بغداد ـ الدستور

كشف قائممقام قضاء الهارثة في محافظة البصرة، نذير الشاوي عن تسجيل حالات نفوق جماعي لعشرات الحيوانات والكائنات البرمائية في أهوار القضاء، نتيجة تفاقم أزمة الملوحة في المياه الواصلة إلى المنطقة.وقال الشاوي ، إن "أهوار الهارثة أو ما تُعرف بأهوار المسحب تُعد الأكبر في محافظة البصرة، وهي الوحيدة المتبقية ضمن حدودها، إلا أنها باتت تتأثر بشكل مباشر بمياه شط العرب، بعد أن كانت سابقاً ملتقى نهري دجلة والفرات".وأضاف أن "تغيير مصادر المياه وارتفاع التراكيز الملحية فيها أثر بشكل كبير على الحياة البيئية في الأهوار، وأدى خلال الساعات الماضية إلى نفوق العشرات من الحيوانات والكائنات البرمائية، على الرغم من محاولات تزويد المناطق المتضررة بمياه صالحة للشرب عبر الحوضيات".كما أشار الشاوي، إلى أن "الأضرار لم تقتصر على الكائنات الحية فقط، بل امتدت لتشمل الأراضي الزراعية والبساتين التي تواجه تهديداً مباشراً من ظاهرة اللسان الملحي".يذكر أن الناشط البيئي في ميسان، مرتضى الجنوبي حذر ، من كارثة بيئية وإنسانية تضرب أهوار الحويزة، بعد تعرض أكثر من 15 قرية، وأنهار رئيسية كانت تغذي المنطقة للجفاف، ما تسبب بنفوق واسع للجاموس.وتتعرض المجتمعات الريفية عموماً لتغيير ديمغرافي وحركة نزوح تحت وطأة الجفاف الذي يشتد في عموم أنحاء العراق ولا سيما في المحافظات الجنوبية، ما تسبب في تدهور الثروات الحيوانية والسمكية، وتراجع جودة التربة، وأثر سلباً على السلم الغذائي والتوازن البيئي الموجود في الأرياف.فيما حذر رئيس جمعية الأهوار حسين أبو طبيخ، من كارثة بيئية وشيكة تهدد مناطق الأهوار نتيجة صعود اللسان الملحي.وقال أبو طبيخ ، "كارثة بيئية وشيكة تهدد مناطق الأهوار، خاصة في أهوار الهارثة، نتيجة صعود لسان المد الملحي إلى داخل الأراضي الرطبة".وأشار إلى أن "التمدد الملحي أدى إلى نفوق عدد من الحيوانات النادرة، من بينها حيوان الرفش وانقراض أنواع متعددة من الأسماك، بالإضافة إلى تدمير واسع للتنوع الأحيائي في المنطقة"، كما لفت إلى "التأثيرات الخطيرة على الثروة السمكية والحيوانية، والزراعة التي تمثل مصدر عيش أساسي لسكان الأهوار".وأكد أبو طبيخ أن "استمرار هذه الظاهرة دون تدخل عاجل يهدد بتحول مناطق الأهوار إلى أراضٍ مالحة غير صالحة للحياة"، مطالبًا الحكومة الاتحادية والجهات المختصة بـ"زيادة الإطلاقات المائية بشكل عاجل لإيقاف امتداد المد الملحي، وإنقاذ ما تبقى من المنظومة البيئية الفريدة في الأهوار العراقية".ودعا إلى "اتخاذ إجراءات سريعة ومباشرة لحماية هذا الإرث البيئي والإنساني، وتفادي وقوع كارثة لا يمكن تدارك آثارها في المستقبل القريب".