الإثنين 2025/9/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
نيوز بار
مبادئ التخطيط الحضري الذكي للمدن (رؤية نظرية)
مبادئ التخطيط الحضري الذكي للمدن (رؤية نظرية)
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

د.عباس عبد الامير طه العماري

استاذ مادة التخطيط والتنمية/جامعة كربلاء /كلية التربية للعوم الانسانية

قسم الجغرافية التطبيقية

       بادئ ذي بدأ الاشارة الى ان تخطيط المدن وفق تطبيقات الذكاء الرقمي مع مراعاة مبادئ الاستدامة اصبح أمرًا ضروريًا ويلعب دورًا حاسمًا في مواجهة التحديات الحضرية الحديثة لاسيما في ضل النمو المتسارع لسكان المناطق الحضرية وتزايد استخدام التطبيقات الذكية فيها.

       تشكل الثورة الرقمية اليوم والابتكارات للقطاعات الحضرية والاقليمية وانظمتها اساسا للاستدامة حيث يركز التخطيط الحضري الذكي باعتباره مجالاً رئيسياً في ادارة وتنظيم المدن على التقنيات الذكية المكرسة في الأنظمة القانونية لاسيما في الدول المتقدمة والنامية .

      وفق ذلك نجد ان التقدم الرقمي شكل

هاجس مستمرا لدى مخططي المدن لما له

من انعكاسات جوهرية على واقع تخطيط المدن

 ومستقبلها بل شكل سمة بارزة وعلاقة فارقة

في طبيعة الالفية الثالثة فقد بدأت المدن ولاسيما

 المدن العربية تستوعب مقاصد الثورة الرقمية، وايقنت بأن خيار الاندماج بهذا العالم كائن لا محالة، ولا بد لها من خوض غمار التجربة

 الرقمية لان مصير بقائها وتطورها مرهون

 بقابليتها الذاتية وقدرتها على التفاعل بهذا الاتجاه،

 لذا برز مفهوم التخطيط الذكي جليا من خلال

 استخدام العالم الرقمي في خدماتها المقدمة

 ليشكل الاهتمام الأبرز في خياراتها وسياساتها، فقد قطعت المدينة العربية اشواطا تكنلوجية في مساعيها لتحقيق مفهوم الذكاء الاصطناعي للمدن وذلك عبر إقامة العديد من المشاريع الذكية التي تقوم على مبدأ الاستدامة الحضرية والاتصالات الرقمية, حيث ان توظيف الذكاء الاصطناعي، في التخطيط الحضري يأتي من وضع إطار مفاهيمي متكامل للمدينة اعتمادا على دور الذكاء الاصطناعي ( Al ) والتعلم الآلي ( ML ) في تطوير وتحويل معظم الأنشطة والقطاعات الأساسية بالمدن القائمة وتحويلها إلى أنشطة وقطاعات ذكية تتناغم فيما بينها لتحقق منظومة حضرية متكاملة.

اين يتلكأ التخطيط الحضري التقليدي اليوم :

         يعيش أكثر من 56% من سكان العالم في المناطق الحضرية، ويُعمل مخططو المدن الحديثة لمواكبة وتيرة النمو المتسارع حيث ان غالبًا ما تعتمد أساليب التخطيط التقليدية على بيانات قديمة، مما يؤدي إلى تصميمات غير فعّالة تفشل في تلبية الاحتياجات الديناميكية لسكان المناطق الحضرية, على سبيل المثال، في المدن العالمية الكبرى مثل مكسيكو سيتي وتشيناي ، يعيش أقل من نصف السكان على بُعد 500 متر سيرًا على الأقدام من محطة النقل العام. ويحدث هذا لأن العديد من المواطنين يعتمدون على خيارات النقل الجماعي غير الرسمية التي تفتقر إلى التتبع والمعايير. يمكن لمؤشرات التخطيط الذكاء معالجة هذه القيود بفضل قدرته على تحليل نقاط بيانات متعددة وتقديم تنبؤات دقيقة      

      ويشير المفهوم التقليدي للتخطيط الحضري بانه تخطيط  المستقبلي للمدن, يحث يعد مجال شامل ومتعدد للقطاعات (السكن والتعليم والصحة والنقل والترفيه والتجارة والصرف الصحي والامن وغيرها) اذ يتشاور ممارسوه مع السكان ويستمعون إلى احتياجاتهم. وبناءً على هذه التعليقات يصممون المناظر الطبيعية والمباني حيث سيعيش الناس ويمارسون حياتهم العامة والخاصة.      

