الأربعاء 2025/9/10 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
نيوز بار
كفانا نقداً.. حان وقت المساندة
كفانا نقداً.. حان وقت المساندة
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

نصير الزيدي

منذ سنوات والمنتخب الوطني العراقي يعيش بين مدٍّ وجزر، بين أفراح انتصاراتٍ عابرة وأحزان إخفاقاتٍ موجعة. ومع كل مباراة يخوضها "أسود الرافدين"، تتسابق الأقلام والحوارات والجماهير في إصدار الأحكام؛ نقدٌ لاذع هنا، وتشكيك هناك، حتى بات النقد هو القاسم المشترك في المشهد الكروي. غير أن الحقيقة التي يجب أن نقف عندها بجرأة، هي أن النقد وحده لم ولن يصنع منتخبًا بطلًا، وأن الوقت قد حان لننتقل من مرحلة التشخيص والتجريح، إلى مرحلة الدعم والمساندة.

 

المنتخب اليوم ليس ملكًا للمدرب ولا للاعبين وحدهم، بل هو مرآة وطنٍ بأكمله، يحمل طموحات الملايين من شمال العراق حتى جنوبه. كل هتاف في المدرجات، وكل كلمة في الإعلام، وكل تعليق على منصات التواصل، هو جزء من معركة نفسية يخوضها اللاعبون قبل أن يخوضوها على أرض الملعب. فإذا كانت رسائلنا مشبعة باليأس والتهكم، فكيف نطالبهم بالقتال من أجلنا؟ وإذا كنا نحن أول من يشكك بقدراتهم، فبأي روح سيواجهون خصومهم؟

 

المساندة لا تعني التطبيل أو التغاضي عن الأخطاء، لكنها تعني أن نكون سندًا حقيقيًا. أن نوجّه النقد البناء في وقته، وأن نحيط اللاعبين بالثقة عندما يكونون في أمس الحاجة إليها. تعني أن نرفع شعار "نحن معكم" مهما كانت صعوبة الطريق، لأن روح الجماهير هي الوقود الأول لأي منتخب.

 

التجارب العالمية أثبتت أن الفرق الكبيرة لا تنهض فقط بفضل تكتيك مدرب أو مهارة لاعب، بل بفضل ثقافة دعمٍ متجذرة في جمهورها. انظروا إلى المنتخبات التي صنعت الفارق في بطولات كبرى، ستجدون أن سرّها الأول كان جمهورًا يردد "نثق بكم"، حتى في أحلك الظروف.

 

اليوم، منتخبنا يقف على أعتاب مرحلة مفصلية، والعيون تتجه نحو المستقبل بتحدياته الكبيرة. لذلك علينا أن نطوي صفحة الجدل العقيم، ونفتح صفحة جديدة عنوانها الثقة والتشجيع والمساندة. فلنترك اللاعبين يقاتلون في الملعب، ولنقاتل نحن خارج الملعب بأصواتنا، بهتافاتنا، وبإيماننا بهم.

 

كفانا نقدًا.. حان وقت المساندة. فالعراق يستحق أن يرى منتخبه في المقدمة، ونحن جميعًا شركاء في صناعة هذا الحلم.

المشـاهدات 18   تاريخ الإضافـة 10/09/2025   رقم المحتوى 66506
أضف تقييـم