متابعة ـ الدستور الرياضي

مهمة كبيرة تنتظر المنتخب السعودي، بعد تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، في صيف العام المقبل.وتأهل المنتخب السعودي للمونديال للمرة السابعة في تاريخه، والثالثة على التوالي، عقب التعادل مع العراق سلبيًا، أول أمس الثلاثاء، ليتصدر مجموعته الثانية في الملحق الآسيوي برصيد 4 نقاط، بفارق الأهداف المسجلة أمام "أسود الرافدين".المهمة الكبيرة التي تنتظر المنتحب السعودي لن تكون فقط في بطولة كأس العالم ذاتها، ولكن قبل ذلك في الاستعداد لتلك البطولة على الوجه الأمثل، من أجل تحقيق الهدف المنشود.الهدف المنشود هنا لا بد أن يكون عبور دور المجموعات في بداية الأمر، لا سيما مع زيادة فرص التأهل، في ظل تأهل أصحاب المراكز الأولى والثانية، بالإضافة إلى أفضل 8 منتخبات من أصحاب المركز الثالث في 12 مجموعة.ومن أجل تحقيق هذا الهدف، فلا بد من تخطيط جيد لاستغلال أمثل للفترة المتبقية حتى انطلاق كأس العالم، والتي تصل لنحو 8 شهور، وكذلك التوقفات التي ستكون خلالها، وهي 4 في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار ويونيو/حزيران.

استقرار فني

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يجب على المنتخب السعودي توفير حالة من الاستقرار الفني، سواء على مستوى الجهاز الفني أو اللاعبين.ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أكد أن الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب، سيبقى في منصبه خلال نهائيات كأس العالم، وكذلك في كأس أمم آسيا 2027، وهو الأمر الأكثر أهمية.بقاء رينارد سيضمن استمرار سير قطار المنتخب السعودي على القضبان، حتى وإن كان سيره بطيئًا، لكنه سيستفيد من استمرار تدفق نفس الأفكار التكتيكية عن طريق نفس المرسل إلى نفس المستقبلين.أما في حالة رحيله، فإن لاعبي المنتخب السعودي سيبدأون في التعامل مع مدرب بشخصية جديدة، وأفكار مختلفة، وطريقة تعامل أخرى، وهو ما لا يمكن استيعابه في 4 توقفات دولية فقط قبل المونديال.وسيكون الأمر أشبه بالمقامرة غير محسوبة العواقب، وغير المحمودة أيضًا، والمدير الفني الجديد لن يكون مسؤولًا بالتأكيد عن نتائج منتخب تولى قيادته قبل أقل من عام على المونديال، ما يعني خسارة كل شيء.

قوام رئيسي

من أجل المزيد من الاستقرار الفني، سيكون على الجهاز الفني نفسه بعد تجديد الثقة فيه والرهان على استمراره، أن يراهن هو الآخر على عناصر محددة من اللاعبين، من أجل تكثيف عملية نقل الأفكار إليهم.وبحسب تقارير صحفية مؤخرًا، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يدرس زيادة عدد اللاعبين في قائمة كل منتخب إلى 30 لاعبًا بدلًا من 26، لتفادي الإجهاد الذي قد يتعرض له اللاعبون في ظل تلاحم المواسم.وبناء على هذا العدد، يجب على المدرب الفرنسي ألا تزيد اختياراته عن 35 لاعبًا على الأكثر خلال فترات التوقف الدولي المقبلة، بواقع 30 أساسيين و5 كبدلاء يمكن الاستعانة بهم حال تعرض أيٍ من لاعبي القائمة الأساسية للإصابة.تخفيض عدد اللاعبين يساعد دومًا على نقل الأفكار بشكل أفضل إلى عناصر محددة ستكون منوطة بشكل أكبر بتمثيل الفريق على أرض الملعب.ولن يكون هذا خيارًا سهلًا، فبحسب صحيفة "الرياضية" السعودية، شارك 49 لاعبًا مع المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2026، ما يعني أن رينارد سيكون في حاجة إلى تجاهل ما يقرب من ثلثهم.

تعديل التصنيف

من الآن وحتى انطلاق كأس العالم 2026، سيخوض المنتخب السعودي 4 توقفات دولية، الأول في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسيخوض فيه "الأخضر"مباراتين وديتين لم يتم تحديدهما حتى الوقت الراهن.ويجب أن يكون المنتخبان في متناول المنتخب السعودي، حتى يتمكن من الفوز عليهما، من أجل زيادة عدد نقاطه ورفع ترتيبه في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، قبل قرعة كأس العالم في ديسمبر/كانون الأول المقبل.ويحتل المنتخب السعودي المركز الـ59 عالميًا في الوقت الحالي، وهو ما قد يصعب من مهمته بشكل كبير، حيث سيكون في التصنيف الرابع على الأغلب، ما يجعل من منافسيه في المجموعة منتخبات أعلى منه.

كأس العرب

أما التوقف الدولي الثاني فسيكون في ديسمبر/كانون الأول، حين يخوض المنتخب السعودي بطولة كأس العرب في العاصمة القطرية الدوحة.وبحسب ما أعلنه ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، فإن المنتخب السعودي سيشارك في البطولة بقوامه الرئيسي، وهو الخيار الأمثل، لأنها ستكون الاحتكاك شبه الرسمي الوحيد قبل المونديال.وسيكون على رينارد خوض مباريات كأس العرب بأقصى قوة، وكأنها بطولة رسمية يسعى للفوز بها، من أجل وضع يده على نقاط الضعف بوضوح قبل خوض آخر توقفين قبل انطلاق المونديال.يُذكر أن المنتخب السعودي يقع في المجموعة الثانية ضمن منافسات كأس العرب، إلى جانب منتخب المغرب، مع الفائز من مواجهة عمان والصومال، وكذلك الفائز من لقاء اليمن ضد جزر القمر.

المراجعة النهائية

التوقف الثالث سيكون في مارس/آذار المقبل، وهو الأول الذي سيتمكن فيه المنتخب السعودي من خوض مباريات ودية بعد التعرف على منافسيه في كأس العالم، وفقًا لما ستُسفر عنه القرعة في ديسمبر/كانون الأول.وسيكون من اللازم مواجهة منتخبات قريبة من تلك التي سيقابلها "الأخضر" في المونديال الأمريكي، وتجربة الطريقة التي سيتم الاعتماد عليها أمامها، دفاعًا وهجومًا، من أجل مزيد من استكشاف نقاط القوة والضعف.الأمر نفسه ينطبق على التوقف الدولي الأخير قبل المونديال، والذي سيكون في يونيو/حزيران المقبل، قبل أيام من نقطة الانطلاق.وسيكون على المنتخب السعودي مواجهة منتخبات مشابهة لمنافسيه في المجموعة، لكن بمستويات أضعف وبحدة أقل، لعدم التعرض لإصابات مفاجئة قد تربك الحسابات قبل بداية البطولة.