السبت 2025/9/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
نيوز بار
رسالة المصطفى ((ص)) منهج للإصلاح ومحاربة الظلم والفساد.
رسالة المصطفى ((ص)) منهج للإصلاح ومحاربة الظلم والفساد.
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

 

 

‎تمرّ علينا ذكرى مولد سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن أحوج ما نكون إلى استلهام سيرته النبوية العطرة وما حملته من قيم

‎الرحمة والتسامح والوحدة. فقد أرسله الله تعالى رحمةللعالمين فقال: وما أرسلناك إلا رحمةًللعالمين﴾ [الأنبياء: 107].

‎لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم في زمن تمزقت فيه القبائل وتفرقت الكلمة، فوحد الصفوف ، وألّف بين القلوب حتى أصبح الذين كانوا أعداءً بالأمس إخوة متحابين في الله. قال تعالى واصفًا ذلك: واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا  (آل عمران: 103].

‎ومن خلال سنته الشريفة رسّخ المصطفى قيم العدالة والإنصاف، فلم يفرق بين عربي وأعجمي ولا بين مسلم وغير مسلم إلا بالتقوى والعمل الصالح. يقول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: (يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى

‎ولم يكن تعامله صلى الله عليه وسلم مع أهل الأديان الأخرى إلا قمةً في الرحمة والعدل، فقد قال (من آذى ذمّيا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ) بل إنه أقرّ لغير المسلمين في المدينة بحقوقهم وواجباتهم ضمن "حقوق (صحيفة المدينة ) وهي أول دستور للتعايش السلمي في التاريخ

‎هذه المعاني السامية هي التي يجب أن نتشبث بها اليوم ونحن نرى أمتنا مثقلة بالجراح، ممزقة بالصراعات والفتن. لقد ابتعدنا عن جوهر الإسلام، فاكتفينا بالشعارات الجوفاء والادعاءات الخالية من العمل، وأهملنا الأسوة الحسنة التي قال الله عنها: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا )[الأحزاب: 21].

‎إن الاقتداء بسيرة الرسول الكريم ليس ترفا فكريا بل هو ضرورة لإنقاذ حاضرنا ومستقبلنا، ولن يكون للأمة طريق للخلاص من أزماتها إلا بالعودة إلى النبع المحمدي الأصيل:  وما جاء به من  تعاليم سمحاء في الرحمة، الوحدة، الإصلاح، محاربة الظلم والفساد، وإرساء القيم الإنسانية الرفيعة. لتكن هذه المناسبة المجيدة في حياة المسلمين  والعراقيين  منهم العراق  استذكارا  ودليلا  وسراطا امام  محن الحاضر

‎فالعراق اليوم،  قد تكاثرت فيه الفتن، وتعاظم صوت الطائفية، وسيطر الفاسدون على صنع  القرار وهم لا يفقهون من الإسلام إلا ادعاء وشعارات مكرورة،  لذا يصبح إحياء الرسالة المحمدية أعظم واجب. فمحمد صلى الله عليه وسلم جاء ليطفئ نيران العصبية والفرقة، لا ليؤججها ،جاء ليحارب الظلم والفساد، لا ليغطيه ،جاء ليقيم العدل بين الناس كافة، لا ليمكّن الفاسدين من رقاب العباد.
إن خلاص العراق لا يكون إلا بوعيٍ جمعي يستلهم السيرة النبوية في لمّ الشمل ونبذ الطائفية، ويقطع الطريق على أدعياء الدين الذين يحوّلون الإسلام إلى وسيلة للثرثرة في المنابر والفضائيات  وهم يحملون بدواخلهم الحقد والشقاق والمصالح الضيقة.  فلتكن ذكرى المولد النبوي الشريف دعوة صادقة إلى إنقاذ العراق، ودحر كل فتنة، وإقامة دولة العدالة التي بشّر بها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،فكان رحمة للعالمين

المشـاهدات 51   تاريخ الإضافـة 05/09/2025   رقم المحتوى 66348
أضف تقييـم