خطاب الكراهية لا يليق بالمجتمع المتحضّر
![]() |
| خطاب الكراهية لا يليق بالمجتمع المتحضّر |
|
رأي الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب باسم الشيخ |
| النـص :
ما يثير السخط ويشعر المتابع بالسوء وهو يرقب مسار الخطاب الدعائي السياسي لأهم وأكبر القوى المتنافسة في السباق الانتخابي التي تستعد لاختبار حظوظها في الدورة السادسة لمجلس النواب العراقي وما يدفع الناخب للتفكير بالعزوف عن المشاركة هو هذا الكم الكبير من البغضاء والكراهية التي تفوح رائحتها من الحملات الدعائية والموجهة من تحالف لتحالف آخر أو قائمة لقائمة أخرى ومن مكوّن لمكوّن آخر. هذه الخشونة في الخطاب وتوجيه سهام التخوين والعداء والرفض المطلق وتحميل الأطراف لبعضها البعض مسؤولية ما حدث وما يحدث وما سيحدث تؤكد وبشكل قاطع أن التجربة الديمقراطية طوال السنوات الماضية لم تنجح في ترويض نزعات الاستبداد والاحتكار والتسلّط التي يفترض أنها أسهمت في إلغائها وغلبت مشاعر التسامح والتساهل والعفو والنظر إلى المستقبل بعين المشاركة الإيجابية ومغادرة نزعة الإلغاء والتجني ومحاولات الاغتيال السياسي المستمرة والتي تمارسها أغلب القوى السياسية بمجرّد الاحتكاك تنافسياً لتجدها تشحذ جميع وسائلها المشروعة وغير المشروعة للنيل من الطرف الآخر وقذفه بأقذع الصفات وتحميله المسؤولية عن كل الأخطاء بل واتهامه بدون أدلة أو براهين والارتكاب عليه لمجرّد الاختلاف السياسي معه أو أنه أصبح يشكّل تهديداً لمساحة نفوذ المنافس. تعكير الأجواء السياسية وشحنها بكميات كبيرة من خطاب الكراهية واستعداء الآخرين بعيداً عن الممارسات السليمة والقويمة للتنافس الحرّ المتكافئ بما يطرح من برامج انتخابية تحفّز الناخب للمشاركة الواسعة وتدفعه لاختيار الأفضل على أساس الكفاءة والنزاهة والجدارة وليس استناداً لقدرته على سحق الآخرين والفوز عليهم بالدعاية الملفّقة وتسقّط الأخطاء والنبش في سجلات التواريخ المحسومة سلفاً بالقانون أو بالاتفاق أو بالتسويات. ما يسيء حقاً للممارسة الانتخابية باعتبارها وسيلة ديمقراطية تعكس رقي المجتمع وقدرته على الانتقال بالوعي إلى مستوى يؤهله ليكون بمصاف المجتمعات المتحضرة التي تجاوزت أخطاءها ومشكلاتها واحتوتها واستطاعت أن تؤسس لعلاقات إنسانية قويمة تتضح بشكل جلي في طريقة التعبير عن الاختلاف من دون التجاوز على آدمية المنافس أو المختلف معه. باسم الشيخ |
| المشـاهدات 217 تاريخ الإضافـة 21/09/2025 رقم المحتوى 66767 |
توقيـت بغداد








