النـص :
كشف الممثل وليد مرزاوي، عن تفاصيل مشاركته في الفيلم التلفزيوني “منعطف حاد”، ورؤيته للواقع الفني في محافظة الأنبار، مؤكداً أن مشاركته لم تكن مجرد تجربة فنية عابرة، بل محاولة لنقل قيم إنسانية عميقة ترتبط بالبيئة والمجتمع المحلي.وليد مرزاوي ، فنان عراقي، من مواليد الأنبار، وعضو عامل في نقابة الفنانين العراقيين وعضو الجمعية العراقية لكتاب الدراما، تحدث خلال مقابلة خاصة مع وكالة شفق نيوز، عن تفاصيل عديدة، أبرزها مشاركته في الفيلم الأخير.وبحسبه فإن هذه المشاركة لم تكن مجرد (تجربة تلفزيونية)، بل حملت أبعاداً إنسانية مرتبطة بالواقع الاجتماعي، مضيفاً: "ما جذبني هو الفكرة نفسها، الفيلم يتناول لحظة فارقة في المجتمع، وكيف يمكن للقيم الإنسانية مثل الكرم والإيمان بالقضاء والقدر أن تكون طوق نجاة في أشد المنعطفات.. شعرت أن العمل يعكس روح الأنبار وأهلها، وكان من الطبيعي أن أكون جزءاً منه".وعن طبيعة الشخصية التي جسدها، أوضح أنها شخصية مركبة تحمل مزيجاً من الصداقة والحرب والحزن، وفي المقابل التهور والاندفاع، وتقف عند مفترق طرق بين الانكسار والانتقال.وأكد أن الرسالة التي حاول إيصالها من خلال الشخصية هي أن "الإنسان العراقي، والأنباري على وجه الخصوص، مهما مر بالظروف الصعبة يظل متمسكاً بالقيم الأصيلة، وقادراً على تحويل المعاناة إلى قوة داخلية، شرط أن يتحلى بالصبر والحكمة".وأشار مرزاوي، إلى أن تصوير الفيلم في الأنبار منح التجربة وقعاً خاصاً ومختلفاً، قائلاً: "عندما تمثل على أرض تحمل ذكرياتك ومساكنك فأنت لا تحتاج إلى امتحانات أو افتعال المشاعر أصلاً، بل تستمد طاقتك من المكان ذاته. صوره القاسية في الوقت ذاته منحة للفيلم وأبعاده".وأضاف أنه شعر بمسؤولية مضاعفة في أداء الشخصية، مردفاً بالقول: "أنا بطبيعتي عندما أمسك شخصية أكون مسؤولاً عنها جداً.. لا أؤديها عن نفسي فقط، بل قد أديها عن الآخرين أيضاً، لذلك يجب أن أقدمها بكل صدق ومسؤولية. صراحة، لم أكن أمثل نفسي فقط، بل كنت أحمل صورة مجتمع بأكمله أمام الكاميرا، ولذلك كنت حريصاً أن يكون الأداء صادقاً بعيداً عن المبالغة، يعكس قيمنا الأصيلة وما نؤمن به نحن أبناء الأنبار".وبيّن مرزاوي، أن الجمهور سيجد نفسه في الفيلم، مرجحاً في الوقت نفسه أن الجمهور سيشعر أن الفيلم يتحدث عنه ولأجله، وسيشاهد نفسه في التفاصيل الصغيرة، في لغة الحوار، وفي البيئة التي يعرفها، ما يجعل العمل أقرب إلى القلب وأكثر تأثيراً".يمتلك وليد مرزاوي مسيرة فنية غنية ومتنوعة في السينما والدراما، حيث برز في عدد من الأعمال التلفزيونية التي لاقت متابعة واسعة. على الصعيد السينمائي، شارك في الفيلم التلفزيوني “منعطف حاد” و*“هولاكو في بغداد”*، مقدماً من خلالهما أداءً يعكس عمق الشخصية التي يؤديها وقدرته على التعبير عن القيم الإنسانية والاجتماعية.وعن الحركة الفنية في الأنبار، اعتبر أنها فقيرة جداً ومحاربة في آن واحد، معتبراً أن الحركة الفنية بالأنبار اليوم فقيرة جداً جداً، وبنفس الوقت محاربة من قبل أشخاص كان من المفروض أن يمثلوا الفن ويرعوه.. هناك مواهب شابة تبحث عن فرص، وبالمقابل جمهور متعطش لرؤية أعمال تعبر عنهم وعن بيئتهم.. لكن هناك حاجة إلى جسور إنتاجية حقيقية حتى تتحول هذه المواهب من محاولات فردية إلى حركة فنية متكاملة، وفق تعبيره.