم فقط أخذنا القشور والحراشف ؟!!

حين هبَّ الشباب منتفضين بصدورهم العرية يستقبلون الرصاص والقنابل المسيلة للدموع رافعين شعار (( نريد وطناً صالحاً للعيش بكرامة ،،، )) وكان شعاراً إنسانياً حقيقياً ورائعاً استلهم من ملحمة كربلاء صيحة الحسين الخالدة :ــ هيهات منّا الذلة !! وكذلك قوله لجنود يزيد :ــ أنا الذي أقاتلكم والنساء ليس عليهنّ جناح ، فامنعوا عتاتكم وجهّالكم من التعرّض لحرمي !!

وطالبوا بالإصلاح امتثالاً لمقولته الشهيرة :ــ وما خرجتُ أشراً وبطراً بل لطلب الإصلاح في أمة جدّي !! ، وقفوا، يحدوهم حبُّ الوطن والناس مطالبين بإصلاح كل خراب بهذا الوطن وصارخين بوجه الفاسدين :ــ لا ، متمثلة بالصيحة التي أطلقها سيد الشهداء وأبو الأحرار ( لا) الحسين في وجه الظلم والفساد !!

لهذا علينا أن نكشف الزيف والفساد ونحاربه بكل ما لدينا من قوة،  لا أن نحمي الفاسدين وندافع عنهم بشرعنة قوانين تحميهم من الملاحقة وتخرجهم من السجون، وهم من قام الحسين بثورته على أمثالهم !!

الحسين (ع) استشهد كي تحيا كلمته الخالدة، وتسمو مبادئه السامية ، وتكون نبراساً يهتدي بها الناس في كل مكان !!

علينا أن نرفع أكفّنا ضد الظلم والفساد وشيوع القتل والخراب، مثلما رفعها كل الأحرار الذين استلهموا الدرس من كربلاء الحسين فوقفوا بوجه الباطل والظلم حتى كسروه وانتصروا عليه، ولنتعلّم كيف نبني وطننا ونجعل شعبنا سعيداً لا أن نرهقه بالأزمات المتلاحقة وصراعاتنا على الكراسي والمصالح الشخصية، فالأمثلة كثيرة وأسماء الأحرار في كل بقاع الأرض قائمة طويلة منذ يوم عاشوراء ولحد هذه اللحظة!!

لكل هذا وذاك علينا أن نتأمل قليلاً في دروس كربلاء ونستلهم الدرس الحسيني جيداً !!!

المشـاهدات 46   تاريخ الإضافـة 06/07/2025   رقم المحتوى 64587
أضف تقييـم