يبدو  ان المدرب الأسترالي غراهام أرنولد  يواصل كتابه فصول جديدة من التحدي والنجاح، بعدما نجح في كسب «الرهان الثاني» بقيادته منتخب بلاده إلى ربع نهائي كأس العرب، ليؤكد أن ما حققه في التصفيات لم يكن محض صدفة، بل ثمرة مشروع تدريبي واضح ورؤية فنية متماسكة.

وكان أرنولد قد كسب رهانه الأول عندما قاد فريقه للتأهل إلى الملحق القاري، في خطوة اعتبرها كثيرون محطة صعبة في طريق حلم المونديال. ورغم الضغوط الكبيرة والانتقادات التي رافقت المرحلة السابقة، تعامل المدرب الأسترالي مع الموقف بهدوء وخبرة، فبنى فريقاً أكثر توازناً من الناحية التكتيكية، وأكثر صلابة على المستوى الذهني.

وفي كأس العرب، أثبت أرنولد من جديد قدرته على قراءة المباريات وإدارة التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق، ليقود فريقه إلى ربع النهائي عن جدارة، محولاً الشكوك التي كانت تحيط بالمشوار إلى إشادة واسعة من المتابعين والنقاد.

ومع هذا النجاح، يبقى الرهان الأكبر أمام غراهام أرنولد ماثلاً: الملحق العالمي. الرهان الذي لا يقبل أنصاف الحلول، ويحتاج إلى فريق يصل إلى أعلى درجات الجاهزية الذهنية والبدنية، وإلى مدرب يؤمن أن الحلم ممكن مهما كانت التحديات.

لقد كسب أرنولد رهانين، لكن الرهان الأصعب لم يحن موعد حسمه بعد… وما تزال القصة مفتوحة على كل الاحتمالات.