
![]() |
مرايا الوجع |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : بعد ان توفي والدها في حادث اليم بقيت شجون وحيدة وسط زحمة هذا العالم الفوضوي المتعطش للايذاء مع والدتها المقعدة ..فقمة المأساة ان تعيش فتاة من دون وجود ابيها بعد ان تعودت على سماع صوته طيلة سني عمرها الثلاثين تاكدت وبالملموس ان التقوقع وسط جدران صماء بكماء يعني الضياع والموت البطئ –والعيش بين كوكب مهجور يشكو الذبول والعطش لايخبأ بين جنباته سوى الصمت المطبق المحتقن بمخلفات الفجيعة يعني ذبول ورق ورد عمرها سريعا.. وتبخر سني عمرها واختفاءه في سماء التلاشي .حينها قررت الخروج من صمتها ودوامة عزلتها بعد ان تاكدت ان الرضوخ والاستسلام لعاديات الزمن الهزيمة بعينها والانكسار المبين ففي صباح يوم ربيعي قررت الخروج من دارها لاول مرة بعد حادثة وفاة ابيها باحثة عن عمل لتعتاش عليه هي ووالدتها وبينما كانت تسير بخطئ بطيئة انهكها وقع ماساتها ضلت عينيها تقرا كل مامكتوب على الحيطان وزجاج المحلات لعلها تجد ضالتها بين الاف القطع المكتوبة بخطوط والوان مختلفة . وبعد مرور ساعات من البحث المضني جلست امام احدى البنايات الشاهقة الطول لتتنفس الصعداء واذ برجل اربعيني يفاجئها ويسالها عن سر جلوسها امام مدخل بنايته وهل هي بحاجة الى المساعده ..ردت عليه انا ابحث عن عمل لاعيش وقد توفي والدي بحادث قبل مدة اقترب منها اكثر وقال لها انك تقفين خلف الاعلان الذي كتبت فيه الحاجة الى عاملة مستعدة للعمل في شركتي نظرت خلفها وتاكدت من ان كلام الرجل صحيح تبسمت لاول مرة بعد ادمنت سمائها على غيوم الحزن والكابة واستبشرت خيرا وسارت خلف صاحب العمل ليريها مكان عملها وبعد مرور ثلاثة اشهر على عملها في شركة ذلك الرجل الذي راح يتودد اليها ويسمعها الكلام المنمق المعسول وبعد ان تاكد من ان هذه الفتاة وحيدة كصالح في ثمود حاول ان يدفع اليها احدى العاملات لتاخذ رايها بالزواج منه واعطتها الوقت الكافي للتفكير بهكذا مشروع لم تنم شجون ليلتها فهول الخبر النازل كالصاعقة شل تفكيرها وسحبها حيث الافاق المترامية الابعاد فراحت تتقاذفها الافكار وتمنحها سمة الدخول الى عالم التشتت الذهني والقلق المبرر وقبل صياح الديك الذي يزعق في الاذان عن بداية فجر جديد حسمت موقفها بالموافقة على ماطلبه منها صاحب الشركة لتكون الزوجة الثانية له لكن فقرة ان يكون الزواج شرعيا وبحضور شاهدين وتسجيل العقد بعد فترة الزواج بفترة أمر اخافها وزعزع كيانها لكنها في النهاية وافقت لظروفها القاسية وكون خطيبها رجل كبير وعاقل ومن غير المعقول ان يستغل ضعفها ويغدر بها كما تفعل الثعالب بعد ان اوصلت تلك المراة خبر موافقة الشابة الى صاحب العمل طار من الفرح كعصفور صغير عثر على امه ثم استدعاها الى مكتبه ليتفق معها على موعد الزواج والمكان الذي ستسكن فيه بعيدا عن زوجته الكبيرة بعد ان عاد من الفندق الذي احتضنهما لثلاث ليال اخذها بسيارته الفارهة وتوجه بها الى مزرعته الكائنه خارج حدود المدينة في بيت متواضع تظلله الاشجار من كل جانب حيث الهدوء يلف المكان واصوات العصافير تؤسر القلوب قبل الاسماع عاشت اشجان حياة مابين ثغاء الاغنام وصياح الديكة ونباح الكلاب لقد احبت الحياة وسط تلك المخلوقات الاليفة التي استطاعت ان تبني معها علاقة طيبة وخاصة الكلاب التي اخذت مكانها عند باب المزرعة الرئيسي فرعايتها المبالغ فيها لهذه المخلوقات جعلها المتوجة على قلوبهن جميعا فبعد مرور سنة على زواجها طلبت شجون من زوجها ان يعرضها على طبيبة نسائية لاجراء بعض الفحوصات ومعرفة اساب عدم حملها فبدلا من ان تلقى استجابة من لدن زوجها تفاجئت برفضه القاطع لهكذا فكرة استغربت في بادئ الامر لكنها اقنعت نفسها ان الرفض قد يكون نابع نتيجة الاجهاد الذي يعانيه من العمل وسفره المتكرر خارج المدينة حتى اتصل بها وابلغها بالخبر الصاعق الذي نزل كالزلزلة مبددا احلامها مهشما اباريق احلامها بفأس الغدر والخديعة....الو شجون انت طالق طالق بالثلاث حاولت ان تعرف الاسباب لكن غلق الهاتف بوجهها تكلم نيابة عنه استاجرت سيارة تكسي وتوجهت الى مكتبه وعند وصولها منعها الحارس من الدخول فراحت تبكي وتولول حاولت الاتصال به لكنه سبقها وقام بحضر رقمها في اليوم الثاني توجهت الى المحكمة لتقديم شكوى ضد طليقها وبعد استدعاءه ووقوفه امام القاضي ساله عن اسباب الطلاق فاجابه سيدي القاضي انا لا اعرف هذه المراة وانها ليست زوجتي فاستشاطت غضبا وصرخت بوجهه قائلة والشاهدين على زواجنا؟! فنادى القاضي عليهما ولكنهما اتفقا على اجابة واحدة وهي اننا لانعرف هذه المراة وهذه الاسماء والتواقيع ليست لنا .. صرخت شجون بوجهيهما كاذبان مخادعان لاشك ان هذا الزوج الظالم دفع لكما المال لتغيير شهادتك سيدي القاضي لقد عشت اكثر من سنة في مزرعته واعرف مكانها وعدد اشجارها وانواع الحيوانات التي قضيت معهن جل وقتي ومنحتهن كل الحب والمودة نهض القاضي وطلب من الجميع التوجه الى المزرعة للتاكد من صحة اقوال الزوجة في مايخص انها على دراية بمكان المزرعة وصدقها في مايخص محبة الحيوانات لها وخاصة الكلاب – بعد الوصول طلب القاضي فتح باب المزرعة ودخول الزوجة قبل الجميع وبعد ان لامست اقدامها ارض المزرعة استقبلتها الكلاب بحركات لاارادية معبرة عن ترحيبها الحار بها فراحت تهز بذيولها وتقلب اجسادها ذات اليمين وذات الشمال فرحة مستبشرة بقدومها وكذا الحيوانات الاخرى وقتئذ تاكد القاضي ان الزوجة صادقة ومظلومة فصرخ بوجوه الجناة لقد اتفقتم على ايذاء هذه المسكينة من اجل حفنة من الدنانير وهو صداقها الا تبا لكم ايها الظلمة ان هذه الكلاب اشرف واوفى واصدق منكم لقد اغضبتم الله بشهادة الزور وبعتم دينكم وضمائركم من اجل طمس الحقيقة- اعطي هذه المراة جميع حقوقها وسوف لن تفلتوا من عدالة القانون وكذا عدالة السماء. |
المشـاهدات 899 تاريخ الإضافـة 27/08/2025 رقم المحتوى 66088 |