السبت 2025/12/13 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 11.95 مئويـة
نيوز بار
سافايا رجل اللاءات القادم إلى العراق
سافايا رجل اللاءات القادم إلى العراق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب سمير داود حنوش
النـص :

 

 

 

قريباً من تشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي أنتجتها إنتخابات الحادي عشر من نوفمبر، يترقب العراقيون قدوم مارك سافايا مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام القادمة لوضع اللمسات “الأمريكية” على تشكيلة الحكومة وربما يكون سافايا صاحب القرار الأخير في إسناد الوظائف والوزارات بعيداً عن نفوذ الميليشيات المسلحة القريبة من إيران.سافايا تلك الشخصية الجدلية التي إختارها ترامب مبعوثاً له للعراق والذي لايحمل أي خلفية دبلوماسية أو من المخضرمين السياسيين سوى أنه كان من الممولين لترامب في حملته الإنتخابية وربما أراد ترامب مكافأته، وذلك هو جوهر الإستغراب في الحديث عن سبب الإختيار.كل شيء أصبح مشوشاً بين ضجيج التساؤلات عن كيفية تشكيل الحكومة العراقية القادمة وسط محاولات أمريكية ورسائل يحملها سافايا لرفع سيطرة الأحزاب الداعمة لسلاح الفصائل عن القرار السياسي والنفوذ عن التشكيلة الحكومية القادمة، وكيف سيكون موقف سافايا وإدارته الأمريكية خصوصاً بعد فوز أكثر من 80 نائباً في البرلمان العراقي يمثلون أحزاباً لفصائل مسلحة قريبة من إيران بعكس التوقعات التي كانت تشير إلى تقلص النفوذ الإيراني بعد الضغوط الأمريكية على المنظومة الحاكمة.قرار التخلي عن الأحزاب والكيانات السياسية التي تملك فصائل مسلحة عن التشكيلة الحكومية القادمة بالتأكيد سيكون صعباً خصوصاً وإن تلك الفصائل أصبحت تمتلك شرعية سياسية ونفوذ وأموال وسلطة يجعل من الصعوبة القول إنها سهلة التفكيك، وإذا كانت تلك الفصائل قد إنتفضت لمجرد خطأ حكومي مقصود أو غير مقصود بإعتبار حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين منظمات إرهابية، وإعتبرت ذلك الخطأ الحكومي الفادح إنتهاكاً وخطيئة تجاوزت فيه الحكومة الخطوط الحمراء، فكيف سيكون الحال عندما يأتي سافايا إلى بغداد وهو يحمل “اللاءات” بضرورة خلو الحكومة الجديدة من أي نفوذ سياسي لذراع فصيل مسلح كشرط أمريكي للإعتراف بهذه الحكومة.قول سافايا إن “تغييرات كبيرة قادمة في العراق ومن الآن سيرى الجميع أفعالاً بدلاً من الأقوال” في إشارة واضحة إلى إستعداد واشنطن لإتخاذ خطوات ملموسة بإتجاه الواقع السياسي في العراق، جعل بعض الأحزاب المسلحة تتخوّف على مستقبلها السياسي وتُسارع إلى إتخاذ خطوات إستباقية كما حدث مع منظمة بدر عندما طالبت بإستدعاء السفير الأمريكي فوراً وإبلاغه إن سافايا تجاوز الأدب الدبلوماسي، مع العلم إن العراق لايتواجد على أرضه سفير أمريكي.حكومة منزوعة السلاح، ذلك ما تريده واشنطن من بغداد لتفادي الضغوط السياسية والإقتصادية التي قد تُفرض عليها فيما إذا خالفت تلك الشروط، والأهم هو إطلاق يد إسرائيل في قصف مواقع تلك الفصائل أو المراكز الحيوية والإقتصادية في العراق، التي طالما حمتها أمريكا من أي قصف طوال الفترة السابقة.ملخص القول إن واشنطن تسعى إلى شرق أوسطي جديد يكون العراق جزءاً منه بعيداً عن النفوذ الإيراني، وذلك ما يُثير قلق الجارة الشرقية للعراق، لذلك لن يكون سهلاً القول إن إيران ستتخلى عن ذلك النفوذ بهذه السهولة.مجيء سافايا إلى العراق سيُعقّد المشهد السياسي أكثر مما هو معقد، وبإعتقادنا قد يؤخر تشكيل الحكومة القادمة.هذه هي صورة العراق القادم بعد الإنتخابات والذي بالتأكيد لن يكون له الكثير من الخيارات قبل أن يأتي الطوفان الذي سيزيح الأخضر واليابس بعد أن ضاع هذا البلد في متاهات الفوضى والفساد والتبعية.

المشـاهدات 61   تاريخ الإضافـة 13/12/2025   رقم المحتوى 68810
أضف تقييـم