الأحد 2025/10/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
نيوز بار
حب الظهور وهوس الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي آفة العصر
حب الظهور وهوس الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي آفة العصر
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م.د. صدام العبيدي
النـص :

 

 

 

من طبيعة الإنسان أنه يميل إلى حب الشهرة وطلب السمعة، ويتطلع إلى التميز على أقرانه، والترفع على زملائه، فالكل يبحث عن التقدير، وهذا يرجع إلى أن الاحتياجات البشرية كالسلم كلما صعدت مرحلة منها تطمح أن تصعد الأخرى، وعالم النفس الاميركي أبراهام ماسلو يوضح احتياجات الإنسان من خلال الدراسات التي قام بها على زائري عيادته موضحاً أن تلك الاحتياجات تكون على النحو التالي: في البدء يحتاج الإنسان إلى إشباع رغباته الفسيولوجية، ثم الأمنية، مرورا بالرغبات الاجتماعية، ليقف به التدرج عند الحاجة إلى التقدير، ثم يمضي إلى الحاجة الذاتية في التميز والتفرد. فتأمين الأكل والشرب والمسكن والملبس والصحة والأمن أهم احتياجات الانسان ثم تتصاعد الاحتياجات وتزداد شيئاً فشيئاً حتى يطمح الإنسان إلى التمير والتفرد والإشارة إليه باللبان، ولا ضير في ذلك إذا كان في حدود المعقول، وإذا كان ذلك الميل للشهرة وحب الظهور يأتي للإنسان بعد قيامه بأعمال وإنجازات نافعة للناس والمجتمع، فكل إنسان يحب أن يقدر علمه، ويشاد بعلمه من قبل الآخرين، فمن يفني عمره في العلم والبحث، ويقضي وقته في أعمال نافعة لمجتمعه ووطنه يستحق التقدير والإشادة به، وتمييزه عن الآخرين لكن من غير مغالاة ولا تعظيم، فالعظمة لله وحده، وهو صاحب الفضل وحده أولاً وآخراً على كل إنسان مبدع ومتميز في ميدانه، وتخصصه، وعمله، أما محاولة تصدر المشهد الاجتماعي من قبل أشخاص فارغون لم يقدموا أي خدمة أو نفع أو فائدة للناس وللمجتمع فتلك آفة الآفات، ومصيبة المصائب, حيث يظهر لنا بين فترة وأخرى أشخاص فارغون بتصرفات وأفعال تافهة غايتها حب الظهور والشهرة ليس إلا، فحب الظهور والهوس بالشهرة -خصوصاً عند الشباب- في مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم ظاهرة ماثلة للعيان فيندفع إليها الشباب مهما كلفهم الأمر من ضريبة تدفع من سمعتهم وسمعة عوائلهم، أو إساءة وتعدي على قيم ومبادئ وأعراف مجتمعاتهم، ومما سهل مهمة هؤلاء -وللأسف الشديد- التقدم التقني والتطور التكنلوجي، فصارت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة لنشر تفاهاتهم حتى أصحبوا مشهورين أكثر بمئات المرات من كبار العلماء والمفكرين والباحثين والمخترعين والكُتّاب والمؤلفين، فصارت الشهرة والنجومية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي لا تحتاج إلى علم، أو عمل، أو إبداع، أو تميز، أو تقديم خدمة مفيدة ونافعة للمجتمع، وإنما رأس مالها الظهور بقول، أو فعل، أو تصرف يلفت الانتباه، ويثير الاستغراب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لتصبح مشهوراً وتتصدر المشهد الاجتماعي مهما كان المحتوى الذي ظهرت به، إن الرغبة في الشهرة والتطلع لها من قبل هؤلاء غاية طموحهم ونهاية مقاصدهم، لسد نقص في أنفسهم، أو لتحقيق رغباتهم الشخصية، ولا يهم بعد ذلك نوع المحتوى الذي خرجوا فيه من قول أو فعل أو تصرف فيه إهانة لدين أو لمعتقد، أو فيه إساءة لقيم المجتمع، أو تعدي على مبادئه، أو تجاوز على تقاليده وأعرافه. لذا ندعوا لجنة المحتوى الهابط في وزارة الداخلية إلى تكثيف عملها وتفعيل دورها للتصدي لكل قول أو تصرف أو فعل فيه إساءة لدين الناس أو معتقدهم، أو فيه تحريض على الطائفية والكراهية من خلال الخطابات والتصريحات الداعية لذلك والترويج لها، أو فيه تعدي على قيم ومبادئ وأعراف المجتمع العراقي، وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يقدم على هذه الأمور؛ حتى يتحقق الردع والزجر لكل من تحدثه نفسه القيام بمثل هذه التصرفات والأفعال.  

المشـاهدات 676   تاريخ الإضافـة 21/09/2025   رقم المحتوى 66770
أضف تقييـم