الثلاثاء 2025/7/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
نيوز بار
نافذة من المهجر فاجعة الكوت .... متى ينتهي مسلسل الموت في حياة العراقيين ؟
نافذة من المهجر فاجعة الكوت .... متى ينتهي مسلسل الموت في حياة العراقيين ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

 

 

 

شاهدنا قبل أيّام على شاشات الفضائيّات المختلفة صور الفجيعة والحرائق التي التهمت أجساد الأبرياء من أهلنا في واسط العزيزة , وشاهدنا الدمار وبقايا البناية التي تحوّلت من مركز للتبضّع والتجوال وقضاء بعض الوقت بعيداً عن معاناة فقدان الكهرباء مع بلوغ درجات حرارة الصيف مستويات لا يمكن احتمالها , إلى جحيم لا فرار منه بعد أن حاصرت النيران تجمعات الناس الذين لم يجدوا منفذا للخلاص من قدرٍ قاسٍ رفع أرواحهم الطاهرة إلى جنان الخلد الواسعة .....

وأنا أشاهد من نافذتي في المهجر الفصول الحزينة لهذه الحادثة الأليمة , عدتُ لاستذكار حوادث سابقة ذهب ضحيّتها عدد ليس قليلاً من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى  أنهم عراقيّون يعيشون في بلد نخره الفساد وتفشّت فيه أمراض السياسة فجعلت من مصير المواطن أمراً منسيّاً لا يتمّ التفكير فيه إلا عند حلول كارثة ما , وفقدان ضحايا أبرياء , وهذا ما حصل مع فاجعة الكوت , وحصل قبلها في مواقع عديدة منها مستشفى في الزعفرانية وقاعة أعراس في الحمدانيّة , وغير ذلك من أحداث الحرائق التي لا أريد إحصاء أعدادها هنا , كما لا أريد الحديث عن الوجع الذي رافق فقدان أحبة لنا في كل فاجعة ....

رحل الأبرياء , وخيّم الحزن والهلع على مدينة واسط وكل المدن العراقية التي ارتدت ثياب الحداد , واهتّمت الجهات المعنيّة بالحدث , لتعلن عن لجان تحقيق , وهي طبعاً من باب ذرّ الرماد في العيون , لأن هذه اللجان توحي للرأي العام بأن القيادات الحكوميّة مهتمة بهم وحريصة على أرواحهم , وهذا الإيحاء القصد الأوّل منه استيعاب موجة الغضب التي تجتاح الرأي العام , بعد أن أشير إلى أن من أهم أسباب وقوع الحادث المفجع هو غياب الاحتياطات الأمنيّة وعدم توفّر إسعافات الدفاع المدني ووسائل مكافحة الحرائق المحتملة وسلالم الإنقاذ وأبواب الطوارئ التي يجب أن تتوفّر في كل مبنى جديد يستهدف الموطن  والتجمّعات المتوقعة ....

لجان التحقيق ستعلن النتائج بعد أن تهدأ الأحزان ويخفت الغضب , ويشعر المواطنون بأن لا قيمة لهذه النتائج , فالأبرياء لاقوا حتفهم , والملفات المتعلقة بالحادث ستركن في أحد رفوف أرشيفات اللجان المشكّلة سابقاً والتي ستشكّل لاحقاً – لا سمح الله - .. لذلك على المعنيين أن يخافوا الله عزّ وجل في هذا الأمر , وأن يبعدوه عن الفساد والاستسهال , وأن يشدّدوا الرقابة على المباني , وأن يتأكدوا من كل شروط السلامة الأمنيّة وكذلك توفّر مستلزمات الدفاع المدني , فالحوادث تتكرر كل مدّة , وهذا يعني أن المعالجات ولجان التحقيق والعقوبات تأتي وقتيّة , مبنيّة على ردود أفعال ومحاولات لتهدئة غضب ذوي الضحايا  وعموم أبناء الشعب المتعاطف معهم , وأتمنى مخلصة وبقلب موجوع أن لا تتكرر هذه المأساة , ففقدان الأرواح ليس سهلاً , وتقديم القرابين للوطن قد وصل حدّاً لا يطاق , والتحمّل والصبر الذي تحلّى به أبناء الشعب العراقي لا مثيل له في كل دول العالم ...فارحموه يرحمكم الله أيها المسؤولون , وإن كنتم تتوقّعون بتشكيل اللجان وإعلانات الحداد أنكم قد خدعتم الناس وأطفأتم نيران غضبهم عليكم , فإنكم لن تخدعوا الله تعالى وهو القويّ الجبّار القادر على كلّ شيء , والذي يمهل  ولا يهمل , فانتبهوا لمن أولاكم ثقته , وترك لكم أمانة رعايته ....

الرحمة والمغفرة وجنان الخلد الواسعة لكل الشهداء الذي ارتفعت أرواحهم الطاهرة في يوم الكوت الحزين , والشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين , والصبر والسلوان لذوي الضحايا , وإنا لله وإنّا إليه راجعون ...

المشـاهدات 53   تاريخ الإضافـة 26/07/2025   رقم المحتوى 65087
أضف تقييـم