| النـص :
على وفق المصطلحات المحاسبية ، فان الحسابات المدينة تشيرإلى مقدار او قيمة ما هو عليك والحسابات الدائنة توضح ماهو إليك ، و المبالغ المصروفة وغير المسددة والتي لا يقابلها إيراد غالبا ما تتحول إلى المديونية بذمة المدين ، واغلبالعراقيين حفظوا مصطلحات المديونية منذ عقود ، فكلما جاءالحديث عنها جاء الجواب بالأرقام للدلالة عن حجم المديونية ( العالية ) وما تشكله من أخطار تهدد البلاد ، و المديونية تفاقمتخلال السنوات الأخيرة لوجود العجز الفعلي في الموازناتالاتحادية ، ففي بعض السنوات كانت الموازنات الاتحادية تعد بعجز وهمي ( تخميني ) ولكنه يتحول إلى فائض عند انتهاءالسنة المالية أما لزيادة الإيرادات او لضعف الإنفاق ، والفائضكان موجودا بدليل إن بعض الكتل طالبت بتوزيع الفائضسنويا على فئات من الشعب حسب الاستحقاق ، واليوم باتتالمديونية واقع حال ويمكن التعبير عنها بالأرقام وعجز الموازنة موجود ولكن ليس بالقدر والحجم والخطورة التي يتم تداولهالمختلف الأغراض ، فالمديونية الحالية (مقبولة) ومؤقتة بشرطوجود وتطبيق الإجراءات لمعالجتها بشكل فاعل و جدي .والبنك المركزي العراقي (صاحب الشأن في الموضوع) كشقعن حجم المديونية (خلال 2025) ، وذكر إن الديون الداخلية91.1 تريليون دينار ، و الخارجية القديمة والحديثة 54.957 مليار دولار ، والديون الداخلية تمثل القروض والسنداتوالحوالات وتم اقتراضها من المصارف والصناديق والأمانات وتم استخدامها لتلافي عجز الإيرادات في الموازنات سواء لدفع الرواتب او غيرها من الأبواب ، ويفترض أن تكون قابلةللسداد بمجرد توفر الإيرادات ، وهذه الديون لا تمثل خطورةسيادية لان ضماناتها داخلية ، والديون الخارجية يمكنتجزئتها لعدة أنواع فإجمالي الديون المتفق على تسويتها3.842 مليار ، و إجمالي الديون المعلقة 40.504 مليار وهيليست ديون مثبتة ولم تتم المطالبة بها ولم تتم تسويتها فينادي باريس ويمكن معالجتها من خلال تنازل الدائنين عنها ، و إجمالي الديون المتبقية ( بعد 2003 ) 10.611 مليار ويمكن أنتصنف كونها ديون غير عسيرة إذ تتم خدمتها ويمكن إطفاءقيمتها بعد انتهاء آجالها ( مدتها ) .وبلدنا بهذا الوصف والمقدار من الديون لا يعد من الدول عاليةالمديونية ، فالدول العشرة الأولى عالميا من حيث المديونية ( حسب تسلسلها بتريليون دولار) هي ( الولايات المتحدة 37.64 ، الصين 18.31 ، اليابان 10.23 ، المملكة المتحدة 3.7 ، فرنسا 3.6 ، ايطاليا 3.27 ، ألمانيا 2.92 ، كندا 2.3 ، الهند 2.19 ،البرازيل 1.71 ) ، وهي دول تتمتع باقتصاديات عالية وتنعمبالرفاهية والاستقرار الاقتصادي رغم حجم المديونية لأنها تضعخططها في موضوع الديون ، والعراق في تسلسل مريح منحيث ترتيب الدول العربية من حيث نسبة الدين إلى الناتجالمحلي الإجمالي وترتيبها هو التاسع ( السودان 221.5 % ،البحرين 142.5 % ، الأردن 89.7 % ، مصر 87 % ، تونس 80.6 % ، اليمن 71.4 % ، المغرب 67.2 % ، الجزائر 54 %، العراق53.1 % ، موريتانيا 41.2 % ) ، ويمكن أخراج العراق من هذاالتسلسل عند التقييم لا على أساس مجمل الديون وإنمابواقعها الذي ذكر أعلاه ، وعند النظر إلى نسبة الدين إلىالناتج المحلي حسب تسلسل الدول عالميا سنجد أيضا إننابتسلسل مريح ، فتسلسل العشرة الأكثر نسبة إلى الناتج المحلي هو ( اليابان 229% ، السودان 221 % ، سنغافورة175 % ، اليونان 147 % ، البحرين 142 % ، ايطاليا 137 % ، جزر المالديف 132 % ، الولايات المتحدة 125 % ، فرنسا 115% ، كندا 114 % ) .وليس الهدف من عرض ما تقدم هو تشجيع أصحاب القرار علىزيادة حجم ونسب المديونية في العراق ، ولكن للتذكير إلى حجمالمشكلة وما يمكن إيجاده من حلول ، والحلول هي بتوفيرالأموال لتسديد الديون ونخص بالذكر الداخلية لان الخارجيةمجدولة ولم تشكل تهديدا من أي نوع ، والمعالجة الداخليةيجب أن تركز على تقليص الإنفاق ليكون بمستوى او اقل منالإيرادات للوصول للتعادل وتحقيق الفائض ، ولان موازنتناتعتمد على إيرادات النفط التي لا نستطيع زيادتها كيف نشاء كونها محكومة باتفاقات اوبك + وبأسعار البرميل السائدةعالميا ، فان من الضروري والمهم زيادة الإيرادات لتحقيق الفائض والاكتفاء لا بإجراءات قسرية تضر الناس وإنما بتفعيل قطاعات الاقتصاد غير المنتجة لإزالة العلل والأمراض وتوفير البدائل والحلول ، لعل من ضمنها ( إدخال آلياتتشجيعية لتحصيل الديون والمستحقات من الفوائد والرسوموالضرائب غير المستوفاة ، بيع ما يمكن بيعه من الأراضيوالعقارات التي لا تشكل مصدرا للإيرادات ، اتخاذ قرارات جريئةلاسترجاع الأموال المنهوبة ، تنفيذ إجراءات حازمة بخصوصالشركات الخاسرة ، العمل بأنظمة عادلة في مجال الرواتبوالمخصصات والحوافز والإرباح ومعالجة ازدواجية الرواتبوالمنافع التي تمنح بدون استحقاق ) ، وهناك العشرات او المئات من الحلول التي يمكن ولوجها بهذه الخصوص ويفترض أنتكون بذمة الحكومة القادمة كمنهاج واجب التطبيق ، فدولتناغنية بأهلها ومواردها وأملاكها ومن المفترض أن تحقق عوائدمجزية لتنتج سعادة ورفاه ، والمديونية مؤشر لإفقارها كدالةاو محصلة للفساد وضعف الإدارة والأداء .
|