الخميس 2025/10/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
نيوز بار
التطبيع او الحرب
التطبيع او الحرب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الشرع
النـص :

 

 

 

كانت خطط نتنياهو بقتل او تهجير الشعب الفلسطيني واخراجه من جميع المناطق التي يتواجد عليها تسير من دون اي عائق ولا اعتراض من اية جهة اقليمية او دولية والا ماذا يعني الاهتمام الكبير  بأسرى الكيان الإسرائيلي الذين لا يتجاوز عددهم 50 شخصاً بينما يغض الظر عن قتل  المئات من الفلسطينيين كل يوم معظمهم من الأطفال حتى تجاوز العدد 67 الف انسان، ولم تذرف لاجلهم اي دمعة بل التهديد والوعيد ينزل كل يوم ضد حماس، ويشاركهم ترامب نفسه في التهديد ولا يذكر سوى انهاء معاناة اسرى الكيان اما القتلى من الفلسطينيين فلا عزاء لهم، ولم يجري ذكرهم ولو بزلة لسان واحدة من ترامب الكثير الزلل والخطل. وكانت ستستمر الأمور على هذا المنوال حتى يتم تصفية الشعب الفلسطيني وليست القضية الفلسطينية فقط، فالجميع يريد ان يتخلص من حماس ذات التوجه المعادي للأنظمة العربية الى ان ارتكب نتنياهو الخطأ الكبير -بدعم وعلم من ترامب- بمهاجمة قطر الراعية لمصالحه في المنطقة. هاهنا انقلب المسار وتغيرت الدنيا فقد وصل التهديد الى عقر دار الامراء والملوك، وتبددت شعارات نتنياهو التي كان يلهج بها ويحشد به الدول العربية ضد ايران وهي ان ايران الشيعية (بل كل الشيعة) هي العدو المشترك للكيان والدول السنية. وبعد هذه الحادثة صار معلوم لدى الشعوب وقادة الدول السنية لاسيما الامراء والملوك انه لا يمكن الوثوق بنتنياهو ولا أمريكا.هذا الحدث دفع ترامب في الى القيام بعدة إجراءات لاعادة بناء الثقة لدى دول الخليج واشعارهم ان أمريكا وترامب معهم ومن هذه الإجراءات المديح لهم وصدور الامر التنفيذي بخصوص مهاجمة قطر، ولكن الثقة في الواقع اهتزت ولن تعود الى سابق عهدها حتى لو اصدر ترامب كل يوم امر تنفيذي، فالامراء والملوك ليسوا كالرؤساء يمكن ان ينسوا مادام التهديد طال عروشهم. ثم جاء امر إيقاف حرب غزة كورقة لمنع دول الخليج من فقدان الثقة بامريكا والكيان والميل نحو ايران او الاصطفاف معها ربما. ولكن لم يكن المراد القضاء على قادة حماس في قطر بل أرادوا من ضرب الدوحة ان يوصلوا رسالة واضحة للعرب وللعالم الإسلامي وهي اما ان تقبلوا بالتطبيع او الحرب التي طالت غزة ولبنان وايران ولا زالت لم تتوقف في لبنان حتى دفعت الرئيس اللبناني للقول انه (لابد من التفاوض المباشر مع اسرائيل). ولعل الجميع سمع نغمة السلام من ترامب حيث يكرر ان السلام سيعم في الشرق الأوسط، وكيف يمكن ان يعم السلام في الشرق الأوسط ما لم يحصل تطبيع مع الكيان او ان الكيان يحتل كل دول المجاورة له لغرض تأمين حماية للكيان؟ والتطبيع لن يتحقق الا اذا قبل الكيان بقيام دولة فلسطينية مستقلة وهذا لن يحصل حسب تصريحات المتطرفون في الكيان، واذا قامت هذه الدولة سيبقى الكيان مهددا ولن يشعر بالأمان. كما ان التطبيع لن يكون سهلا كما كان من قبل فقد تعمق الحقد في النفوس على الكيان بحيث لا يمكن ان ييسروا بأمان في اية دولة عربية وإسلامية. والاتفاق الأخير حتى مع عودة اسرى الكيان قد ينهار في اي لحظة، فليس فقط الاسرى هم من يشحنوا الحرب كي تستمر بل نزع سلاح حماس وإدارة اجنبية لقطاع غزة يرأسها ترامب وهي تعني تهجير للفلسطينيين لكن بطريقة أخرى التفافية لخطة ترامب بالاستيلاء على غزة.والمشكلة هي ليست في نزع سلاح حماس الذي سيتخذها الكيان ذريعة لمواصلة القتال في غزة، فحتى لو تم نزع السلاح فأن الخطط قائمة لضم جميع أراضي الفلسطينيين الى الكيان، والدليل هو تصريحاتهم بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية مجاورة لهم. فالغاية هي جعل جميع فلسطين خالصة لليهود والا كان من الممكن التطبيع مع الفلسطينيين  انفسهم، ولنسى الفلسطينيون مطالبتهم بدولة مستقلة اذا عاشوا في رخاء، بينما يصر الكيان على التطبيع مع العالم الاسلامي لاسيما دول الجوار العربية. ولهذا لن تتوقف هذه الحرب؛ لأن غايتها ليس نزع سلاح حماس او طردها من غزة بل هو التطبيع مع الدول المحيطة بها تطبيعاً كاملاً مع الشعوب وليس الحكام فقط وهم يعلمون ان ذلك غير ممكن ان يقع الا من خلال الحرب والتخويف بها. وحينها من يقرر ذلك هو مدى خضوع الشعب العربي لتخويف الكيان لهم بالابادة التي ستعود الى غزة. والتهديدات بدأت تظهر وكان من المتوقع ان تظهر ولا يمكن الثقة لا بترامب ولا قادة الكيان، ومن يثق بهم الا مغرر به او متآمر للإطاحة باستقلال الامة. ولن ينعم الكيان بهذه البيئة الامنة التي يحاول فرضها بالقوة من قبول تواجد المستوطنين بين العرب في اي مكان الا من خلال قتل العرب جميعا؛ لأن العرب لن يقبلوا اندماج المستوطنين الاغراب معهم بعد ما حصل من ذبح للأطفال والنساء في غزة، بل بالعكس انتهى اي امل لقبول اندماجهم حتى مع افراد دول مثل دول الخليج من دون التخويف بالحرب.ان هذه الحرب بدأت ولن تتوقف الا برضوخ الشعوب العربية والإسلامية للتطبيع، وشعب الخليج مستعد اكثر من غيره للتطبيع، فقد ارعبهم نتنياهو بعد قصف الدوحة، فهم لم يتظاهروا حتى بعد ضرب الدوحة، ولن نتوقع ابدا من هذه الشعوب سوى الطاعة والاذعان لامرائهم. اما الدول العربية الفقيرة فهي تبحث عن التمويل من هنا وهناك فاذا تغيرت احوالهم المعيشية بسبب التطبيع فسيهرولون ويتمسكون به اكثر من غيرهم. وعلى العراق ان يستعد للحرب اذا رفض التطبيع، ولتكن الإشارة عند دخول الجنوب السوري باتجاه العراق فاذا وصل جيش الكيان الى نصف المسافة بين حدود فلسطين والعراق داخل الأراضي السورية فعلى العراق ان يهاجمهم ويوقفهم هناك؛ لأنه ما غزي قوم في دارهم الا ذلوا.

 

المشـاهدات 35   تاريخ الإضافـة 23/10/2025   رقم المحتوى 67599
أضف تقييـم