| النـص :
نعم الوسيلة تؤدي الى الغاية وعندما تتحقق الغاية نتمسك بها دون الحاجة لاثبات الوسيلة ، ومن هذا المنطلق كثيرا ما اقرا مؤلفات او اشاهد حوارات لا تات بنتيجة نتيجة عدم جدوى موضوع النقاش ،لان ابجدياته مبعثرة .هنالك مجموعة عقائد نؤمن بها كمسلمين وان اختلفت بين المذاهب واثبات هذه العقائد ياتي من اثبات وجودها وليس اثبات غايتها ، على سبيل المثال عندما اريد ان اثبت عصمة الائمة عليهم السلام فما علينا اولا عرض مواقفهم واجاباتهم الملهمة في المسائل المهمة ودقتها في اثبات المطلوب ، وعندما نعرض سيرتهم نجدها حافلة بكل المواقف الصائبة وان كان بعضها لا يتضح صوابها الا بعد فترة ، لكن بالنتيجة لا يوجد من يستطيع ان يغالط نفسه ويقول هذا الامام اخطا في الكلام .على الجانب الاخر لماذا الاصرار من قبل الطرف المخالف على عدم اثبات العصمة ؟ الى ماذا يروم وهو الذي يقدس شخصيات لا يرضى اثبات اخطائها وان كان لا يدعي عصمتها لكنه يرفض اثبات مواقفها الخاطئة .المعجزة التي رافقت بعض مواقف الائمة عليهم السلام فانها حدثت لاثبات شيء وليس لاثبات المعجزة بذاتها ، فالذي لا يؤمن بمن هو الامام علي عليه السلام كيف اثبت له بان الشمس ردت له ؟ ، فالمفروض اثبت للاخر تاريخ الامام علي عليه السلام ومواقفه مع الرسول وبعد الرسول ، الاثبات هو الغاية والمعجزة هي الوسيلة ، فالقران بما فيه من ايات تحدثت عن مختلف مجالات الحياة يكفي ان تثبت اعجازه ومن هنا يكون على المسلمين اثبات مضامين الايات وان اختلفوا بالتفسير ، لكن طالما ان القران هو نفسه الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه واله هو نفسه الذي بين ايدينا فهذا يكفي لاثبات اعجازه .الامامة هذه العقيدة التي اثارت حفيظة الكثير من المسلمين ممن لا يؤمن بمدرسة اهل البيت عليهم السلام ، فما هي الامامة التي يرفضها القوم ؟باختصار هي ملكة يتمتع بها شخص يستطيع من خلالها تشريع أي حكم مستجد في الحياة ومن القران الكريم ، والتشريع هو روح الحياة وطالما يكون من صلب القران فانه العدالة بعينها ، وكم من سؤال وجه للمعصوم عليه السلام وبعد الاجابة يطلب منه الدليل من القران فيثبت لهم ذلك والعجب العجاب ان الايات القرانية التي تقرا لم يخطر على بال احد انها مصدر تشريع ، على سبيل المثال ، المال الكثير كم هو مقداره ؟ عندما اجاب الامام الهادي عليه السلام بانه اكثر من ثمانين دينار طلب منه المتوكل الدليل من القران فاجابه (لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍۢ …) ونصر المسلمين تحقق باكثر من ثمانين معركة ، وعندما سئل الامام الكاظم عليه السلام عن القديم كم مدته؟ ، اجاب ستة اشهر ، وطلبوا الدليل فقال لهم (حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) ، وهو عثق النخلة يكون مدة طلوعه حتى ذبوله ستة اشهر .واروع ما وقفت عليه وكتبت عنه هو ما كان يردده الامام الحسين عليه السلام عندما خرج من المدينة المنورة باتجاه مكة وهو يردد الاية الكريمة (فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ) ، هذه الاية عندما نقرا تفاسيرها فانها تذكر حال موسى عليه السلام عندما خرج من مصر خائفا من فرعون ، فهذا هو نفس حال الحسين عليه السلام عندما خرج من المدينة وهو يترقب عصابات يزيد التي ارسل لها رسالة كاذن الفأرة مع رسالته لوالي المدينة يقول لهم فيها اقتلوا الحسين عليه السلام بايع او لم يبايع ، ولان الحسين عليه السلام يعلم بمجريات الامور وما ستؤول اليه بحكم يزيد لذا خرج وهو يترقب ، فالاية التي قراها اثبات حاله عند خروجه من المدينة ، طبعا والاستدلالات كثيرة ومنها اثبات الحمل بستة اشهر بنتيجة مقارنة بين ايتين قام بها الامام علي عليه السلام .هذه الاستدلالات التشريعية لا يمكن لها ان تكون الا عند شخص مسدد من الله عز وجل والامام ليست منصب خليفة او رئيس جمهورية بل صفات يستحق على اثرها الامام الحكم والكلام موجه لنا كمسلمين عندما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه واله بان علي والحسن والحسين ومن ذرية الحسين هم الائمة ، فعلينا نحن اتباعهم ان حكموا او لم يحكموا.
|