النـص : طموح الطلبة العراقيين في اكمال الدراسات العليا في تونس حلماً اُجهض قبل ان يرى النور، فبعد ان فتحت تونس ابواب جامعاتها امام الطلبة العراقيين اعادت النظر في قرارها والغت جميع القبولات بعد شهر او شهرين من التقديم،في ايار ٢٠٢٤ وقعت بغداد وتونس عدة اتفاقيات في مجالات واسعة (الصحة والامن والتعليم والمبادلات التجارية والمجال الصناعي والامني والاجتماعي والديني) ومواضيع اخرى تعزز التقارب بين البلدين وعلى اثرها الغت الحكومة التونسية تأشيرة الدخول للعراقيين في بادرة موفقة لأستكمال التقارب وتحسين علاقات الجوار، لكن قرار الغاء القبولات جاء صادما مما اثار موجة استياء بين الطلبة خصوصا انتهاء مواعيد التقديم للدراسات العليا، فتعتبر هذه السنة ضاعت عليهم بسبب قرار تونس الشقيقة وهو ما أثار قلقًا واسعًا بينهم وتساؤلات مطالبين وزارتي التعليم العالي والخارجية بمتابعة الموضوع ومعرفة اسباب الاقصاء الذي وضع مستقبلهم التعليمي في خطر التأجيل والتأخير ومعالجة اوضاعهم الدراسية لهذا العام، وفي هذا الموقف المشابه لمواقف كثيرة اخرى من الدول المجاورة التي انتفعت من العراق ولم تنفعه يوما واستغلت امواله واقتصاده تحت عنوان اتفاقيات ثنائية وتبادل العلاقات ولم تسدي للعراق اي منافع تذكر، بالمقابل حصلت دول الجوار على امتيازات الاتفاقيات مع العراق وعاد العراق خالي الوفاض من التزاماتها، فهل ستتمكن وزارة الخارجية العراقية ووزارة التعليم من ان تعيد للطلاب حقوقهم في هذه السنة الدراسية الضائعة وتحقق طموحهم في اكمال دراستهم في تونس؟؟ عقبات كثيرة امام الطالب العراقي لأكمال الدراسات العليا، ففي العراق مقاعد محدودة ومنافسة كبيرة وفي خارج العراق اجراءات كثيرة معقدة يقطعها شباب المستقبل لتطوير مسيرتهم الدراسية والمهنية ويصرفون مبالغ كبيرة اما المنح التي تعلن عنها وزارة التعليم فهي لا تناسب الكثير منهم لأحتوائها على شرط العمر لا يتجاوز سن ٣٣ او ٢٨ في بعض البعثات للماجستير، وفي ظل الظروف الصعبة يتخرج الطالب العراقي ليعمل لأعالة نفسه وذويه وعندما يبدا بتحسين مستواه المعيشي يجد نفسه عبر الثلاثين ولا تنطبق عليه شروط البعثات المدعومة فيضطر الى السفر لأكمال دراسته الاكاديمية حتى لا تضيع سنوات عمره وهو ينافس في الجامعات العراقية على مقاعد محدودة قد يكسبها الخريجون الجدد،، هل التفت السيد وزير التعليم الى معاناة شريحة كببرة من ابناء الشعب العراقي والمواطن البسيط الذي لا يمتلك وسائل الراحة والامكانات المادية لمباشرة دراسته بعد التخرج؟ هذه المعاناة يحملها الطلاب الى بلدان مجاورة او حتى دول بعيدة، آملين ان يحصلوا على فرص تعليمية ويرتقوا مناصب علمية فيواجهوا شتى الصعوبات، ففي مصر الشقيقة وذات الجامعات الرصينة يضطهد الطالب العراقي بأضافة سنوات اخرى له حتى تستفاد الجامعات المصرية ماديا من العراقيين فتصبح السنين مضاعفة والاجور مضاعفة وبدل ان يكمل الماجستير في سنتين تصبح ٣ او اكثر وكذلك بعض البلدان الاخرى، ثم جاءت تونس لتقتل امل الوافدين عليها من ابنائنا،، فما هو الحل ياترى هل يلتفت لهم السيد وزير التعليم ويصوغ قرارات تصب في مصلحة الطالب الذي يدرس خارج العراق او هل سيمدد عمر المتقدمين على البعثات او هل سيزيد من مقاعد التعليم في الجامعات العراقية ام ان المعاناة ستستمر للاجيال القادمة!!
|