برغم مرور اكثر من عقدين على تغيير النظام ، وبرغم وفرة التخصيصات المالية الصحية خلال هذه الاعوام المريرة فأن مشكلة عدم صلاحية مياه الشرب وشحتها في العديد من الأحياء الشعبية المحيطة بمركز العاصمة بغداد ما زالت متفاقمه ومنها أحياء طارق والشيشان والنصر، والبادية والعماري والرشاد والصدرين ومعظم المناطق السكنية الواقعة خلف السدة الترابية لمدينة الصدر والممتدة من سيطرة منطقة الحسينية وحتى مصب نهر جسر دیالی، و تشكل بحدود نصف اقضية جانب الرصافة - ومثلها عشرات المناطق الشعبية في جانب الكرخ...ان سكنة هذه الأحياء يواجهون خطر التسمم بالمياه الملوثة وغير الصالحة التي تتدفق اليهم عبر أنابيب بلاستيكية تمر عبر شبكات المجاري .. ويتكرر انقطاعها بين حين وآخر .. ويضطر معظم سكان هذه المناطق الفقيرة وما جاورها إلى شراء المياه للاستعمالات المنزلية و من أصحاب (الحوضيات) التي طالما تكون غير نقية وغير صالحة للشرب ولقاء اسعار تثقل كاهل المواطنين ومعظمهم من ذوي الدخل المحدود والمتعففين أو المشمولين بالرعاية الاجتماعية .. ويتساءل ابناء هذه المناطق المنكوبة لماذا لم تتخذ محافظة بغداد طوال هذه الاعوام الاجراءات اللازمة لانشاء شبكات مياه نظامية وحديثة ومحطات تنقية ، في وقت تؤكد فيه امانة بغداد أن مشاريع الأسالة والمجاري خارج ضواحي بغداد تقع على عاتق المحافظة.. ان مشكلة مياه الأسالة لا تزال تفتك بالعوائل الساكنة في المناطق المحيطة بحزام بغداد والعديد من الأحياء المحرومة من معظم الخدمات الاساسية..فهل من مبادرة عاجلة لرئيس مجلس الوزراء لشمول هذه الاحياء بشبكات مياه ومجاري محلية ضمن حملة المشاريع العمرانية والخدمية التي تجري على قدم وساق ؟!