| النـص :
عندما تتضارب الروايات التي يستحيل ان تكون كلها صحيحة بل واحدة فقط وفقط ومهما كان التاويل فانه لا يصح مثال على ذلك هو يوم الولادة او يوم الاستشهاد فانه يوم واحد فان تعددت الروايات يجب البحث عن القرائن والدعم من قبل روايات اخرى تثبت رواية واحدة فقط ، فعندما تذكر ست روايات عن استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فالمنطق يقول ان الحدث يكون في يوم واحد فقط والروايات التي ذكرت تاريخ الاستشهاد ذكرت الايام التالية ( الثامن من ربيع الاخر ، الثالث عشر من ربيع الاخر ، الثالث عشر من جمادى الاول ، الثالث من جمادى الاخر ، الواحد وعشرين من رجب ، الثالث من رمضان ) هذا حسب تقويم الشيعة وهذا الكتاب بحاجة لمراجعة وعدم الاعتماد كليا عليه .وانا في طبعي عند القراءة واتاكد من كتاب فيه رواية ولو واحدة غير دقيقة اركن الكتاب على الرف ولا اطالعه اطلاقا وان عدت له لرواية ينفرد بها فاقوم بالتحقق منها قبل اعتمادها من هنا لابد من ان تكون رواية واحدة صحيحة .من هذا المنطلق فان هنالك شريحة من الكتاب تريد ان ترفع من منزلة المعصوم فانها تضع روايات خارقة اذا ما اصطدمت بروايات اخرى فانهم يحاولون ايجاد مخرج وتاويلها لجعلها صحيحة بل قد تتهم ان طالبت بالدليل بانك تشكك في منزلة المعصوم .اقولها وبضرس قاطع وايمان صادع وعقيدة راسخة ان المعصوم يحمل من العلوم التي تجعله في المرتبة الاولى في زمانه على البشرية ولديه من العلم اللدني الذي تجعله معصوما في حكمه ورايه ، وهي الغاية التي يريدها الله عز وجل ونبيه وعترته منا ان نلتزم بعلومهم بالدرجة الاولى وان تكون خيمتنا الاخلاق حتى تكون علومنا نافعة للبشر .استدل بهذه الرواية التي تخص الامام الهادي عليه السلام ولاحظت غاية المؤلف في رفع شان الامام عليه السلام ( وهو لا يحتاج الى هكذا رواية لرفع منزلته فانه من صفوة البشر ) يقول الراوي في تعليله لرواية ان الامام الهادي علم باستشهاد ابيه ، عندما كان يقرا عند مؤدب له وهو ابي ذكوان وفجاة دخل الدار على عائلته وخرج وهو حزين ليعلن ان والده الامام الجواد عليه السلام استشهد الساعة في بغداد ، وهنا يسال سائل كيف يكون هنالك مؤدب لامام معصوم ؟ هنا ليعلل الكاتب الشيخ محمد جواد الطبسي في كتابه الامام علي الهادي عليه السلام دراسة وتحليل ذكر النص التالي في ص 26 ” عين الإمام الجواد في المدينة مؤدباً لولده الهادي يسمى بأبي ذكوان . كما عين قبل ذلك من تقدمه من المعصومين كالنبي ﷺ بالنسبة إلى فاطمة ، فإنه سلمها إلى أم سلمة قبل أن يتزوجها الإمام أمير المؤمنين ، والصادق بالنسبة إلى موسی بن جعفر عليهما السلام والسر في ذلك على فرض صحة الروايات سنداً هو ترغيب الناس وحثهم على تعليم اولادهم …..”اولا الرواية بخصوص تنبؤ الامام الهادي باستشهاد والده ذكرت اربع روايات بمعان مختلفة وهذا يعني رواية واحدة صحيحة والباقي فيها اشكال ، ثانيا اسم ابو ذكوان ذكره غيره او ابا زكريا وعند الاختلاف بالاسم يعني الشك بالحدث ، ثالثا يذكر المؤلف ان النبي محمد (ص) سلم فاطمة عليها السلام لام سلمة قبل زواجها ، ولو علمنا ان زواج ام سلمة من النبي روايتين الاولى في السنة الرابعة من الهجرة والزواج تم في السنة الثانية ، والرواية الثانية الزواج تم في السنة الثانية شوال و زواج فاطمة كان في ذي الحجة من نفس السنة فما هي العلوم والاداب التي تلقتها فاطمة من ام سلمة خلال شهر؟ .واستشهد كذلك بالامام الكاظم عليه السلام وهو استشهاد ضعيف فالامام الكاظم وهو غلام ساله ابو حنيفة عن مسالة فاجابه بكل احتمالاتها فتعجب منه .رابعا يقول الشيخ المؤلف “على فرض صحة الروايات سندا ..” يقول على فرض يعني الاصل غير صحيحة ، ويقول سندا فهذا يعني ان متنها غير صحيح ، ونحن من يؤكد على اية (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).فلماذا لا نقول ان الرواية غير صحيحة ونستشهد بمواقف الامام الرائعة في اجابته على الاشكالات التي عجزوا عن الاجابة عليها فاجابهم وبالدليل القراني الرائع؟؟ .
|