الأربعاء 2025/11/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
نيوز بار
ديمقراطية الطوائف والعشائر
ديمقراطية الطوائف والعشائر
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب خالد السلامي
النـص :

 

 

واخيرا أُسدِل الستار على أشرس واطول واوسع حملة انتخابية شهدتها الساحة العراقية منذ بدء ممارسة الديمقراطية (الفتية) في العراق بعد غزوه من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في سنة ٢٠٠٣ والتي تأبى النضوج رغم تجاوزها سن الرشد بأكثر من خمسة سنوات  ، فطيلة هذه الحملة التي بدأت مبكرة جدا هذه المرة حيث انطلقت المكائن الانتخابية منذ فترة ليسن بالقليلة قبل موعد الاقتراع فإمتلأت شوارع وساحات البلد بصور المرشحين ورؤساء الكتل بدون رقم للقائمة او رقم للمرشح كنوع من الالتفاف على موعد بدء تلك الحملات ومما يثير الاشمئزاز  والعجب العجاب في هذه الحملة كونها ركزت بشكل كبير جدا ومثير للغاية حول إثارة الطائفية  ومن قبل مستويات عالية من المسؤولين والمحللين والمرشحين وعبر الفضائيات وقنوات السوشيال ميديا ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي بكل تفرعاتها  بعد ان استبشرنا خيرا حين نامت لعدة سنوات مضت حتى صرنا نضع ايدينا على قلوبنا ونحن ننتظر عبورها بسلام  بدون  وقوع ما لا يحمد عقباه قبل يوم الاقتراع من شدة الشد والجذب الطائفي بين المتنافسين .وكذلك مما أثار الاستغراب والتعجب في هذا الموسم الانتخابي ايضا هو ذلك المد العشائري الذي صار لا يقل خطورة عن المد الطائفي حيث لم نكد نسمع عن عشيرة لم تُنظِم مؤتمرا عشائريا لدعم ومؤازرة مرشحيها وحصرهم فقط في اطارها وانهم من يمثلونها فقط في انتخابات مجلس النواب الجديد مع أن هذه العشائر لم تستطع تحديد عدد مرشحيها بما يضمن حصولها على معقد يمثلها إنما راح العشرات من ابناء هذه العشائر يتسابقون على الترشيح حتى بلغ عدد المرشحين حدا يقارب الثمانية آلاف مرشح على مستوى البلاد يتنافسون على ثلاثمائة وتسعة وعشرون مقعدا فقط مما اضاف عبئاً آخر على العملية برمتها بعد الشحن الطائفي ثم المد العشائري اضافة الى كثرة المترشحين فيها وبالتالي  جعل حصول العشائر على مقعد يمثلها أمر شبه مستحيل بسبب تشتت الاصوات بين المترشحين الذين لم يحصل اكثرهم الا على عدد قليل من اصوات الناخبين مما ادى  الى حرمان اغلب العشائر بل حرمان مناطق واقضية كبيرة ممن يمثلهم حسب ما كانت تأمل وتخطط تلك العشائر او المناطق . وما ندري ماذا سيكون نوع المد في الانتخابات القادمة ان أمد الله في عمرنا لحين حصولها . يتضح لنا من خلال  كل ما أشرنا إليه اعلاه ان الديمقراطية في البلاد قد وصلت إلى حالة مرضية مؤسفة جدا وهي رَكْنْ الحس او الانتماء الوطني جانبا ليحل محله الانتماء العرقي او الديني او المذهبي والآن العشائري وهي حالة تنذر بخطر كبير على الوطن ان لم ينبرِ لها الخيرون من ابناء هذا البلد وإيقاف امتدادها الى ما لا نتمناه لبلدنا الحبيب وشعبنا العظيم وإعادة الروح والحس والانتماء الوطني حفاظا على وطننا الذي علم العالم كل مبادئ الانسانية والقوانين والحضارات والأنظمة العلمية والاجتماعية والوطنية .

المشـاهدات 43   تاريخ الإضافـة 18/11/2025   رقم المحتوى 68393
أضف تقييـم