وفي العراق جملة تحديات منها البنية التحتية الفنية، قلة أو انعدام الدعم الإنتاجي، وأحياناً النظرة التقليدية التي لا ترى في الفن أولوية، لكن رغم ذلك أكد مرزاوي إصراره الكبير على إثبات نفسه.ولفت إلى وجود محاولات فردية ومبادرات شبابية، لكنها لا تزال محدودة، بعضها مبادرات رسمية لكنها فقيرة جداً وتعمل بمزاج، ما زال الجميع بحاجة إلى تنظيم ورعاية مؤسساتية حقيقية، واختيار أشخاص حقيقيين يمثلون هذه المؤسسات ويدعمون الشباب، بدلاً من أن يبقى المشهد محتجزاً عند قلة متصدرة له”.ورأى مرزاوي، أن الأنبار بحاجة إلى ثلاث ركائز أساسية للنهوض بالحركة الفنية، موضحاً: البنية التحتية للإنتاج من خلال المسارح والأماكن المفتوحة التي تسهل التصوير، والدعم الحكومي والخاص المستمر، لا يقتصر على فترة الانتخابات فقط، والانفتاح الإعلامي ومنح الأعمال المحلية مساحة للعرض والتقييم.ونبه إلى أن هناك إقبالاً ملحوظاً من الجيل الجديد، قائلاً: “الإقبال واضح والجيل الجديد أكثر جرأة وانفتاحاً من الجيل الذي سبقه. لديهم طموحات كبيرة لتحويل الفن إلى لغة للتعبير عن الذات والمجتمع، لكن مشكلتهم الوحيدة أنهم بحاجة إلى فرص حقيقية، وأن لا تتم محاربتهم”.وأكد أن الأنبار غنية بالقصص، حيث أن كل بقعة فيها تصلح أن تكون مشهداً مهماً يحمل بعداً إنسانياً محلياً وعربياً وعالمياً. لدي مشاريع في كتابة القصص والسيناريو، وليس فقط في التمثيل. أطمح أن ترى هذه الأعمال النور قريباً، وأن تكون الأنبار موقع تصويرها الأول، بمشاركة نجوم محليين وعراقيين، مع إتاحة الفرصة للمواهب الحقيقية”.وعن الأدوار التي يتطلع إليها، قال مرزاوي: "أحب الأدوار التي تجمع بين البعد الإنساني والفلسفي، والتي تطرح أسئلة أكثر مما تعطي إجابات. شخصيات تمر بتحولات وجودية عميقة هي الأقرب إلى روحي".واعتبر أن السينما والدراما والمسرح تمثل لغة عالمية، فالفن السابع هو لغة تتجاوز الحدود، ومن خلالها يمكن أن نظهر للعالم أن هذه الأرض ليست مرتبطة فقط بالحرب والدمار، بل هي أرض الإنسانية والإبداع والفن، وفق تعبيره.وفي ختام حديثه وجّه رسالة إلى الجمهور: "أقول لكل الجمهور: هذا العمل منكم وإليكم، سترون فيه أرواحكم وقصصكم. أتمنى أن يلامس قلوبكم، وأنتم الداعم الأول والأخير".وفي مجال الدراما، ظهر مرزاوي في عدد من المسلسلات العراقية والعربية، فقد مثل في المسلسل العراقي "العرض حالجي" من إخراج جمال عبد جاسم، وعُرض على قناة MBC Iraq، كما شارك في المسلسل العربي "ليلة السقوط" من إخراج السوري ناجي طعمي، وعُرض على LBC وروتانا دراما وزاكروس، مقدماً أداءً متكاملاً أظهر من خلاله قدرته على التكيف مع بيئات فنية مختلفة.كما تألق في مسلسل "غيد" من إخراج علي فاضل على قناة UTV، ومسلسل "خيوط حرير" من إخراج علي أبو سيف على قناة العراقية، إلى جانب مشاركته في مسلسل “أقوى من الحب” من إخراج عزام صالح، و"العائلة أكس"، من إخراج علي فاضل على قناة الشرقية و1001، ومشاركته في قصص من الميزان مع الفنان أحمد وحيد ونخبة من نجوم الفن العراقي.وليد مرزاوي لم يقتصر على الشاشة الصغيرة فحسب، بل أثبت حضوره المسرحي داخل وخارج العراق، أبرزها من خلال مسرحية (K9) من تأليف حسين العراقي وإخراج أحمد عزامي، كما شارك في إعلانات محلية وعالمية، من بينها إعلانات لشركة BMW وشركة البلسان، فضلاً عن إعلان لصالح وزارة الاتصالات العراقية
|