الثلاثاء 2025/9/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
نيوز بار
تقاسيم على الهامش (( هاجس خطوتك الأولى ...!!))
تقاسيم على الهامش (( هاجس خطوتك الأولى ...!!))
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبدالسادة البصري
النـص :

 

 

 

 

 

 

منذ الهاجس الأول للكتابة ، وأنت تفكّر بالقارئ حتماً ، ولكن أيَّ قارئ يا تُرى ؟؟!!

ومنذ القلق الأول ، وأنت تبارح خطوك لتبتكر بوحاً آخر لكنّكَ تضع نُصبَ عينيك قلق الآخرين وهاجسهم ، وكلّ آرائهم ومقترحاتهم ، وماذا تريد ، وماذا يريدون ؟؟!!

لهذا يظلُّ القلق والخوف يساورك  في كلّ خطوةٍ وكلمةٍ وعبارةٍ وأنت تخطو صوب إصدار ما سطّرته من أفكارٍ وهواجسَ قد تكون قصائدَ أو قصصاً أو رواية أو مسرحية في كتابٍ ، لكن أيّ كتاب يا ترى ؟؟!!

انّه مطبوعك الأول ، أي مولودك البكر الذي سيعرفك الناس به ويشيرون إليك من خلاله حتماً ، وعليه يجب أن تكون خطوتك مدروسةً ومحسوبةً بالمثاقيل والثواني ، كونه جواز مرورك للقرّاء والى القبول أو الرفض !!

وكلّ واحدٍ منّا يتذكّر كيف ساوره هذا القلق ليالٍ وهو يخطط لجمع ما كتبه خلال سنيِّ عمره المنصرمة كي يُصدره في كتابٍ مطبوعٍ ويُخرجه للناس ، حيث التردد ومراجعة المسوّدة الأولى والثانية وعرضها على أكثر من مبدع من الأجيال التي سبقتك ليدوّن ملاحظاته عليها ، ويعطيك رأيه بكل صراحة ومحبّة ، لأنّك لا تريد أن تغامر و تُصدره مهلهلاً وغير مبالٍ بما ستؤول إليه الآراء والملاحظات بعدها !!

قلقٌ ، أرقٌ ، إعادة كتابةٍ ، تمحيصٌ ، شطبُ ، تعديلٌ وتصحيحٌ وأفكارٌ تطوحك  كالأعاصير يميناً وشمالاً حتى تصلَ إلى قناعةٍ تامّةٍ لتودعه المطبعة ، كان هذا حال الأجيال التي عركتها الظروف الصعبة وعانت ما عانته من صعوبة في النشر والإصدار ، لكنها أصدرت كتباً يُشار لها في كل محفلٍ رغم تأخر إصدارها وتقدّم العمر عند البعض  ،، وهناك مَن صار كتابه الأول علامةً فارقةً في مسيرته الإبداعية وعقبةً لم يستطع تجاوزها  ، حتى إنّ البعض اكتفى بما أصدره ــ مطبوعه الأول ــ كذلك نجد الكتابات النقدية وما شابهها التي كانت تواكب هذه الإصدارات وهي تُبشّر بولادات جديدة في سماء الإبداع !!

لكنّنا اليوم نقرأ ونسمع عن العشرات بل المئات من الإصدارات التي تجيء مليئة بالأخطاء والركاكة والرداءة وعدم المبالاة بما ستواجهه من نقد وتقريع ، ما يجعلك ترميها في سلّة المهملات !!

تعدد دور النشر وسهولة الطبع على النفقة الخاصة جعلت البعض لم يتوقف لمراجعة ما كتبه ، أو ما أصدره وما هي آراء وملاحظات الآخرين ؟! بل يجمعون ما كتبوه هنا وهناك على صفحات التواصل الاجتماعي ويطبعونها  في دواوين شعرية أو مجموعات  قصصية وغيرها !! كثرة الإصدارات واخوانية النقد أضاعت الكثير من الجيد بين الرداءة هذه ، ولم تعط فرصة لتمييز المبدع من الفاشل والمتحذلق الباحث عن الوجاهة في حقل هو الأصعب والأنبل بين الحقول !!

أتمنى على الجميع أن يعيدوا حساباتهم ولا تأخذهم فورة النشر وسهولة الطبع لأنهم سيقفون ذات يوم أمام التأريخ لن يستطيعوا  التعبير وردّ النقد  عمّا كتبوه أو الاعتذار بعد فوات الأوان !!

 لنضع نصب أعيننا أنّ الإصدار الأول طابعٌ رسميٌّ لمسيرة إبداعنا وجوازُ مرورٍ لا يمكن العبث به أو اللامبالاة بالتعامل معه ، انّه الشاخص الذي تشير إليه الأنامل والعيون ، فما علينا إلاّ أن نتأنَّ قليلاً ولا نتسرّع في دفع كتاباتنا للمطبعة دون تمحيصٍ وفحصٍ والأخذ بآراء الآخرين ، كي لا نقع في مصيدة التندّر والاستهزاء والنقد اللاذع وبالتالي نُصاب بالإحباط والنكوص وتُرمى كتبنا في سلّة المهملات، أو تُركن على الرفوف يعلوها التراب دون حتى تقليبٍ أو تصفّح !!!!!

المشـاهدات 58   تاريخ الإضافـة 07/09/2025   رقم المحتوى 66413
أضف تقييـم