الأحد 2025/8/17 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
نيوز بار
الانتخابات ومزاد الفقراء
الانتخابات ومزاد الفقراء
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. دهام العزاوي
النـص :

 

 

مع قرب بدء الحملات الانتخابية، تتنوع اساليب المرشحين في المداهنة والمخاتلة والاستدراج لجمهور الناخبين، ولاسيما البسطاء والمهمشون الذين تغريهم وعود الناخبين لتحقيق امال انتظروها منذ عقود، وفي الحقيقة المني كثيرا منظر احد الشخصيات المسؤولة، وهو يلتقي قبل مدة بوزير العمل ليستعطفه بشمول اسر في دائرته الانتخابية ليوظفها بطريقة سمجة في حملته الانتخابية المقبلة.ان هذا الاسلوب المبتذل بتوظيف الرعاية الاجتماعية كسلعة انتخابية، وتحول الفقراء الى سلعة في سوق المزايدات الانتخابية، انما هو اسلوب مبتذل لم نشاهده الا في العراق، حيث يتم تسخير مؤسسات الدولة ودوائرها لخدمة الناخبين، وهو ما يتكرر في كل انتخابات دون رادع اخلاقي او قانوني. مما يستدعي تدخلا مباشرا من قبل السيد رئيس الوزراء للحد من هذه الظاهرة التي شوهت كل معاني التمثيل النيابي وارجعت العراق لعصر ما قبل الدولة حيث يتنافس المرشحون على قضايا لاتمت الى الوطنية والمؤسساتية بشي، ويظهرون انفسهم كابطال مدافعين عن حمى قبائلهم وطوائفهم، فيتسابقون في تقديم وعود التعيين وحل ازمة الكهرباء وشحة المياه وتبليط الشوارع وغيرها من الخدمات التي هي في الاصل من مسؤوليات الحكومة وقد وضعت في البرنامج الحكومي، فما شان المرشح للانتخابات بالخدمات وبالرعاية الاجتماعية والصحية؟ وهل تقع ضمن مسؤوليته ؟ ام انه التماهي في الغاء خطوط التماس بين الممكن واللاممكن وبين الواقع والخيال بين العام والخاص. تذكرني الحملات الانتخابية بطرفة حقيقية وقعت في احدى قرى جنوبي العراق، وتمت صياغتها بطريقة تراجيدية سوداء، حيث ذهب مرشح احد الاحزاب ليستدر عطف الناخبين، فتجمع ابناء القرية التي وعدهم في الانتخابات السابقة بتقديم الخدمات اليهم، فذكروه بوعوده السابقة، حول انشاء محطة تحلية المياه للقرية وتبليط شوارعها وبناء مدرسة لاطفالها، وقدموا له ماءا كدرا تعكره الشوائب في طاسة ريفية، لكي يؤنبه ضميره، ولدرء الحرج، لجأ المرشح الى ذرف دموع التماسيح، فغمرت لحيته دموع مصطنعة، فضحت زيفها نظرات الحاضرين وابتساماتهم الخفية. وحينما سأله شيوخ القرية عن سبب بكاءه، اجابهم انه تذكر عطش الحسين عليه السلام،  ليستدر عطفهم ويهرب من موقفه المخزي الذي اوقع نفسه فيه. تدفعني هذه القصة التي قرأتها في 2010، للتساؤل، هل ان وعي الناخب تماهي مع وعي المرشح بحيث بات الوعي الجمعي بقدرة الانتخابات على التغيير مغيبا لدى العامة من الجمهور؟ ام ان المرشحين تطورت الاعيبهم مع كل انتخابات، حتى بات الناخب تائها وحائرا لايدري من يصدق. نحن لانطالب المرشحين بوقف حملاتهم واساليبهم المبتكرة في استدرار عطف الناخبين، ففي دولة تفتقد الخيوط الناظمة لهويتها الوطنية يبقى الطريق مفتوحا لتحقيق المكاسب باي طريقة ممكنة. ولكننا نطالب الحكومة بحماية الفقراء من حملات التوظيف والاقناع التي يمارسها المرشحون في توظيف مؤسسات الدولة واموالها لمصالحهم الشخصية والحزبية وبشكل يفقد الدولة والحكومة مشروعيتها المحاصرة.

المشـاهدات 41   تاريخ الإضافـة 15/08/2025   رقم المحتوى 65697
أضف تقييـم