السبت 2025/12/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 5.95 مئويـة
نيوز بار
هل إنتهى عصر النفوذ الإيراني في العراق؟
هل إنتهى عصر النفوذ الإيراني في العراق؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب سمير داود حنوش
النـص :

يبدو أن قول السياسي البريطاني المشهور ونستون تشرشل “لاتوجد في السياسة صداقات دائمة، ولا عداوات دائمة، بل مصالح دائمة” ينطبق على الحالة الراهنة للواقع السياسي في العراق.شاهد ذلك القول هو التغير المفاجئ في بوصلة السياسة العراقية بإتجاه الهرولة لكسب ود الجانب الأمريكي ومحاولة إرضائه بعد أن وصلت إلى قناعة كاملة إن المحور الإيراني لم يعد بتلك القوة التي كان عليها قبل إنهيار أذرعه في سوريا ولبنان وما يمكن أن يمتد ذلك الخراب والفوضى إلى العراق.بالرغم من محاولات المكابرة والتعنّت التي يبديها هذا الطرف أو ذاك من محاولات أمريكية لفرض واقع جديد في السياسة العراقية بعيداً عن التدخل الإيراني في الشأن العراقي الذي إرتهن طيلة أكثر من عشرين عاماً، إلا إن التوجه الأغلب للأحزاب الحاكمة إنتبهت بعد ثمالة دامت أكثر من عقدين إلى أن وضعهم أصبح مُهدداً بعد أن أصبحت أولى بوادر أسلحة أمريكا ضدهم هو تقليل كميات الدولار المرسل إلى العراق والذي تسبب بعجز في السيولة النقدية وتأخر توزيع رواتب الموظفين والمتقاعدين.حديث وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف في “منتدى الدوحة 2025” عن إن الجماعات المسلحة التي يُشار إليها بوكلاء إيران في المنطقة لم تُطلق طلقة واحدة دفاعاً عن مصالح إيران في حربها الأخيرة مع إسرائيل التي دامت 12 يوماً، وهي حقيقة لا جدال فيها عندما إعتمدت تلك الفصائل على الشعارات السياسية والتهديدات الكلامية بدل المواجهة المباشرة، هو دليل دامغ أن إيران بدأت تتخلى عن أذرعها في العراق كما تخلّت عن سابقاتها وآخرهم الحوثي ويعكس واقعاً جديداً في العراق في نأي الميليشيات المسلحة عن علاقتها بإيران وفك إرتباطها من أجل مصالحها ومغانمها في السلطة.يمكن القول بالجزم إن أغلب القوى السياسية التي كانت توالي إيران في السابق وتمتثل لرغباتها أصبحت تتنصّل عن إلتزاماتها وتُخلي مسؤوليتها من أي إرتباط مع الجارة الشرقية التي طالما ظلّت تتحكم بالملف العراقي وفي تشكيل حكوماته السابقة، وقد يتضح ذلك من خلال إلتزام الفصائل المسلحة في العراق والقريبة من إيران منذ نحو عام بهدنة “غير مُعلنة” مع الولايات المتحدة، برغماتية المصالح والمنافع وإن تم تفعيلها متأخراً.يمكن القول أن الوضع قد تغير في تشكيل الحكومة العراقية القادمة بعد أن قررت أمريكا فصل الملف العراقي عن الإيراني وفق معادلة سياسية عراقية تميل للإبتعاد عن النفوذ الإيراني.حتى إن مفهوم الكتلة الأكبر التي كانت تعني أن الفائز سيخرج منها بإتفاق أطرافها لتشكيل الحكومة القادمة ربما سيواجه بفيتو أمريكي ما لم يتم البراءة من أي نفوذ إيراني أو قريب منه، لذلك تتناقل الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي وأحاديث السياسيين ونقاش البرامج الحوارية عن مهمة مارك سافايا مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب إلى العراق لوضع معادلة جديدة في الواقع السياسي العراقي يكون عنوانها بعيداً عن النفوذ الإيراني وقريباً من الرغبة الأمريكية.بالمقابل من السذاجة القول إن إيران ستتخلّى عن نفوذها في العراق بهذه البساطة، فتحذير أبو علي العسكري المتحدث بإسم كتائب حزب الله، القيادات الشيعية من إستقبال مارك سافايا أو التعامل معه يعكس واقعاً للنفوذ الإيراني في الشأن العراقي ويؤكد أن الإفلات من إيران يحتاج إلى قرارات صعبة.خيار صعب على العراق إتخاذه لكي يحفظ مصالحه بعيداً عن حروب الوكالة.تشكيل الحكومة الجديدة ستمر عبر عقبات أولها أن على العراقيين أن يكون قرارهم بعيداً عن التبعية وأن يُفكروا بمستقبل بلدهم كما يفكر الآخرون بمستقبل بلدانهم، فهل ذلك من الممكنات؟.

المشـاهدات 30   تاريخ الإضافـة 20/12/2025   رقم المحتوى 69080
أضف تقييـم