النـص : دبي ـ زياد جسام
في ظل إدارتها الجديدة، تعبّر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية عن طموحها نحو مستقبل زاخر بالمبادرات النوعية والانفتاح الثقافي، تأكيداً على أن الفن أداة للتواصل الحضاري والتعبير الإنساني، وجسر لا بد من عبوره نحو عالم أكثر فهمًا للجمال والاختلاف.تواصل جمعية الإمارات للفنون التشكيلية عبر مسيرتها تقديم رسالة إبداعية كمؤسسة ثقافية رائدة وبيت أول للفنانين التشكيليين في الدولة. فمنذ تأسيسها، كانت منصة تنطلق منها ملامح الحركة التشكيلية الإماراتية الحديثة، وهي المساهم الأول في صياغة المشهد البصري المحلي، من خلال احتضانها للأجيال، ورعايتها للمواهب، وتوفيرها بيئة حاضنة للنقاش الفني والتبادل الثقافي. لقد استطاعت الجمعية أن تضع الفن التشكيلي الإماراتي على خريطة المعارض والمشاركات الدولية، وأن تكون نافذة مشرعة على العالم، تتيح للفنان الإماراتي أن يعبّر عن رؤاه بأسلوب معاصر متجذّر في البيئة والهوية.شهدت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية قبل أيام انتخاب مجلس إدارتها الجديد لدورة 2025–2027، خلال اجتماع رسمي عقد في مقر الجمعية بالشارقة، بحضور كوكبة من الفنانين والمبدعين وأعضاء الجمعية. وأسفرت نتائج الانتخابات عن اختيار الفنان الرائد عبدالرحيم سالم رئيساً لمجلس الإدارة، والفنان سالم الجنيبي نائباً للرئيس، إلى جانب توزيع باقي المهام على نخبة من الفنانين المعروفين بإسهاماتهم النوعية في الساحة التشكيلية الإماراتية.وفي خطوة لافتة تؤكد توجه الجمعية نحو تجديد الرؤية وتفعيل الطاقات الفنية، أطلقت الاستراتيجية الثقافية الجديدة لدورة 2025–2027، خلال لقاء جمع بين أعضاء المجلس الجديد ومجموعة من الفنانين الرواد والشباب، ممن يمثلون مختلف الاتجاهات والمدارس التشكيلية. واستعرض رئيس الجمعية، الفنان عبدالرحيم سالم، أبرز ملامح هذه الاستراتيجية، التي ترتكز على محاور عدة، أبرزها: إعادة إحياء الفعاليات الكبرى التي شكّلت علامات بارزة في تاريخ الجمعية، مثل مهرجان الربيع، معرض البورتريه، ولقاء الأربعاء الفني. كما تتضمن الخطة دعم المعارض الفردية والجماعية، وتشجيع الإنتاج الفني والإصدارات الورقية والإلكترونية، إلى جانب إطلاق سلسلة من الورش التدريبية والتعليمية التي تستهدف تنمية مهارات الفنانين الناشئين وفتح آفاق جديدة أمامهم.كما تسعى الجمعية إلى تعزيز موقعها كمؤسسة ثقافية محورية، عبر استكمال مشاريعها الراسخة مثل مكتبة الفنون ومجلة التشكيل، وتوسيع شبكة التعاون مع المؤسسات الثقافية المحلية والعربية والدولية، بما يرسّخ حضور الفن الإماراتي في الفضاء التشكيلي الإقليمي والعالمي. وقد أعلنت الجمعية عن تأسيس مجلس استشاري تطوعي يضم مجموعة من أصحاب الخبرة والرغبة في الإسهام البنّاء، بهدف تطوير البرامج والمبادرات المستقبلية، وتمكين الطاقات الشابة من الوصول إلى منصات العرض والتعبير الفني داخل الدولة وخارجها.وفي إطار التقدير والتحفيز، أطلقت الجمعية "وسام العطاء" لتكريم الفنانين والداعمين الذين قدموا إسهامات ملموسة في خدمة الجمعية والمشهد الثقافي والفني. وقد تم منح الوسام في دورته الأولى إلى الدكتورة نهى هلال فران، عرفاناً بعطائها الثقافي والتطوعي، ومساهماتها الفاعلة في دعم مجلة "التشكيل" وإصدارات الجمعية، إلى جانب وقوفها المستمر إلى جانب الفنانين في مراحل محورية من مسيرتهم الإبداعية.
|