| النـص :
بغداد ـ الدستور
نظمت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في مقرها بالشارقة، ، معرضاً جماعياً فن البورتريه بعنوان «وجوه»، تحت إشراف سالم الجنيبي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، وبحضور ناجي الحاي رئيس مجلس إدارة مسرح الشباب الذي افتتح المعرض إلى جانب عبد الرحيم سالم رئيس الجمعية وحشد واسع من الفنانين.وتأتي أهمية المعرض الذي يأتي ضمن الفعاليات التي اعتادت الجمعية تنظيمها منذ تسعينيات القرن الماضي، وقال: «هو أمر جيد أن يعاد إحياء المعرض بمشاركة هذا الجمع الكبير من الفنانين الذين لبّوا الدعوة بدافع ثقتهم في الجمعية ودورها الريادي في تنظيم المعارض النوعية».وعلى الرغم من حجم المشاركات الكبيرة في المعرض فإن اللافت أن لكل فنان أسلوبه الخاص وطابعه الفني المختلف، ما منح الفعالية حيوية كبيرة، ومن أبرز الأسماء المشاركة الفنانة الإماراتية الرائدة نجاة مكي والتي ذكرت أن المعرض هو بمنزلة فرح كبير خاصة مع وجود هذا العدد الكبير من الفنانين سواء من الإماراتيين أو المقيمين في الدولة والذين تربطهم علاقة الفن وطرح القضايا الإبداعية المختلفة.وعبرت المشاركات المتنوعة في المعرض عن تجارب إبداعية منفتحة على العديد من التيارات الفنية المختلفة، حيث ذكر سالم الجنيبي أن المعرض قد ضم أكثر من 134 عملاً فنياً من إبداع أكثر من 50 فناناً من جنسيات وثقافات متنوعة، استخدموا مختلف الخامات والأساليب الفنية من الرسم والتصوير الفوتوغرافي إلى النحت والفن التركيبي والوسائط الرقمية، ليشكلوا معاً بانوراما فنية تعكس تعدد الوجوه وتنوّع الرؤى الإنسانية، حيث يقدّم معرض «وجوه» تجربة بصرية تتأمل ازدواجية الهوية الإنسانية وتعدد ملامح الذات، إذ إن الوجوه مرايا تكشف الصراعات الداخلية والتباينات العاطفية وتحولات الذات المستمرة.وشهد المعرض مشاركة لافتة من قبل الفنان الرائد والمصور الفوتوغرافي جاسم ربيع العوضي، الذي قدّم عملاً فوتوغرافياً يمزج بين الأصالة والمعاصرة، تظهر فيه امرأة ترتدي البرقع، تمسك بفرشاة رسم تخفي جزءاً من ملامحها، في مشهد بصري يطرح تساؤلاً عميقاً: من يرسم من؟ المرأة ترسم العالم أم العالم يرسم ملامحها؟، وأشار العوضي إلى أن هذا العمل يجسد بتدرجاته الفيروزية وعمقه الرمزي رحلة بصرية وإنسانية تجمع بين التراث والحداثة، وتعيد تعريف علاقة المرأة الخليجية بالفعل الإبداعي كفعل وعي وحماية وحرية في آن واحد.
|