    حقيقة ان سيادة المفهوم التقليدي للتخطيط الحضري بكونه ممارسة الإجراءات خاصة يضبط من خلالها استخدام الأرض الحضرية بهدف تحقيق أوضاع ملائمة وعادلة في مجال حياة السكان كافة كالإسكان والصحة والترفيه والخدمات والتعليم بما ينسجم مع متغيرات أنماط الحياة عامة الا ان التحول السرع الذي احدثته التكنلوجيا الحديثة في مجالات الحياة المختلفة لا سيما في مجال تخطيط المستوطنات الحضرية شكل انعطافه علمية جديدة في فلسفة تخطيط المدينة المعاصرة خلق نوعا من التحدي العلمي والثقافي امام مخططي المدن بالخصوص بعد ان شاع تداول مفاهيم )المدينة الذكية، التخطيط الذكي، الذكاء الاصطناعي للمدن( وغيرها من التوجهات الحضرية والنظريات التخطيطية التي تأخذ بيد المدينة للولوج الى فضاءات ارحب تختلف فيها من التوجهات الحضرية والنظريات التخطيطية التي تأخذ بيد المدينة للولوج الى فضاءات ارحب تختلف فيها هيئة المدينة عن ما هي عليه الان، لذا جاء مفهوم التخطيط الذكي للمدن بوصفه خطوة تقنية وباعتباره منهج تنظيم موارد المدينة وادارتها من خلال الهندسة المعرفية وقواعد البيانات الخاصة بالمدينة والممثلة على شكل خرائط الكترونية قابلة للابتكار والتغيير والتحديث ومستندة على تقنية قواعد البيانات الحضرية وهذا النوع من التخطيط ينتج ما يعرف بالمدينة الذكية التي تعرف بانها المدينة التي يتم فيها دمج تكنلوجيا المعلومات والاتصالات مع البنى التحتية التقليدية بصيغة منسقة ومتكاملة باستخدام تقنيات رقمية جديدة.

لذلك فان إحدى أهم مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط الحضري هو أنه يوفر رؤى تعتمد على البيانات من أجل اتخاذ القرار, على سبيل المثال يمكن لخوارزميات التعلم الآلي تحليل أنماط حركة المرور واقتراح تغييرات على شبكات الطرق التي تقلل الازدحام والانبعاثات. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المخططين على تصور سيناريوهات ونتائج متعددة في وقت واحد من خلال محاكاة تصميمات أو مواد أو طرق بناء مختلفة.

     و يمهد بذلك التخطيط الحضري المبني على الذكاء الاصطناعي، الطريق، نحو مستقبل المدن المستدامة من خلال توظيف التطورات التقنية المختلفة التي تجعل المدن الذكية واقعاً ملموساً, وبالنظر لتلك التقنيات الجديدة وقدرتها الكامنة على تحويل مدننا الحالية لأماكن رحبة صديقة للبيئة، تصبح الأمور أكثر واقعية, لذا فان مسارات عمل المدن والتحضر في الوقت الراهن تحتاج إلى بناء بيئات حضرية ملائمة للعيش، شاملة، مستدامة، ومرنة، مع التركيز على الرقمنة والابتكار كمحركين رئيسيين لتحسين الحياة وسبل العيش, يشمل ذلك التركيز بشكل خاص على صياغة سياسات لدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة، ودعم تطوير النظم البيئية المحلية، وبناء المهارات والقدرات اللازمة للاستفادة من التكنولوجيا الرقمية، وتحديد الحلول الأنسب لها وتنفيذها.

     مما تقدم فان تلك الثورة التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي تتخطى منهجيتنا الفكرية التقليدية في علم التخطيط الحضري، لتقفز بالمدن إلى آفاق أكثر استدامة وقابلية للعيش بآثار بيئية أقل.

الخلاصة:

      بينما تتصاعد معدلات النمو الحضري، تتزايد أهمية النقاش حول مستقبل المدن وسماتها العامة التي ستشكل نمط الحياة المستقبلية بالمناطق الحضرية ستستمر التكنولوجيا في لعب دورها المتزايد الأهمية بتشكيل ملامح التخطيط للمدن، فمبادرات التخطيط الرقمي يتم تطبيقها بالفعل حول العالم باستخدام البيانات والتقنيات اللازمة لتحسين كل القطاعات، بدءاً من التدفق المروري وانتهاءً بإدارة المخلفات وادارة التلوث.

المشـاهدات 26   تاريخ الإضافـة 15/09/2025   رقم المحتوى 66695
أضف تقييـم