تقاسيم على الهامش
# عبد السادة البصري
(( حين تعشقُ مدينَتَكَ ..!! ))![]() |
| تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( حين تعشقُ مدينَتَكَ ..!! )) |
|
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص :
حين تسكنك المدينة بكلّ تفاصيلها، وتتغلغلُ ما بين جميع مسامات وخلايا جسمك، لتشتعلَ روحك عشقاً بها ووَلَهاً لها، تجدُ نفسك منجرّاً من تلابيب روحك لكل دقائقها ومعجوناً بها حدّ الذوبان والتماهي !! البصرة مدينة غير كلّ المدن، إنها تسكن قلوب الغرباء إذا مرّوا بها صدفةً، فكيف بأبنائها الذين ولدوا على أديمها، وشربوا من ماء شطّ العرب يوم كان عذباً زلالاً صافيا قبل أن تمتدّ إليه أيادي الفساد واللسان الملحي ليصبح ماؤه نقمةً وعذاباً للبصريين ؟! بدرابينها وشناشيلها وهوائها الرطب المشحون برائحة الطلع والنخيل والماء لمّا تزل تدغدغ أرواحنا جميعاً لننشد ( أحيا وأموت عالبصرة )، نهفو إليها في كلّ حين، نشتاق لها ونحن بين أحضانها ، نكتب عنها ولها أحلى وأجمل الكلمات شعراً ونثراً وغناء ( بصرتنه ما عذبت محب )، ونرسمها لوحاتِ عشق أزليّ في كل زقاق !! لا أريد أن يكون حديثي هذا مجاملةً أو تملّقاً أبداً، بل الحقيقة بعينها ومَنْ ينكر ذلك أما حاقد أو حاسد أو تسكنه الغيرة، لأن مَنْ سأتحدّث عنه رجلٌ بصريٌ لا يملك غير طيبته ومحبّته لمدينته وناسها، انه عاشق مسكون بها، وعشقه هذا جعله فراشةَ محبّة وعنوان طيبة بصرية خالصة !! لفرط محبّته لمدينته دخل عالم الثقافة والأدب والفن رغم تقدّمه بالعمر قليلاً، وأخذ يصرف على عشقه هذا من ماله الخاص جداً، تراه يحمل صوراً وتماثيل هدايا لكل القادمين وفي أي محفل ثقافي يقام هنا وهناك، ويفتح مكتبه ( باب رزقه وعياله ) أمام الأدباء والفنانين البصريين وغيرهم، منذ سنوات وما يزال حاضراً في نشاطات اتحاد أدباء البصرة بهداياه التي يقدّمها محبّة وتكريماً للمبدعين، وفي قصر الثقافة والفنون ــ قبل أن يغلق بابه قسراً ــ أقام احتفائيات كبيرة أيضا، كما في رابطة مصطفى جمال الدين ومنظمة البصرة للثقافة ومكتبة وقاعة البصرة وغيرها من المؤسسات الثقافية الاخرى في عموم مدينته المعشوقة، لم يتوان عن التعاون مع ملتقى جيكور الثقافي في أغلب الجلسات التي تقام في قاعة الشهيد هندال، وحينما افتتح مشروعاً للطباعة والنشر والتوزيع أسماه ( دار الأدب البصري ) فصار حريّاً به أن يتواصل مع الأدباء والفنانين والإعلاميين هنا وهناك، قبل سنوات فاتحني بمشروع يهمُّ الخوض فيه وهو إعداد وإصدار معاجم للأدباء والفنانين والرياضيين والإعلاميين البصريين أولاً ، ثم ينطلق لينفتح على جميع محافظات الوطن فشجّعته وباركت مسعاه ولا أعرف لما توقّف وما هي الأسباب !! دارته البصرية للأدب طبعت وأصدرت عشرات الكتب لمبدعين بصريين في شتى مجالات الإبداع، وأقامت وما تزال تقيم احتفائيات للكثير من داخل وخارج البصرة والعراق، ولا يمكن أن ننسَ تكريمه للسيدة الراحلة ( عالية محمد باقر) أمينة المكتبة المركزية التي حافظت على 30000 ثلاثين ألف كتاب ومخطوط نادر من النهب والحرق إبّان دخول القوّات البريطانية إلى البصرة عام 2003، وكذلك تكريمه للكاتب الكبير الراحل ( جمعة اللامي ) الذي استضافه قادما من الإمارات وقلّده قلادة المحبّة، وللكثير من الأسماء اللامعة في سماء الأدب والفن على طول البلاد وعرضها !! انّه العاشق البصري ( زكي الديراوي ) تلك الفراشة التي تنثر عبق محبّتها وطيبها وتفانيها في خدمة الثقافة والمثقّفين البصريين وغيرهم، لا لشيء سوى عشقه لمدينته وضيوفها، أتمنى وللمرّة الألف أن لا يؤخذ كلامي هذا مآخذ أخرى أبدا، انه كلمة حقٍّ لرجل يسعى بكل حب دون أن يقبض أي ثمن سوى محبة واحترام الآخرين له، وتنمّر بعض المرضى للأسف، بوركت خطواته ودام عشقه الأزلي لبصرته ومائها وهوائها وناسها وكل ما فيها !! |
| المشـاهدات 17 تاريخ الإضافـة 26/10/2025 رقم المحتوى 67720 |
أخبار مشـابهة![]() |
يونسكو توافق على مقترح عراقي لإدراج الذكرى السنوية لنشر احد مؤلفات الشهيد الصدر في سجل الذاكرة العالمية |
![]() |
مسرحية silence (الصمت) من بولندا والاحتجاج البصري على الحرب ومآلاتها |
![]() |
على ورق الورد
لوحات تشكيلية مصادرة |
![]() |
بريجيت باردو ترد على شائعة وفاتها عن 91 عاماً
|
![]() |
أجور نجوم الدراما التركية تثير ضجة واسعة على السوشيال ميديا |
توقيـت بغداد









