| النـص :
يراودنا كثيراً في الاوانةِ الاخيرة تساؤل مفاده: هل هذهِ إعلاميةٍ وتختص بنقل الحقائق ام فاشنيستا تعرض لنا جمالها وإطلالاتها غير المحدودة على وسائل الإعلام؟ وهل ماتقدمهُ الفاشنيستات يُصنف على إنه إعلام، أم إنهن فقط واجهات تجارية؟ لذلك من الضروري تعريف مَن هن الفاشنيستات؟ هُن شخصيات تُبنى لاستعراض الإناقة، الجمال، وحياتهُن المُترفة، وعدد عمليات التجميل التي أجرينها، وعدد ارقام المُشاهدات الموجودة على حساباتهُن الشخصية، لكن هناك "بعض" القنوات الإخبارية تفضل الفاشنيستات على الإعلاميات المُختصاتِ في هذا المجال؛ كونها واجهة جاذبة للجمهور، ومُحققات للشروط المطلوبة من جمال، واستعراض موضة، وعمليات تجميل، أو ارقام المشاهدات التي يعدها البعض "نجاح" ومكسب، وفرصة…الخ؛ لزيادة مشاهدات القناة او نجاحها "المؤقت" بشكلٍ أو بآخر، وايضاً بعض القوات تفُرض على الإعلاميات اجراء عمليات التجميل لقبولهن في العمل، وهذا فرض شكلي لا علاقة لهُ بالكفاءة المهنية والمهارة الإعلامية.وبالعودة إلى سؤالنا الجوهري الذي هو غاية حديثنا، هل هذه الشخصيات هن إعلامييات؟ أم إنهنّ سلع إن جاز التعبير جذابة للقنوات؟ هنا يجدر القول: إن الإعلام يُبنى على نقل الحقائق، واحترام المعايير المهنية، فالجواب هنا، لا؛ لأن الكثير من الفاشنيستات لا ينطبق عليهُن هذا الوصف، ولا يُقدمن محتوى إعلامي واع أو ناضج، ولا يملكن أي خلفيةٍ إعلامية أو مؤهل مهني في هذا المضمار، بل هُن نتاج إعلامي استهلاكي جديد، قائم على الجاذبية البصرية والتسويق الذاتي.في خلاصة ما نود الادلاء به: إن الإعلام بوصفه علم ومهنة، يحتاج لمن يمضم إليه، أن تتوافر فيه صفاتٍ عدة، منها الإلتزام باخلاقات الهمنة، الثقافة الواسعة، المصداقية، والصفات الجوهرية الاخرى التي تُميز الإعلامي الحقيقي عن المؤثر؛ فالإعلام ليس مجرد واجهة تنقل الإخبار وتستعرض الذات، بل هي اعمق من ذلك؛ لأن الإعلام رسالة انسانية، ومن ينضوي تحت رايته، عليه أن يلتزم بالمبادئ المهنية، لا أن يخضع للمصالح، وليس له الحق أن ينخرط في سوق تجاري لدخلاء الإعلام الين يهتمون بعدد المشاهدات، حتى لو كان ذلك على حساب القيم.
|