جاء في تقديم هذا الكتاب الصادر عن دار الطليعة للطباعة والنشر في بيروت عام 1975 ان ما يرد فيه من مجموعة آراء وصياغات تنظيمية تصلح في تقديم الفائدة لاي عمل حزبي ــ جماهيري منظم.

وتجمع هذه الآراء خلاصة مركزة في التجربة التنظيمية الثورية ، بمراعاة امينة لاحتياجات الواقع العربي ، وثراء التجربة التنظيمية للاحزاب الثورية في العالم.

وبقدر ما يتوفر للكتاب من إعداد وتلخيص لمقولات التنظيم ، فانه يحرص كل الحرص على الدفاع عن شروط العمل الثوري ، والممارسة الديمقراطية الحزبية ، حسب مستلزمات ومصالح النضال القومي الثوري في الوطن العربي الكبير.

وقد آثرت ان لا اتطرق الى مسألة (السلطة) و (العلاقات) بسبب اندراج ذلك في مقدمة القضايا السياسية لأي حزب ، وما يحتمه من انسحاب نتائج وانعكاسات عديدة على نوع العمل التنظيمي (علنيته ، سريته .... الخ).

ويأتي بعد هذا التقديم المختصر لجوانب وفصول الكتاب (التمهيد) الذي يشرح الرابطة التوسطية بين النظرية والممارسات الصحيحة التي تتم بواسطة التنظيم ، ثم شرح معنى الدليل في التظيم ، يليه الباب الاول المعني بالحياة الداخلية للحزب (أي حزب) و بعده الباب الثاني المختص ببناء صلة الحزب مع الجماهير وكيفية ديمومتها.

المناضل الثوري الذي يربط سمعته ومسيرته بمصالح الجماهير تنظيراً وسلوكاً وفي جميع الظروف ، ظروف المحنة والعمل السري او العلني المعارض للسلطة ، او في ظروف الرخاء والامساك بالسلطة ، يمكن معرفته وتمييزه بسهولة من خلال قياس مدى المتغيرات التي تطرأ على وضعيته العامة والخاصة سواء بتفصيلاتها العريضة ام البسيطة.ويمكن تمييز الثوريين الحقيقيين المنتمين للاحزاب الوطنية من خلال ادائهم وتجربتهم ، وتعد المنفعة الشخصية واحدة من ابرز معايير معرفة النزاهة / الفساد ، فالثراء الفاحش دليل على تخليه عن جميع مبادئه واستغلال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة من دون تحقيق المصلحة العامة للبلد والجماهير.تلك الجماهير التي عليها تمييز الخث من السمين وتغيير وتصحيح مسارات السلطة والحكم عبر طرد الفاسدين واختيار الشخصيات النزيهة التي يمكن التعرف عليها بسهولة كونها معزولة ومستبعدة قسراً من المشاركة في بناء الدولة.

ان المرحلة المقبلة تتطلب العودة الى الاسس والمفاهيم الوطنية الصادقة والمستندة الى الارتباط بالطين العراقي واصالة اهله وقوة مجتمعه ونبذ جميع محاولات التمزيق والتفرقة والخذلان.والدليل التنظيمي الصحيح من شأنه ان يرشد الجماهير ويسهم بتعبئتهم بشكل صحيح لاختيار الشخصيات التي تكون على قدر من المسؤولية الوطنية والاخلاقية وممكن الاستدلال عليهم والاشتغال على توحيد صفوفهم  لتكون المرحلة المقبلة بقيادة وطنية حقيقية قادرة على اعادة العراق الى مصاف الدول المتقدمة عبر استثمار خيراته بالشكل الامثل بعيداً عن الفاسدين والسراق الذين يجب ملاحقتهم عاجلاً لاستعادة ثروات البلد والعراقيين المنهوبة.