
![]() |
ترجمة : أحمد علوان تقي Les lectures de Sylvieعن الموقع الفرنسي المصدر : |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
رؤية تأملية في مخاطر التحريض الإعلامي وسبل المواجهة الأمنية
قراءة فكرية في دراسة التحريض في وسائل النشر وكيفية مواجهته أمنياً لـ ((اللواء الدكتور سعد معن الموسوي والعقيد حسام حازم الجبوري))
كتبه ـ قتيبة الحميد
إني رأيت وما زلت أرى أن الكلمة حين تُترك بلا رقيب تصير كالنار في الهشيم لا تميز بين الجاف والرطب ولا بين الخبيث والطيب كنا نعلّم أبناءنا أن الإعلام رسالة فإذا به اليوم يتحول في أيدي البعض إلى سلاح وفي نيات البعض الآخر إلى فخ ما بين صورة مجتزأة وصوت مشوَّه ومقال مسموم تتحرك جريمة التحريض خفية كالدخان لا تراه العيون لأول وهلة لكنه يخنق الصدور إذا استمر وفي هذا الزمان الذي كثرت فيه المنابر وتبعثر فيه العقل نشأت حاجة ماسّة إلى من يرفع الكلمة عن مستنقعها ويعيد للنشر هيبته وللحرية معناها في دراسة علمية تحليلية جليلة أعدّها (اللواء الدكتور سعد معن الموسوي) وشاركه فيها (العقيد حسام حازم الجبوري) وُضعت اليد على الجرح لا في جسد القانون فقط بل في ضمير الأمة تناول المؤلفان مفهوم التحريض من جذوره اللغوية إلى نتائجه القانونية والاجتماعية ووقفا عند الطرق التي باتت تُستخدم لترويج الفوضى باسم الرأي أو نشر الكراهية تحت مظلة الحرية فأشارا إلى أن التحريض ليس فعلاً منفردًا بل نظام متكامل من الفعل والتوجيه والتأثير قد يتم بأبسط أدوات النشر وقد عُني الباحثان ببيان الشروط الخفية التي تسبق وقوع الجريمة وتُهيئ لقيامها وذكرا أن من مسؤولية النشر ما يرتبط بالنشر في الصحف الورقية وما يرتبط بوسائل النشر الأخرى وأن لرئيس التحرير دورًا لا يُعفى إلا إذا أثبت براءته بالإجراءات القانونية الصحيحة وفي عمق البحث جاءت نظرة دقيقة إلى طبيعة التحقيق والمحاكمة في هذه الجرائم فالإدانة لا تكون اعتباطية بل تُبنى على أسس قانونية ومسؤوليات محددة تبدأ من التحقيق وتمرّ بالمحكمة المختصة وتنتهي بآثار الحكم التي لا تقف عند العقوبة فقط بل تمتد إلى الأثر الاجتماعي والقانوني وإلى التطبيقات القضائية التي تبيح أحيانًا وتنظر في مقاصد النشر وما كانت الجرائم لتُردع بالقانون وحده لولا وجود هيئة عليا للرصد فرُكز في الدراسة على دور (هيئة الإعلام والاتصالات) التي لا تراقب فحسب بل تصدر تقارير وتحلل المؤشرات وترصد كل خلل إعلامي يمسّ نسيج المجتمع وكان الحديث شافيًا عن الأساس القانوني لهذه الهيئة وعن قسم الرصد فيها وتقاريرها التي تُبنى على العلم لا الظن وعلى الرقابة لا الوصاية ثم جاءت المعالجة الأهم المواجهة الأمنية لا بالشعارات ولا بالمجاملات بل بالإجراءات والتقنيات والتخطيط الواقعي فقد بيّن الكاتبان كيف أن الأجهزة الأمنية تمتلك القدرة إذا توفرت لها الإرادة والوعي على الوقاية من جرائم النشر المرئي وعلى التصدي لما يُبثّ من سموم على الشاشات الصغيرة والكبيرة وكان وصف المواجهة أشبه بكشف حساب يبين كيف تتحرك (وزارة الداخلية) خطوة بخطوة بدءًا من التحري إلى التحقيق وصولًا إلى المحاكمة وكيف أن الوقاية الأمنية لا تكتفي بالردع بل تعتمد على أدوات استباقية وتقنيات ترصد وتتبع ونظام معلوماتي يواجه الكلمة المضللة بالكلمة المسؤولة وما غاب عن الدراسة ما أصبح اليوم أكثر أهمية من كل ما سبق المواجهة الأمنية لجرائم النشر الإلكتروني ذلك الوحش العابر للحدود الساكن في كل بيت وجيب وجهاز فقد تبيّن أن لـ(وزارة الداخلية) دورًا واسعًا لا يقتصر على الحجب والمتابعة بل يشمل تقنيات إلكترونية متقدمة ورصدًا دقيقًا للأثر الرقمي وتحليلًا للمحتوى وملاحقةً للأفعال قبل أن تستحيل أزمات وتُضاف إلى كل ذلك دراسة معمّقة في الشروط القانونية المفترضة لتحقق المسؤولية في جرائم النشر سواء كانت في صحيفة أو وسيلة إلكترونية أو مرئية وتم بيان الإجراءات الواجب اتباعها من قبل رؤساء التحرير للإعفاء من العقوبة ثم جاء تناول الأحكام الإجرائية من التحقيق إلى المحاكمة بشفافية وعمق مع التركيز على طبيعة السلطة المختصة والآثار المترتبة على الأحكام وأسباب الإباحة وتطبيقاتها القضائية كما عُرض دور الأجهزة الأمنية من زاوية ثلاثية مرحلة التحري ثم التحقيق ثم المحاكمة مع إبراز تقنيات (وزارة الداخلية) في كل خطوة وأهمية الدمج بين القانون والإعلام وبين الفعل والرد وبين الحرية والمسؤولية إن تلك المواجهة بين النظرية والتطبيق بين المادة القانونية وروح القانون بين النية السيئة والنظام الأخلاقي تتطلب أن لا نقف عند حدود الدستور بل ننفذ إلى أعماق ما وراء الكلمات أيها القارئ الكريم ما أكثر الأصوات وما أقلّ من يستحق أن يُسمع وما أشدّ ضجيج هذا العصر وما أبعده عن الصمت الحكيم لقد آن لنا أن نعود إلى أصل الكلمة فنجعل من إعلامنا بناءً لا هدمًا ومن رأينا شفاءً لا سُمًّا ومن حريتنا سلّمًا لا هاوية فالتحريض خطيئة مغلفة بمزاعم الحق وحرية النشر لا تكون حرية إذا أطفأت نور الحقيقة أو قتلت روح الوطن وإن أخطر ما نواجهه اليوم ليس رصاصة بل منشور خبيث ولا قنبلة بل تغريدة مسمومة فلنكن على قدر الكلمة أمناء في القول شجعانًا في الحق مؤمنين بأننا مسؤولون عن كل حرف نكتبه وكل فكرة نذيعها وكل خبر ننشره اللهم اجعلنا من قوم إذا نطقوا صدقوا وإذا كتبوا أصلحوا وإذا وعوا حافظوا وسلام على العراق أرض الحضارات وسلام لأبناء الكلمة المسؤولين. |
المشـاهدات 223 تاريخ الإضافـة 12/08/2025 رقم المحتوى 65637 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |