الثلاثاء 2025/10/14 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 16.95 مئويـة
نيوز بار
في الهواء الطلق قدرة الجماهير على التغيير
في الهواء الطلق قدرة الجماهير على التغيير
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

 

 

تؤكد الدراسات العلمية في وسائل الاتصال والاعلام وجود ثلاث جهات تتبادل ادوار التفاعل والتأثير فيما بينها في موضوعة تحديد الاولويات هي : اجندات وسائل الاعلام ، اجندات الرأي العام ، اجندات قادة الرأي.

ففي البلدان المستقرة والمتقدمة تتم دراسة التفاعلات بين تلك الاجندات ومدى تأثير الواحدة على الاخرى ، و قد اشار باحثون الى ان اولويات وسائل الاعلام غالباً ما يكون لها التأثير الاكبر في تحديد اولويات الجمهور ، صحيح ان وسائل الاعلام لا تعلم كيف يفكر الجمهور ، الا انها تستدرجه الى (بماذا يفكر؟) وبعبارة ابسط بماذا ينشغل؟ وليفكر بهذا الانشغال كيفما يشاء!

في الدول التي يتوفر فيها قادة رأي لهم فاعليتهم وقدرتهم على التأثير في اولويات الرأي العام ، وارتباطهم وعلاقاتهم مع وسائل الاعلام ، يمكن لهؤلاء القادة ان يؤثروا في الرأي العام الجماهيري سيما فئة الطبقات المنقادة من الجماهير التي تتبع رأي قادتها بصرف النظر عن حجم جماهيرية وتوجه اولئك القادة.
في العراق تعد السلطة القابضة والمسيطرة على الرأي الجماهيري ، هي سلطة الحكومة المستمدة قوتها ليس من مؤسسات الدولة وقدراتها المالية والمادية فحسب ، وانما من تشكيلها الناتج عن الاحزاب والتكتلات السياسية في البلد ، التي يفترض بها ان تكون الوسيط بين اولويات وتطلعات الجماهيرـ والحكومة او السلطة ، كما ان اولويات (اجندات) الاعلام ، هي الاخرى مستمدة رؤيتها ومنهجيتها واهدافها من ذات الاصول (غالبا) اي ان معظم وسائل الاعلام المؤثرة في الرأي العام هي بالاساس تابعة للسلطة والاحزاب ، وبالتالي يفقدها دورها الاهم في اداء رسالتها وصوتها (الحر) الهادف الى نقل وايصال اولويات الجماهير للاجندات الاخرى البعيدة عن الجماهير او التي لا تعرف اولوياتهم بشكل واع وعلى نحو مدروس.

ان انعدام تنظيم الاولويات بين السلطة والاحزاب ووسائل الاعلام والجهات المؤثرة في الرأي العام ، يفقدها فرصة ترتيب المتطلبات والاهداف الوطنية ، ويفقدها دور الجهات الساندة لها او يضعف من قدرتها على ممارسة دورها بشكل فعال لا سيما في ظل وجود التضييقات المالية وصعوبة نجاح الاعلام المستقل جراء تهميشه واضعافه.
ان توفر الجهات العلمية واجراء الدراسات والبحوث الحقيقية الملامسة لهموم واحتياجات ومطالب الشعب ، كفيلة بمعالجة الانفعالات الجماهيرية الغاضبة والمعبرة عن رأيها وحقها في توفير سبل العيش الكريم وتحطيم اصنام الطبقية المقيتة.
ومن المعلوم ان اي سلطة او حكومة غير قادرة على تلبية اولويات الجماهير دفعة واحدة لاسباب عدة ، اقتصادية ، لوجستية فنية ، ووجود تحديات من انواع مختلفة ، لكنها قادرة على البدء بالتلبية التدريجية المدروسة المسبوقة اولاً بمسوحات للرأي العام لتحديد وتثبيت الاولويات الاكثر ضرورة والحاحاً لدى الناس بشكل عام ، مع اعطائهم حرية اختيار تلك الاولويات ، وثانياً عبر اجراء مسوحات يتم تحديد الاولويات فيها مسبقاً من الجهة القائمة بالمسح او الاستبيان على ان يكون تصنيف الاولوية وتسلسلها على اساس حرية المستفتى ، وبنفس الطريقة او باضافة التعديلات والتسهيلات الممكنة وبتحديد السقوف الزمنية والمسؤوليات يمكن الخروج بنتائج تعطي خارطة طريق للحكومة والاحزاب للعمل وفقها وبافعال واقعية يستشعرها الناس للخروج من المنزلقات والمنعطفات السلطوية والحزبية التي لن تنتهي ما لم تكتسب قوتها وشرعيتها من اغلبية الجماهير ، وهو ما سيصار اليه في القادم القريب ام البعيد.

اما الابقاء على تشويش الرأي العام وابعاده عن التفكير في اولوياته فهو سلاح الجبناء الذين لن يصمدوا طويلا امام قدرة وقوة الجماهير على التغيير.
 

 

المشـاهدات 31   تاريخ الإضافـة 13/10/2025   رقم المحتوى 67321
أضف تقييـم