منح لغيرنا... وحرمان لأبنائنا
![]() |
| منح لغيرنا... وحرمان لأبنائنا |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب صباح تبينه |
| النـص :
في مفارقة مؤلمة تكاد تختصر مشهد التعليم في العراق، تعلن الحكومة العراقية عن تقديم ستة عشر ألف منحة ومقعد دراسي لطلبة من دول عربية وأجنبية، في الوقت الذي يقف فيه آلاف الطلبة العراقيين المتفوقين بمعدلات تفوق الـ99.5% عاجزين عن دخول كليات الطب ضمن القبول المركزي!أليس من المفارقة أن تتحول أرض الرافدين، التي أنجبت العلماء والأطباء، إلى محطة " كرم أكاديمي" للآخرين، فيما يُحرم أبناؤها من أبسط حقوقهم الدراسية؟
بين الحلم والخذلان
لم يكن طلاب السادس الإعدادي هذا العام يحلمون بأكثر من مقعد في كلية الطب، بعد سنوات من السهر والتعب والضغط النفسي ، لكن الصدمة جاءت قاسية حين كشفت نتائج القبول المركزي عن حرمان عدد كبير من أصحاب المعدلات العليا من المجموعة الطبية، في وقتٍ تتحدث فيه وزارة التعليم العالي عن " برنامج ادرس في العراق " الذي يمنح عشرات الآلاف من المقاعد الدراسية للطلبة الأجانب .هنا يتساءل الناس بمرارة :كيف يمكن لدولة أن تفتح أبواب جامعاتها للآخرين بهذا السخاء، بينما تضيق بها على أبنائها؟وهل يعقل أن تُكافأ دول أخرى على حساب دموع طلبتنا المتفوقين؟
منحة بلا ميزان
وزارة التعليم العالي تبرّر هذا البرنامج بأنه خطوة لتعزيز "السمعة الأكاديمية للعراق واستقطاب الكفاءات الدولية"، وهي رؤية نبيلة في ظاهرها، لكن واقع التعليم المحلي لا يحتمل مثل هذا الترف السياسي. فقبل أن نستعرض للعالم وجهنا الأكاديمي، علينا أولاً أن نُرضي أبناءنا الذين صنعوا مجد المعدلات العالية، ثم وجدوا أنفسهم خارج أحلامهم.لا أحد يعترض على التعاون العلمي أو التبادل الأكاديمي، ولكن العدالة تقتضي أن تكون الأولوية للمواطن العراقي، خصوصاً في الاختصاصات التي تمسّ حياة الناس ومستقبلهم كالمجموعة الطبية.
رسالة إلى الحكومة
إن منح آلاف المقاعد الدراسية لطلبة عرب أو أجانب في ظل أزمة قبول داخلية حادة يبعث رسالة سلبية إلى المجتمع العراقي ، ويفتح باب الشك والاحتقان.فالتعليم ليس مجالاً للمجاملة الدبلوماسية ، بل هو ميدان لتكريم الجهد الوطني وصون العدالة الاجتماعية.على الحكومة أن توضح للرأي العام:* كم عدد المنح الفعلية المقدمة للطلبة الأجانب؟ * وما حجم المقاعد التي حُجبت عن العراقيين بالمقابل؟ * ولماذا يُترك الطالب العراقي المتفوق أمام خيارات لا تليق بجهده ولا بتفوقه؟ * العدالة التعليمية... حجر الأساس.. إن ما يحتاجه العراق اليوم ليس " تدويل التعليم "، بل توطين العدالة التعليمية .فالبلد الذي يُهمل طاقاته الداخلية لن ينهض ولو ملأ جامعاته بالغرباء.ويبقى السؤال الأخير معلّقاً في وجدان كل بيت عراقي:كيف نُهدي مقاعدنا لغيرنا، فيما أبناؤنا ينتظرون دورهم على مقاعد الانتظار؟ |
| المشـاهدات 30 تاريخ الإضافـة 30/10/2025 رقم المحتوى 67795 |
أخبار مشـابهة![]() |
مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمنح الجائزة الكبرى لـ"أناشيد آدم" |
![]() |
العدل توضح آلية منح الإفراج الشرطي للسجناء والموقوفين
|
![]() |
تغريم مصارف وشركات صرافة عراقية 91 مليار دينار خلال 9 أشهر
المركزي العراقي يمنح ترخيصاً لبنك نيشتمان في اقليم كوردستان |
![]() |
مجال الكوميديا ليس مجالا آنيا ولا يمنح الشهرة سريعا
إحسان دعدوش: بحجة الكوميديا استبعدت عن الدراما |
![]() |
العلاوات والترفيعات للموظف هي حق مكتسب لا هبة تمنح!! |
توقيـت بغداد









