منال الحسن حارسة روتردام الجميلة![]() |
| منال الحسن حارسة روتردام الجميلة |
|
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص :
ناصر أبو عون منال الحسن خفقةً ضوء، وريشة ترسم الموسيقى نجومًا على لوحة الليل، وامرأةً تشبه القصائد حين تنهض من بين الظلال، وقمرٌ يشق قميص العتمة المزركش بالحزن. أيتها المنال إن الألم الذي عبر جسمك من جهة القلب كان يريد أن يتوضأ من درن النهارات التعيسة، ويركض برجله في بحر نورك ليشفى من أوجاع الأحلام المؤجلة. يا لقلبك العائد من الموت، والذي الآن يسجد الآن في صمت سجدة عشقٍ لواهب الحياة. الآن عرفتُ يا منال أنّ الشفاء ليس مجرد جسدٍ يُستعاد، بل عودةُ الروح إلى وطنها الأول، حيث النور والسكينة؛ بل عودة الأمواج التي أغواتها القفار بالسكينة فلم تر إلا سرابا فعادت إلى حضن البحر لتحتفي بالضجيج في حلبة السباق إلى الشواطيء المسكونة بالحنين إلى الذين عبروا/هربوا على جناح نورسة إلى فضاء الحرية.. الآن فقط، يا منال، تستطيع كل خفقة في صدرك أن تكتب قصيدةً جديدةً على صفحة الكون الفسيح متحررة من كل القيود التي وضع سدنة الشعر على أفواهنا كي لا نحيا، هل عرفتِ الآن أنّ في كل نَفَسٍ دعاءٌ صامت ينفث عشق الحياة من الداخل إلى الداخل. وأنا عرفتُ الآن يا منالُ.. أنّ في كل قصيدة كنتِ تنثرين بذور الحياة في الأرض اليباب، وعرفتُ أنكِ ستعبرين امتحان الجسد كما تعبر القصيدةُ بوابة الألم لتصير أكثر عمقاً وضياء. وأنّك راسخة كالطود الشامخ، ومع كل خفقة في صدرك تُولد قصيدة للحياة. في غيابكِ يا منالُ كانت تأتي الصباحات من غيركِ مغلقة النوافذ ومسدلة الستائر فأذهب إلى نافذة الروح لأبحث عنك في الضوء. أفتّش في السماء عن نجمة تشبهكِ تطمئنُ القلب، فأسمع في داخلي صوتك القديم، نبرتكِ التي تشبه سَكينةَ الماء حين يلامس صخرة ويصرّ على الهدوء. أنتِ الآن يا منال في فسحةٍ بين وجعٍ عابر وشفاءٍ مقبل، تتدلّين كمشكاة فوق خيطٍ رقيق بين خوفٍ ونور، يبدد ظلمة الآيام الخالية، ولن تسمحي للعتمة أن تستقرّ في صدرك ولو لحظة واحدة. أكتب إليكِ يا منال وطائر الليل يخفق حولي على وشك أن يطوي أجنحته احترامًا لرحلتكِ مع الألم، تلك الرحلة التي لا يخوضها إلا القلب الذي خُلق ليكون مرآةً للنور، حتى وهو يمرّ في أعمق العتمات؛ لكنّني تذكّرتُ أن القلوب العظيمة لا تُهزَم، بل تُعاد صياغتها كذهبٍ خرج للتوّ من نارٍ مقدّسة. عودي يا منال زهرةً تنبت على حافة القدر، ولن تخفِف العواصفُ من عطرها يومًا.. عودي بهيةً، فقد اشتاق الشعر إلى نبضك، واشتقنا نحن إلى ابتسامتك التي تُصلح ما أفسده سحرة فرعون. الآن أتخيل لحظة عودتك يا (ابنة الشمس)، وإطلالتك كل سبت في زوايتك الأسبوعية بجريدة الدستور تمدّين يدك للحياة من جديد.. سيُشفى قلبك يا ابنتي، ليس فقط بمهارة الأطباء، بل بقوّتك التي طالما خبّأتها خلف خجلك، وبحبّ من يعرفون أنك أغنية لا يجوز أن تنطفئ وأنكِ قصيدة شعر تولد من الجرح، فنتعلّم أن الجمال الحقيقيّ يُطهّر الروح كما تطهّر النارُ الذهب. عودي يا منال…عودي لصدرك الذي يشبه نافذةً على الغيم،ولقلمك الذي يكتب كأنّه يحيك للسماء وشاحًا من المعاني.. عودي لأن الشعر يتيمٌ منذ غبت، ولأن صوتك هو الندى الذي لا يعرف الصباح طريقه من دونه. وكم أرجو أن تكون الأيام المقبلة أكثر لطفاً عليك، وأن يطوّقكِ الله بالعافية كما يطوّق النسيم غصن الورد. ولتعلمي يا منال أنّ حضورك في قلوب محبّيكِ قوةٌ أخرى تسندك، وأننا نقف عند باب الدعاء، نقرعه باسمك كل صباح. أنا الآن أتوق إلى اللحظة التي ينفتح فيها باب عمودك الأسبوعي في جريدة الدستور وتدخلين مثل نسمةٍ خرجت من يد الله، خفيفة، طاهرة، وقد أطفأتِ خلفك كل ظلٍّ حاول أن يجعل العتمة هي الطقس الدائم.. دمتِ يا ابنتي قلبًا يواصل الخفق، ولو احتاج العالم كله ليتعلّم منه معنى الحياة. |
| المشـاهدات 27 تاريخ الإضافـة 22/11/2025 رقم المحتوى 68467 |
أخبار مشـابهة![]() |
((شرفات للتأمل والتفكر والتدبر)) .. كتاب جديد للمفكر الاماراتي يوسف الحسن |
اليونسكو تعين الشيخة بدور القاسمي سفيرةً للنوايا الحسنة للتعليم وثقافة الكتاب |
![]() |
بحث مع الأمير الحسن تعزيز التعاون الثقافي والفكري بين العراق والأردن
العراق والأردن يناقشان سبل توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري |
![]() |
«الست» لأول مرة في «روتردام السينمائي 2026
|
![]() |
اوضحت بخصوص رسوم الامتحانات للمراحل المنتهية
التربية تفتح باب النقل لطلبة معاهد الفنون الجميلة حتى 6 تشرين الثاني |
توقيـت بغداد








