النـص :
اختتمت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة ببيان ختامي احتوى على مجموعة من الإدانة والاستنكار والتحذيرات إذ تضمن النص الرسمي إدانة العدوان الصهيوني واستنكار الهجوم الدعوة لتوحيد الجهود، والتحذير من تبعات التصعيد. كلمات قوية على الورق لكنها جاءت ضعيفة في مواجهة حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة حيث تتواصل حملات التهجير، القتل، الجوع، وتدمير البنى التحتية بشكل يومي.البيان لم يشر إلى أي إجراءات ملموسة يمكن أن تردع الاعتداءات أو تحمي المدنيين مثل فرض عقوبات على الكيان او سحب السفراء عن الدول المطبعة أو استخدام أدوات الضغط الاقتصادي والعسكري المتاحة. وبهذا حافظت القمم على التقليد الطويل لعقود من الزمن (ندين ونستنكر) فقط بينما الواقع على الأرض يتطلب قرارات جريئة وحازمة، إضافة إلى ذلك انعقدت القمة على خلفية العدوان على قطر واستهداف قادة حماس أثناء المفاوضات الجارية ما جعل هذه الأحداث محور النقاشات ورغم الأهمية القصوى لهذه التطورات ركز البيان الختامي على الإدانة والاستنكار والتحذير من تبعات العدوان دون اتخاذ خطوات عملية ملموسة مما يعكس استمرار التقليد الدبلوماسي العربي في التصريحات الرمزية مقابل غياب القرارات التنفيذية الحاسمة.في حين قدم العراق 4 مقترحات وهي: إصدار موقف عربي وإسلامي موحد يدين الاعتداء على دولة قطر وتشكيل لجنة عربية إسلامية مشتركة لنقل موقف القمة أمام مجلس الأمن والجهات الدولية والتعامل مع أي اعتداء على أي دولة عربية أو إسلامية باعتباره تهديداً لكل دول الكتلتين ووضع خريطة طريق شاملة لوقف إطلاق النار بشكل كامل في غزة تعد ابرز ماطرح في قمة الدوحة.مع ذلك، يرى بعض المحللين أن القمة تمثل انتقالة نوعية على مستوى التوافق العربي ضد الكيان الصهيوني، من خلال التأكيد على الوحدة والتضامن الرمزي. فبينما غاب التطبيق العملي للقرارات، ظل هناك إرادة سياسية واضحة لتوحيد الصفوف العربية والإسلامية ضد الانتهاكات.النقد هنا لا يلغي الأمل؛ إذ إن الكلمة الأولى للسلام والحماية تبدأ بالإدانة والرفض، لكن القوة الحقيقية لأي موقف عربي ستظهر عند تحويل هذه الكلمات إلى أفعال ملموسة، عبر أدوات ضغط سياسية واقتصادية وعسكرية حقيقية. وتظل هذه الإشارات في البيان نقطة بداية يمكن البناء عليها، إذا ما ترافق الالتزام بالكلمة مع شجاعة القرار والمبادرة العملية.في النهاية، القمة كشفت فجوة واضحة بين حجم المأساة الإنسانية في غزة والتصريحات الرسمية للعرب وافرزت بيانا كلاسيكياً، لكنها أيضًا أعادت التأكيد على قدرة الأمة العربية والإسلامية على التوحد في المواقف. فالمأمول أن تكون هذه القمم القادمة ليس مجرد إدانة واستنكار على الورق، بل منصة لخطوات عملية تنقذ الأرواح وتحمي الحقوق، وتضع حداً للتجاوزات المستمرة التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
|